واهم من يعتقد أن قناة الجزيرة ستغير من سلوكها وتتخلق بالمهنية الصحفية، وواهم أيضا من يظن لوهلة واحدة أن هذه القناة مستقلة وقادرة على التعاطي مع أي شأن دون أن تنطلق من تبنيها لقضايا الإخوان المسلمين وحزب الله ومتطرفي فلسطين وإيران والتنظيمات التي تشبهها في عدائها للأنظمة والشعوب ممن تعيش خارج دائرة الممانعة. وعلى سبيل التذكير فقط، دول الممانعة هي في نهاية الأمر وريثة ما يسمى بدول الصمود والتصدي المحيطة بإسرائيل التي ملأت العالم ضجيجا وشعارات دون أفعال حقيقية في الطريق لتحرير فلسطين كما زعموا طوال ستين عاما.
تنقسم وظيفة قناة الجزيرة في العالم العربي إلى مسارين واضحين:
حرب بلا هوادة على خصومها تحت ذريعة الإعلام واستقلاله، هذه الحرب لا تتوقف وهي تتخذ مسار بناء الحملات وصناعة المحتوى، أي أن القناة لا تعلق أو تنقل الخبر بحيادية إذا جاء من مصدره، بل تسعى لاستهداف الخصم بشكل يومي وفي كل برامجها على مدار اليوم والأسبوع والسنة، لتشويهه واغتياله معنويا، وهي وظيفة مستدامة، تصبح وتمسي عليها القناة.
المسار الآخر هو تهيئة المناخ ضد الخصوم ولكن من خلال أخبار وتغطيات ملفوفة بورق السلفان، بلا شك المسار الثاني أخطر وأكثر دهاء، وهو محاولة للتذاكي والالتفاف على أجواء التهدئة في الإقليم التي انتشرت عدواها منذ نهاية العام الماضي، لكن القناة استمرت في نشر التقارير الموجهة والمنحرفة عن الدقة والموضوعية بما يخدم مشاريع تنظيمات أو تيارات تتقاطع معها الجزيرة.
ما الذي تغير في سلوك القناة المشين والمستمر منذ 1996 حتى اليوم !
في الحقيقة لا شيء.. فقط يتم الترويج وتبني قضايا دول الممانعة والدفاع عنها تحت مسميات رومانسية، وهي كما يعرف الجميع (إيران، حزب الله، حماس، الحوثي، وأخيراً تركيا)، مع الاستمرار في تبني الهجوم الناعم على غيرها.
على سبيل المثال يتم تخفيف وطأة المحتوى الذي يتناول الشأن المصري بشكل مباشر وحاد، وفي الوقت نفسه يتم نشر قضايا مصرية مثل الفقر والتعامل مع كورونا، فضلا عن أخبار ولقاءات تقلل من الاقتصاد المصري ونتائجه والتركيز على حجم الدين، الذي يقترب من الدين التركي على سبيل المثال، أما في ملف سد النهضة فالقناة تتبنى وجهة النظر الإثيوبية.
بالطبع سياسة القناة التي تعاطت ببرغماتية مع الظروف الجديدة في المنطقة والعالم، واقتضى ذلك الدفع ببعض المذيعين والمذيعات للنشر عبر حساباتهم التقارير غير المنضبطة والاستعداء والتعبئة والتحريض والتهكم ونشر الشائعات وتبني الآراء المضادة في قضايا سعودية ومصرية وخليجية، تحت تبرير أنهم إعلاميون مستقلون ولا يحملون جنسية البلد المستضيف.
هناك آلية أخرى تبدأ من الترويج لأخبار وبناء روايات عن دول وأشخاص وقصص في منصات تحمل مسميات غربية، وتنشر أولا في دكاكين صحفية في أوربا وأمريكا، ليتم تداولها وإعادة غسلها قبل نشرها بشكل واسع في الصحافة الدولية.
التخادم الإعلامي بين قناة الجزيرة وما تناسل منها مثل «بين سبورت» والعربي الجديد، والقدس العربي، ومنصات أجنبية يمثل جزءا من خطة الاستهداف الإعلامي، مثلا قناة بين سبورت المحتكرة للأولمبياد وكثير من البطولات الإنسانية تمتنع عن البث والتعليق على مباراة للاعبة سعودية، وفي نفس الوقت تنشر في جهة أخرى قناة الجزيرة تقريرا يعرض من بعيد باللاعبة السعودية تحت عنوان «انسحابات اللاعبين عبر تاريخ الأولمبياد».
