في منتصف الظهيرة وفي لحظة انهماك بالعمل، وصلتني رسالة «دعوة مفتوحة للمشاركة في مؤتمر ما»، وكانت الملاحظات التالية التي استوقفتني لكتابة المقال هذا بالتحديد، فالعنوان كان باهتاً ولا يحمل مسمى التخصص، حيث يغلب على المؤتمرات العلمية عناوين مميزة ومواكبة للأحداث، لم يتم تحديد الجهة المنظمة، وبشكل أوضح لم يتم الإعلان عن الجهة المحكمة للأبحاث، فالمفترض أن المؤتمرات العلمية التي يتم تقديم أوراق فيها تكون إما تحت أي جامعة أو شركة تعليمية أضعف الإيمان. ليست الطامة هنا، بل كانت أن المشاركة أو الحضور تتجاوز الـ700 ريال ولجهة مجهولة، ولا يوجد سوى اسم شخص من دولة عربية خارج المملكة! وتم تدوين أن المؤتمر سيعقد عبر «زوم»، تعجبت وحاولت أن أتواصل مع الأرقام التي كانت أيضاً لأشخاص غير سعوديين وطلبت معرفة من صاحب الشركة؟ أو الجهة التي لم تدون أي معلومات عن الأشخاص الذين ستصلهم هذه الأموال! ولم أجد ردا وافيا، وتواصلت عبر تويتر مع هيئة المعارض والمؤتمرات (بصفتها الجهة المسؤولة عن المؤتمرات) للاستفسار ولم يصلني رد حتى تاريخ كتابة المقال.
الآن، إذا كنت تظن أن الصحوة وذيولها ماتت فأنت تعيش في وهم وفقاعة كبيرة وأحلام وردية طفولية ساذجة. الصحوة لم ولن تمت إلا إذا فهمنا أساليبهم ودرسنا سلوكهم (بشكل علمي) وليس عبر هرطقات تويتر وبرامج التوك شو. مثل هذا المؤتمر المبهم الذي يدار من دولة عربية ويستهدف السعوديين هو وسيلة من وسائل شحذ الأموال بعد أن أفلسوا، وجمع المعلومات عن مجتمعنا، والمخيف أن ينصاع بعض الأكاديميين أو طلبة الدراسات العليا لحضور هذه المؤتمرات المشبوهة التي لا نعرف من يقف خلفها. وأشدد على الجامعات التي عليها أن تستحضر واجبها الأمني في تحليل السلوكيات المشبوهة وتحث الأعضاء والطلبة بعدم حضور أي مؤتمر خارج المملكة لا يتبع لجامعة عالمية راقية ومحترمة وتربطنا معها علاقات جيدة.
لا أنكر أنني أصاب بنوبة من الضحك حينما أرى من يتحدثون عن سلوك الجماعات المتطرفة وكأنهم (أبو العريف) ويلعلعون في القنوات، بل يسمونهم (باحثين) وهم لا يوجد لهم ورقة علمية واحدة توحد الله! عالميا وحسب دراسة فيليب أغنيسنسا وجوزيفي لابيانكا (2021) فإنه يعد جمع بيانات الشبكة الاجتماعية (التوجهات) بين أعضاء المنظمات باستخدام الاستطلاعات أمراً صعباً، ويتطلب إستراتيجية مدروسة جيداً. وتحتاج إلى خبرة واسعة في جمع معلومات (الشبكات الاجتماعية) في منظمات العمل مع الاستطلاعات، وقد حددوا أربعة عناصر رئيسية لعملية جمع البيانات، وكلها مرتبطة وتعتمد على سؤال البحث والهدف المحدد: 1) التفاوض بشأن الوصول إلى المنظمة، 2) تحديد حدود الشبكة، والهياكل التنظيمية الرسمية ذات الصلة التي تؤثر على الشبكات الاجتماعية، ونهج أخذ العينات، 3) تحديد كيفية التعامل مع موضوعات البحث وجمع بيانات الشبكة، 4) تقديم ملاحظات مفيدة وحساسة من الناحية الأخلاقية إلى المنظمة وأعضائها. تعتبر القرارات المتعلقة بكل عنصر من هذه العناصر ومواءمتها، خاصة في ما يتعلق بسؤال البحث المختار، أمراً بالغ الأهمية لإجراء دراسة ناجحة. وقد قدموا إرشادات ونقدم أمثلة لكل عنصر من هذه العناصر.
