-A +A
منى العتيبي
نعيش اليوم السيناريو نفسه مع بدايات لقاح كوفيد ١٩، عندما بدأ مع الكبار في السن دون الصغار؛ فالقصة بدأت في تشكيك المجتمع باللقاح وحملت سيناريوهات عديدة يتسيدها سيناريو المؤامرة ضد الإنسان والهوية وغيرها، مما دفع الناس نحو العزوف عن أخذ اللقاح حتى انكشف لهم في نهاية القصة بأنهم كانوا في وهم عظيم، وذلك بعد الجهود الجبارة التي قدمتها الدولة في التوعية والدعم النفسي والمعرفي للناس.

اليوم نعيش السيناريو نفسه مع أبنائنا وبناتنا، نفس أدوار الترهيب والتخويف والتشكيك في اللقاح حتى وقع بعض أولياء الأمور رهينة لتصديق هذه الأكاذيب وعزفوا عن المبادرة لتطعيم أبنائهم وبناتهم مع أن التجربة والقصة ذاتها كانت أمام أعينهم في سياق الكبار وشاهدوا كيف عادت الحياة إلى شوارع الحياة ومكاتب العمل وطائرات السفر، وكيف كان اللقاح مصدر حماية لهم من هجوم وسيطرة كورونا عليهم.


ومع هذا كان من الأجدر والأولى أن تهتم الأسرة بتلقي أبنائها اللقاح؛ لأنهم أهم جزء ينبغي أن نحميه ونحافظ على صحته، فهم الجيل القادم الذي سيبني الوطن ويسطر التاريخ وتستمر معهم مسيرتنا التطويرية، كما من الواجب على الأسرة من باب «كلكم راع» أن يوفروا الحياة الصحية الآمنة لأبنائهم والمسارعة لأخذ اللقاح؛ فأنا أتعجب من إهمال بعض الأسر في التنقل بأبنائهم من مكان إلى مكان دون تحصينهم، بالرغم من وفرة المواعيد التي منحتها وزارة الصحة للأبناء والبنات وجعلت لهم الأولوية وسهلت أمام الأسر سبل المرونة لتلقي أبنائهم اللقاح.

وفي المقابل لو نظرنا بشكل دقيق لوجدنا الذين يشككون في اللقاح ويرهبون الناس يظهرون تحت أسماء مستعارة ويستخدمون لغة الموت والهلاك دون دلائل ولا أرقام والذين يصدقونهم لا يملكون أي معلومة صحيحة غير كلمة «سمعت» و«حكوا لي»!

بينما القصص الواقعية التي تظهر بأسماء صريحة وأحداث مُعاشة تؤكد بأن اللقاح كان مصدر حماية لمن أصابهم الفايروس ووقاية لهم من الموت.

نحن في بلادنا الحبيبة نسير نحو طريق التعافي من كورونا وتراخي وجهل البعض من أهمية تلقي اللقاح لحماية نفسه وأهله ومجتمعه يجعل أمر التعافي يتأخر؛ لذلك من المهم جداً أن تبادر الأسر في بلادنا إلى تحصين أبنائها وخلع ثوب الجهل باللقاح وعدم تصديق الشائعات حوله؛ فالوطن يحتاج أبناءه وبناته والعودة إلى الحياة الطبيعية تتطلب وقايتهم من العدوى.