تبدأ سنة المسلمين حسب التقويم المعتمد من السنة التي هاجر فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، والتاريخ الهجري يعتمد أساسا على دورة القمر التي تقابل الدورة الشمسية لذا فإن العام الهجري أقل من العام الميلادي بأحد عشر يوما، وخلال العام الهجري هناك العديد من المناسبات الدينية مثل رمضان وعيد الفطر والحج وعيد الأضحى وهذه المناسبات لا تأتي في نفس موسمها من كل عام إلا كل ثلاث وثلاثين مرة حيث تكمل الدورة القمرية لذا فقد يأتي رمضان صيفاً وقد يأتي في الشتاء وكذلك الحج.
وتزعم اليهود أن تقويمهم يبدأ مع بداية الخلق ولهم من الأعياد الدينية ٢٠ عيداً منها عيد الغفران وعيد سوكوت ذكرى سنوات تيههم في الأرض وصيام ذكرى بيساخ وهو عبورهم البحر من ١٥ إلى ٢١ نيسان وقد يصادف من الشهور العربية رمضان أو شوال أو غيرهما ويمتنعون فيه عن تناول المخبوز بالخميرة فقط فاليهود لهم تقويمهم وطقوسهم الخاصة ولا يوجد أي نص في أسفارهم بصيام هذه المناسبة وهم يعملون بالنسيء الذي حرمه الله حيث يضيفون ستة أشهر لكل تسع عشر سنة فكيف يوافق رسول الله بصحة التقويم اليهودي.
نحن نستقبل شهر محرم بصيام يوم عاشوراء اعتمادا على حديث أن رسول الله قدم المدينة فرأى اليهود يصومونه فقال ما هذا؟ فقالت اليهود إن هذا يوم نجي فيه بني إسرائيل من عدوهم فرعون فصامه موسى، فقال عليه الصلاة والسلام أنا أولى بموسى وأحق بصيامه منكم وأمر الناس بصيامه.
مع ورود عدة أحاديث أخرى بصيغ مختلفة بل ومتضاربة في الزمان والمكان يستند عليها في هذا الصيام، مع أن الأصل في العبادات الوقف لقوله تعالى: (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله)، فهل ثمّة تشريع من عند الله في هذا الصيام؟
يقولون إن الرسول عليه الصلاة والسلام رأى اليهود يصومون هذا اليوم فصامه وأمر بصيامه، فهل يقتدي الرسول باليهود في العبادة؟
كلا العبادة لا تؤخذ إلا من الله ولا يصدق عاقل أن نبي الأمة يتبع شرائع اليهود محرفي شريعة موسى في فرض صيامهم علينا.
ففي هذا القول تصادم واضح مع المتواتر عنه عليه الصلاة والسلام أنه لا تشريع إلا من عند الله، ويتعارض مع المشهور عنه في أمره مخالفة اليهود والنصارى بقوله: (خالفوا اليهود والمجوس) فالأصل على هذا المبدأ أن ينهى الناس عن صيام عاشوراء لمخالفة اليهود لا أن يأمرهم بتقليدهم.
كما أن قولهم إن الرسول عليه الصلاة والسلام قدم المدينة ورأى اليهود يصومون عاشوراء، فيه إشكال كبير كما ذكره ابن حجر في الفتح لأن الرسول قدم المدينة في ربيع الأول، فكيف رآهم يصومون عاشوراء؟ وإن لم يكن يعلم بصيامهم إلا في السنة الثانية من الهجرة فلا يكون ثمة مجال لأمر المسلمين بصيامه إلا في السنة الثالثة وهذا الاحتمال لا يستقيم على حال لأن صيام رمضان قد فرض في السنة الثانية من الهجرة وبإيجاب رمضان سقط صيام عاشوراء من الوجوب أو حتى الندب والاستحباب. فهذه التناقضات توجب إيقاف العمل بأي حديث في هذا الصيام.