ذلك جزء من تركيبات النشر الواسعة والمضللة التي تتبعها القناة لاغتيال خصومها من الدول والمجتمعات والشخصيات وإرهابهم ومحاولة إجبارهم على أفكارها ودفعهم لتبني آراء المجتمعات والأحزاب والتنظيمات التي قدم منها مذيعوها.
تنقسم وظيفة قناة الجزيرة في العالم العربي إلى مسارين واضحين:
حرب بلا هوادة على خصومها تحت ذريعة الإعلام واستقلاله، هذه الحرب لا تتوقف وهي تتخذ مسار بناء الحملات وصناعة المحتوى، أي أن القناة لا تعلق أو تنقل الخبر بحيادية إذا جاء من مصدره، بل تسعى لاستهداف الخصم بشكل يومي وفي كل برامجها على مدار اليوم والأسبوع والسنة، لتشويهه واغتياله معنويا، وهي وظيفة مستدامة، تصبح وتمسي عليها القناة.
المسار الآخر هو تهيئة المناخ ضد الخصوم ولكن من خلال أخبار وتغطيات ملفوفة بورق السلفان، بلا شك المسار الثاني أخطر وأكثر دهاء، وهو محاولة للتذاكي والالتفاف على أجواء التهدئة في الإقليم التي انتشرت عدواها منذ نهاية العام الماضي، لكن القناة استمرت في نشر التقارير الموجهة والمنحرفة عن الدقة والموضوعية بما يخدم مشاريع تنظيمات أو تيارات تتقاطع معها الجزيرة.
ما الذي تغير في سلوك القناة المشين والمستمر منذ 1996 حتى اليوم !
في الحقيقة لا شيء.. فقط يتم الترويج وتبني قضايا دول الممانعة والدفاع عنها تحت مسميات رومانسية، وهي كما يعرف الجميع (إيران، حزب الله، حماس، الحوثي، وأخيراً تركيا)، مع الاستمرار في تبني الهجوم الناعم على غيرها.
على سبيل المثال يتم تخفيف وطأة المحتوى الذي يتناول الشأن المصري بشكل مباشر وحاد، وفي الوقت نفسه يتم نشر قضايا مصرية مثل الفقر والتعامل مع كورونا، فضلا عن أخبار ولقاءات تقلل من الاقتصاد المصري ونتائجه والتركيز على حجم الدين، الذي يقترب من الدين التركي على سبيل المثال، أما في ملف سد النهضة فالقناة تتبنى وجهة النظر الإثيوبية.
بالطبع سياسة القناة التي تعاطت ببرغماتية مع الظروف الجديدة في المنطقة والعالم، واقتضى ذلك الدفع ببعض المذيعين والمذيعات للنشر عبر حساباتهم التقارير غير المنضبطة والاستعداء والتعبئة والتحريض والتهكم ونشر الشائعات وتبني الآراء المضادة في قضايا سعودية ومصرية وخليجية، تحت تبرير أنهم إعلاميون مستقلون ولا يحملون جنسية البلد المستضيف.
هناك آلية أخرى تبدأ من الترويج لأخبار وبناء روايات عن دول وأشخاص وقصص في منصات تحمل مسميات غربية، وتنشر أولا في دكاكين صحفية في أوربا وأمريكا، ليتم تداولها وإعادة غسلها قبل نشرها بشكل واسع في الصحافة الدولية.
التخادم الإعلامي بين قناة الجزيرة وما تناسل منها مثل «بين سبورت» والعربي الجديد، والقدس العربي، ومنصات أجنبية يمثل جزءا من خطة الاستهداف الإعلامي، مثلا قناة بين سبورت المحتكرة للأولمبياد وكثير من البطولات الإنسانية تمتنع عن البث والتعليق على مباراة للاعبة سعودية، وفي نفس الوقت تنشر في جهة أخرى قناة الجزيرة تقريرا يعرض من بعيد باللاعبة السعودية تحت عنوان «انسحابات اللاعبين عبر تاريخ الأولمبياد».
ذلك جزء من تركيبات النشر الواسعة والمضللة التي تتبعها القناة لاغتيال خصومها من الدول والمجتمعات والشخصيات وإرهابهم ومحاولة إجبارهم على أفكارها ودفعهم لتبني آراء المجتمعات والأحزاب والتنظيمات التي قدم منها مذيعوها.