«يحظى المهرجان بدعم واهتمام كبيرين، من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظه الله- لقطاع الهجن وتطويره، وفق رؤية طموحة تواكب مكانة المملكة وتطلعات أبنائها، وتحقق أهداف مُلاك الهجن وعشاق هذه الرياضة في جميع مناطق المملكة والوطن العربي. ويسعى مهرجان ولي العهد للهجن، إلى تأصيل تراث رياضة سباقات الهجن وتعزيزها في الثقافة السعودية والعربية والإسلامية، إلى جانب دعم الحركة السياحية والاقتصادية بالمملكة، بما يعزز المشاركة المجتمعية، ويؤصِّل الموروث الوطني، ويعكس العمق الحضاري للمملكة».
بهذه العبارات المدهشة على صفحة موقع وزارة الرياضة الإلكتروني استبشرت خيراً، أن الاهتمام بهذه الرياضة والعطاء السخي لجوائزها التي بلغت 53 مليون ريال سعودي، يذهب بنا إلى التوازن الذي نريد بين المستقبل الرقمي الذي تدعمه الرؤية المباركة وبين الحفاظ على موروثنا العربي الأصيل، فالإبل أيقونة مهمة ووجود حضاري وتاريخي ثري.
فقد احتلت الإبل من نفوس العرب مكانةً مرموقةً لا تكاد تعدلها أو تضاهيها منزلة أي شيء آخر إذا نحن استثنينا الخيل، وليس أدل على ذلك من أنها كانت تُسَمّى بالمال، فكلمة المال إذا أُطْلِقَتْ في كلام العرب أريد بها الإبل، وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم إذ يقول: «الإبل عز لأهلها والغنم بركة والخير معقود في نواصي الخيل إلى يوم القيامة».
وحضور الإبل في ثنائية الأفراح والأتراح جلي وواضح في حياة أسلافنا فهي ثمن لوقف الدم وتدفع ديةً للقتل الخطأ غير المقصود، حسبما يقرره عقلاء القوم أو حسبما اتفق عليه الجميع، كذلك مهر العروس من النياق، وكلما زاد عدد النوق زاد قدر العروس، وقصة عبلة مشهورة ومعروفة للجميع، حين اشترط والدها على عنترة العبسي مئة من النوق المغاتير. وحتى وقت قريب كانوا يقيسون عز القبيلة وقوتها بعدد الإبل التي تمتلكها، فكلما كثر عددها أصبح للقبيلة شأن كبير..
وكانت الإبل رفيقةً للإنسان العربي في فتوحاته وانتصاراته منذ القدم، وهي شريان حياته النابض في مواصلاته وتنقلاته، فنجدها طوع أمره، يوجهها بصوته كيف يشاء، ويطربها بغنائه إن غنى، ويجذبها بصوت حدائه، تستجيب لندائه فرحةً مسرورةً، إذا صاح راعي الإبل تجمعت حوله من أقاصي مرعاها، وكأنه ينادي جنوداً طيعين، وتحيط به إحاطة السوار بالمعصم فتنتظر أوامره وتوجيهاته. وحفظ لنا التاريخ أسماء عدد من الإبل الشهيرة منها: ناقة الله لثمود، وناقة البسوس، وناقة رسول الله القصواء، والحمراء ناقة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، التي نقلته إلى بيت المقدس.
هذه المفاهيم الثقافية لا بد أن يعيها ويدركها جيل الشباب، فالعولمة طوفان يغرق الهويات والثقافات وما نطمح إليه هو هذا التوازي بين العالمين الافتراضي برقمنته المخيفة وواقعنا الثقافي الزاخر. وقد تابعت باهتمام التصريحات المبشرة بالخير من قبل رئيس المنظمة الدولية للإبل فهد بن حثلين، ونائبه، لجميع الملاك والمهتمين بهذا المجال، في ما يتعلق بتوقيع اتفاقية بين المنظمة الدولية للإبل والجمعية العالمية للشباب، حيث إن الهدف منها مشاركة جميع شباب العالم للاهتمام بتربية ومستقبل الإبل.