ومن ضمن التناقضات أيضاً أن قريشا كانت تصوم عاشوراء في الجاهلية وكان الرسول عليه الصلاة والسلام يصوم معهم، فهل يشتري أحد من الناس القول بأن نبينا المعصوم كان قبل البعثة يقتدي بالمشركين في العبادة، فالمتواتر عنه الاعتزال التام عن كل طقوس وعبادات المشركين، متحنثاً في غار حراء ثم هبّ جدلاً أنه كان يصومه مع المشركين ويعرف حيثياته وهو نجاة بني إسرائيل من فرعون، فهل يستساغ القول بأنه حينما قدم إلى المدينة يسأل اليهود عن صيام هذا اليوم؟
مع أن قريشا والرسول عليه الصلاة والسلام قبل البعثة لم يكن لديهم أي أخبار تفصيلية عن موسى ولا عيسى ولا أحد من الأمم السابقة كما قال تعالى: (وما كُنت بجانب الغربيّ إذ قضينا إلى موسى الأمر وما كُنت من الشاهدين).
وجاء في كنز العمال أن هذا اليوم ليس في العاشر من محرم بل هو التاسع لقول ابن عباس: إذا رأيت هلال المحرم فاعدد وأجمع يوم التاسع صائماً، وفي هذا المزيد من الاضطرابات، بل ذكر ابن حجر في فتح الباري أن أهل المدينة كانوا يكرهون صيام هذا اليوم وذكر استنكار معاوية عليهم ذلك.
بل نقل ابن حجر عن زيد بن ثابت قوله ليس يوم عاشوراء باليوم الذي يقوله الناس إنما كان يوم تستر فيه قريش الكعبة، وكانوا يصومون ذلك اليوم، وهو يختلف من عام لآخر في الحساب للأهلة الشمسية، ولم يتحد قط التقويم العبري مع الهجري وكانت اليهود تسير في حساباتهم وأعيادهم بالسنة الشمسية، فالتضارب في الأقوال واضطراب الأحاديث يوجب إيقاف العمل بها كما هو معروف في علم مصطلح الحديث.
الصيام من أجمل العبادات، ولكن لا نربطه بمناسبات لا أساس لها في شرع الله فليست العبادة بالهوى والتشهي وإنما هي بالاتباع لشرعه.
وتزعم اليهود أن تقويمهم يبدأ مع بداية الخلق ولهم من الأعياد الدينية ٢٠ عيداً منها عيد الغفران وعيد سوكوت ذكرى سنوات تيههم في الأرض وصيام ذكرى بيساخ وهو عبورهم البحر من ١٥ إلى ٢١ نيسان وقد يصادف من الشهور العربية رمضان أو شوال أو غيرهما ويمتنعون فيه عن تناول المخبوز بالخميرة فقط فاليهود لهم تقويمهم وطقوسهم الخاصة ولا يوجد أي نص في أسفارهم بصيام هذه المناسبة وهم يعملون بالنسيء الذي حرمه الله حيث يضيفون ستة أشهر لكل تسع عشر سنة فكيف يوافق رسول الله بصحة التقويم اليهودي.
نحن نستقبل شهر محرم بصيام يوم عاشوراء اعتمادا على حديث أن رسول الله قدم المدينة فرأى اليهود يصومونه فقال ما هذا؟ فقالت اليهود إن هذا يوم نجي فيه بني إسرائيل من عدوهم فرعون فصامه موسى، فقال عليه الصلاة والسلام أنا أولى بموسى وأحق بصيامه منكم وأمر الناس بصيامه.
