-A +A
خالد السليمان
أعلنت الهيئة العامة للمنافسة عن قائمة عقوبات بحق عدد من الشركات التي تواطأت في ما بينها في عدد من المنافسات الحكومية، اللافت أن بعض هذه الشركات نظر إليها دائما كأحد محركات القطاع الخاص، مما حملها مسؤولية وطنية تجاه الاقتصاد الوطني !

الغرامات المعلنة لأربع مخالفات تجاوزت ١٠ ملايين ريال، والسؤال الذي يطرح نفسه كم من مخالفة من الماضي لم تنكشف بعد، وكم من مخالف في الحاضر لم ينكشف بعد، وكم من مليون لم ينكشف تم ربحه من مثل هذه الاتفاقات غير المشروعة للإخلال بعدالة التنافس للفوز بالعقود الحكومية ؟!


الأكيد أن أجهزة الرقابة اليوم وملاحقة المخالفات وعمليات الاحتيال والتكسب غير المشروع تعمل بجهد كبير على كشف المتورطين في قضايا الفساد دون أي اعتبار للمدة الزمنية أو الوجاهة الاجتماعية، فموس المحاسبة اليوم على كل الرؤوس، ولن ينجو فاسد أو متكسب بطريقة غير نظامية من المحاسبة كما بشر سمو ولي العهد في أكثر من مناسبة، وبرهنت عليه أعمال هيئة «نزاهة» !

واليوم أفهم أن يشعر من ارتكبوا المخالفات في الماضي بالقلق من نبش مخالفاتهم وتعرضهم للمساءلة والعقوبة، لكن ما أستطيع أن أفهمه هو لجوء أحد اليوم لارتكاب المخالفات والتكسب غير المشروع وممارسة الاحتيال لجني الأموال العامة حتى وهو يرى ويسمع حزم الدولة في ملاحقة الفساد وأهله، فمثل هذا جرأته على القانون عظيمة وعقوبته يجب أن تكون شديدة، لأنه لا يخالف القانون وحسب بل يظهر استخفافا برسائل الدولة ضد الفساد والمفسدين !

باختصار.. أذكر كل فاسد بأنه سينال جزاءه، ومن يفلت من حساب الدنيا لن يفلت من حساب الآخرة !