لو بحثت عن دراسة في السياق المحلي تدرس التوجهات الفكرية ستجد شحاً شديداً؛ إذن من أين جاء البعض بأن (س) من الناس متطرفون و(ص) إخونجية، ستجد أن كل ما يطرحونه (انطباعات) والعقول الانطباعية هي الأخطر على الأمن المجتمعي وهي النظير الأبله للفكر الصحوي، أحيانا أصاب بالإحباط وأشعر وكأن القدر كتب علينا أن نعيش في الزوايا الحادة؛ لكن حينما أستحضر عدد الباحثين والباحثات لدينا أتفاءل وأقول إن وطننا يليق به العدل والحكمة وقول الحقيقة، وتنبيه الناس لخطورة ردات الفعل الساذجة في التعاطي مع الفكر المتطرف واجب وطني. نحن لا نمتلك سوى وطن واحد وحقه علينا أن لا نجعل أموالنا وبالاً عليه ولا عقولنا أدوات تهدمه ولا سواعدنا قد تظن أن حضور مؤتمر مجهول أمر بسيط وفي الحقيقة هو أمر خطير، فالمعلومات التي تشاركها لا تقل خطورة عن الأموال هناك لمن لديهم نهم لهدم كل ما هو ممكن لتصله أيديهم فلا تفتحوا لهم الأبواب.
الآن، إذا كنت تظن أن الصحوة وذيولها ماتت فأنت تعيش في وهم وفقاعة كبيرة وأحلام وردية طفولية ساذجة. الصحوة لم ولن تمت إلا إذا فهمنا أساليبهم ودرسنا سلوكهم (بشكل علمي) وليس عبر هرطقات تويتر وبرامج التوك شو. مثل هذا المؤتمر المبهم الذي يدار من دولة عربية ويستهدف السعوديين هو وسيلة من وسائل شحذ الأموال بعد أن أفلسوا، وجمع المعلومات عن مجتمعنا، والمخيف أن ينصاع بعض الأكاديميين أو طلبة الدراسات العليا لحضور هذه المؤتمرات المشبوهة التي لا نعرف من يقف خلفها. وأشدد على الجامعات التي عليها أن تستحضر واجبها الأمني في تحليل السلوكيات المشبوهة وتحث الأعضاء والطلبة بعدم حضور أي مؤتمر خارج المملكة لا يتبع لجامعة عالمية راقية ومحترمة وتربطنا معها علاقات جيدة.
لا أنكر أنني أصاب بنوبة من الضحك حينما أرى من يتحدثون عن سلوك الجماعات المتطرفة وكأنهم (أبو العريف) ويلعلعون في القنوات، بل يسمونهم (باحثين) وهم لا يوجد لهم ورقة علمية واحدة توحد الله! عالميا وحسب دراسة فيليب أغنيسنسا وجوزيفي لابيانكا (2021) فإنه يعد جمع بيانات الشبكة الاجتماعية (التوجهات) بين أعضاء المنظمات باستخدام الاستطلاعات أمراً صعباً، ويتطلب إستراتيجية مدروسة جيداً. وتحتاج إلى خبرة واسعة في جمع معلومات (الشبكات الاجتماعية) في منظمات العمل مع الاستطلاعات، وقد حددوا أربعة عناصر رئيسية لعملية جمع البيانات، وكلها مرتبطة وتعتمد على سؤال البحث والهدف المحدد: 1) التفاوض بشأن الوصول إلى المنظمة، 2) تحديد حدود الشبكة، والهياكل التنظيمية الرسمية ذات الصلة التي تؤثر على الشبكات الاجتماعية، ونهج أخذ العينات، 3) تحديد كيفية التعامل مع موضوعات البحث وجمع بيانات الشبكة، 4) تقديم ملاحظات مفيدة وحساسة من الناحية الأخلاقية إلى المنظمة وأعضائها. تعتبر القرارات المتعلقة بكل عنصر من هذه العناصر ومواءمتها، خاصة في ما يتعلق بسؤال البحث المختار، أمراً بالغ الأهمية لإجراء دراسة ناجحة. وقد قدموا إرشادات ونقدم أمثلة لكل عنصر من هذه العناصر.
لو بحثت عن دراسة في السياق المحلي تدرس التوجهات الفكرية ستجد شحاً شديداً؛ إذن من أين جاء البعض بأن (س) من الناس متطرفون و(ص) إخونجية، ستجد أن كل ما يطرحونه (انطباعات) والعقول الانطباعية هي الأخطر على الأمن المجتمعي وهي النظير الأبله للفكر الصحوي، أحيانا أصاب بالإحباط وأشعر وكأن القدر كتب علينا أن نعيش في الزوايا الحادة؛ لكن حينما أستحضر عدد الباحثين والباحثات لدينا أتفاءل وأقول إن وطننا يليق به العدل والحكمة وقول الحقيقة، وتنبيه الناس لخطورة ردات الفعل الساذجة في التعاطي مع الفكر المتطرف واجب وطني. نحن لا نمتلك سوى وطن واحد وحقه علينا أن لا نجعل أموالنا وبالاً عليه ولا عقولنا أدوات تهدمه ولا سواعدنا قد تظن أن حضور مؤتمر مجهول أمر بسيط وفي الحقيقة هو أمر خطير، فالمعلومات التي تشاركها لا تقل خطورة عن الأموال هناك لمن لديهم نهم لهدم كل ما هو ممكن لتصله أيديهم فلا تفتحوا لهم الأبواب.