يقول سيد البيد محمد الثبيتي في رائعته «أغان قديمة لمسافر عربي»:
يا حَادي العيسِ في تِرحالِكَ الأملُ
يا حادي العيسِ قد نفنى وقد نَصِلُ
قد يحتوينا سُهيل أو يرافقنا
وقد يمدُّ لنا أبعادُهُ زُحَل
بهذه العبارات المدهشة على صفحة موقع وزارة الرياضة الإلكتروني استبشرت خيراً، أن الاهتمام بهذه الرياضة والعطاء السخي لجوائزها التي بلغت 53 مليون ريال سعودي، يذهب بنا إلى التوازن الذي نريد بين المستقبل الرقمي الذي تدعمه الرؤية المباركة وبين الحفاظ على موروثنا العربي الأصيل، فالإبل أيقونة مهمة ووجود حضاري وتاريخي ثري.
فقد احتلت الإبل من نفوس العرب مكانةً مرموقةً لا تكاد تعدلها أو تضاهيها منزلة أي شيء آخر إذا نحن استثنينا الخيل، وليس أدل على ذلك من أنها كانت تُسَمّى بالمال، فكلمة المال إذا أُطْلِقَتْ في كلام العرب أريد بها الإبل، وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم إذ يقول: «الإبل عز لأهلها والغنم بركة والخير معقود في نواصي الخيل إلى يوم القيامة».
وحضور الإبل في ثنائية الأفراح والأتراح جلي وواضح في حياة أسلافنا فهي ثمن لوقف الدم وتدفع ديةً للقتل الخطأ غير المقصود، حسبما يقرره عقلاء القوم أو حسبما اتفق عليه الجميع، كذلك مهر العروس من النياق، وكلما زاد عدد النوق زاد قدر العروس، وقصة عبلة مشهورة ومعروفة للجميع، حين اشترط والدها على عنترة العبسي مئة من النوق المغاتير. وحتى وقت قريب كانوا يقيسون عز القبيلة وقوتها بعدد الإبل التي تمتلكها، فكلما كثر عددها أصبح للقبيلة شأن كبير..
وكانت الإبل رفيقةً للإنسان العربي في فتوحاته وانتصاراته منذ القدم، وهي شريان حياته النابض في مواصلاته وتنقلاته، فنجدها طوع أمره، يوجهها بصوته كيف يشاء، ويطربها بغنائه إن غنى، ويجذبها بصوت حدائه، تستجيب لندائه فرحةً مسرورةً، إذا صاح راعي الإبل تجمعت حوله من أقاصي مرعاها، وكأنه ينادي جنوداً طيعين، وتحيط به إحاطة السوار بالمعصم فتنتظر أوامره وتوجيهاته. وحفظ لنا التاريخ أسماء عدد من الإبل الشهيرة منها: ناقة الله لثمود، وناقة البسوس، وناقة رسول الله القصواء، والحمراء ناقة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، التي نقلته إلى بيت المقدس.
هذه المفاهيم الثقافية لا بد أن يعيها ويدركها جيل الشباب، فالعولمة طوفان يغرق الهويات والثقافات وما نطمح إليه هو هذا التوازي بين العالمين الافتراضي برقمنته المخيفة وواقعنا الثقافي الزاخر. وقد تابعت باهتمام التصريحات المبشرة بالخير من قبل رئيس المنظمة الدولية للإبل فهد بن حثلين، ونائبه، لجميع الملاك والمهتمين بهذا المجال، في ما يتعلق بتوقيع اتفاقية بين المنظمة الدولية للإبل والجمعية العالمية للشباب، حيث إن الهدف منها مشاركة جميع شباب العالم للاهتمام بتربية ومستقبل الإبل.
يقول سيد البيد محمد الثبيتي في رائعته «أغان قديمة لمسافر عربي»:
يا حَادي العيسِ في تِرحالِكَ الأملُ
يا حادي العيسِ قد نفنى وقد نَصِلُ
قد يحتوينا سُهيل أو يرافقنا
وقد يمدُّ لنا أبعادُهُ زُحَل