مع ورود عدة أحاديث أخرى بصيغ مختلفة بل ومتضاربة في الزمان والمكان يستند عليها في هذا الصيام، مع أن الأصل في العبادات الوقف لقوله تعالى: (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله)، فهل ثمّة تشريع من عند الله في هذا الصيام؟
يقولون إن الرسول عليه الصلاة والسلام رأى اليهود يصومون هذا اليوم فصامه وأمر بصيامه، فهل يقتدي الرسول باليهود في العبادة؟
كلا العبادة لا تؤخذ إلا من الله ولا يصدق عاقل أن نبي الأمة يتبع شرائع اليهود محرفي شريعة موسى في فرض صيامهم علينا.
ففي هذا القول تصادم واضح مع المتواتر عنه عليه الصلاة والسلام أنه لا تشريع إلا من عند الله، ويتعارض مع المشهور عنه في أمره مخالفة اليهود والنصارى بقوله: (خالفوا اليهود والمجوس) فالأصل على هذا المبدأ أن ينهى الناس عن صيام عاشوراء لمخالفة اليهود لا أن يأمرهم بتقليدهم.
كما أن قولهم إن الرسول عليه الصلاة والسلام قدم المدينة ورأى اليهود يصومون عاشوراء، فيه إشكال كبير كما ذكره ابن حجر في الفتح لأن الرسول قدم المدينة في ربيع الأول، فكيف رآهم يصومون عاشوراء؟ وإن لم يكن يعلم بصيامهم إلا في السنة الثانية من الهجرة فلا يكون ثمة مجال لأمر المسلمين بصيامه إلا في السنة الثالثة وهذا الاحتمال لا يستقيم على حال لأن صيام رمضان قد فرض في السنة الثانية من الهجرة وبإيجاب رمضان سقط صيام عاشوراء من الوجوب أو حتى الندب والاستحباب. فهذه التناقضات توجب إيقاف العمل بأي حديث في هذا الصيام.
ومن ضمن التناقضات أيضاً أن قريشا كانت تصوم عاشوراء في الجاهلية وكان الرسول عليه الصلاة والسلام يصوم معهم، فهل يشتري أحد من الناس القول بأن نبينا المعصوم كان قبل البعثة يقتدي بالمشركين في العبادة، فالمتواتر عنه الاعتزال التام عن كل طقوس وعبادات المشركين، متحنثاً في غار حراء ثم هبّ جدلاً أنه كان يصومه مع المشركين ويعرف حيثياته وهو نجاة بني إسرائيل من فرعون، فهل يستساغ القول بأنه حينما قدم إلى المدينة يسأل اليهود عن صيام هذا اليوم؟
مع أن قريشا والرسول عليه الصلاة والسلام قبل البعثة لم يكن لديهم أي أخبار تفصيلية عن موسى ولا عيسى ولا أحد من الأمم السابقة كما قال تعالى: (وما كُنت بجانب الغربيّ إذ قضينا إلى موسى الأمر وما كُنت من الشاهدين).
وجاء في كنز العمال أن هذا اليوم ليس في العاشر من محرم بل هو التاسع لقول ابن عباس: إذا رأيت هلال المحرم فاعدد وأجمع يوم التاسع صائماً، وفي هذا المزيد من الاضطرابات، بل ذكر ابن حجر في فتح الباري أن أهل المدينة كانوا يكرهون صيام هذا اليوم وذكر استنكار معاوية عليهم ذلك.
بل نقل ابن حجر عن زيد بن ثابت قوله ليس يوم عاشوراء باليوم الذي يقوله الناس إنما كان يوم تستر فيه قريش الكعبة، وكانوا يصومون ذلك اليوم، وهو يختلف من عام لآخر في الحساب للأهلة الشمسية، ولم يتحد قط التقويم العبري مع الهجري وكانت اليهود تسير في حساباتهم وأعيادهم بالسنة الشمسية، فالتضارب في الأقوال واضطراب الأحاديث يوجب إيقاف العمل بها كما هو معروف في علم مصطلح الحديث.
الصيام من أجمل العبادات، ولكن لا نربطه بمناسبات لا أساس لها في شرع الله فليست العبادة بالهوى والتشهي وإنما هي بالاتباع لشرعه.