مخطئ جداً من يعتقد أن العالم الغربي في حاجة إلى دولة علمانية أو ليبرالية جديدة، ومهما فعلت الدول من أجل استرضاء الغرب بتقديم نفسها كدول علمانية أو متمدنة على المقاس الغربي لن تقتنع طبقة النبلاء البيضاء الحاكمة بها (وهي طبقة تتكون من العائلات التجارية والسياسية والنخب الحاكمة والمؤسسات العميقة والصحافة والفن والمنظمات التي تدعي أنها إنسانية)، ولن تقبل أستراليا مروراً بأوروبا وانتهاءً بأمريكا وكندا أن تدخل أي دولة غير غربية نادي (العلمانية) الذي صمم على مقاسهم وبشرتهم ولون عيونهم وطريقة حياتهم فقط.
الغرب في نهاية الأمر لا يبحث إلا عن مصالحه وبقاء اقتصاده حياً، ولن يتوانى عن إيذاء أو سحق أو احتلال أو تدمير أي دولة أو قيادة تقف في طريق ذلك ولنا في اليابان وفيتنام وكوبا وفنزويلا والعراق وليبيا عبرة.
الفرنسيون لا يزالون يحتلون أفريقيا، وجزء كبير من أموال ونفط وخيرات أفريقيا يذهب مباشرة إلى الخزينة الفرنسية، ولتبرر باريس وجودها لا مانع لديها من زرع تنظيمات متطرفة مثل القاعدة وداعش وبوكو حرام، أو إدارة حروب أهلية بين المسلمين والمسيحيين.
الغرب بعد تجاربه في المئة سنة الماضية وجد في المتطرفين وجماعات الإسلام السياسي مدفعية ثقيلة تستخدم عسكرياً وتوظف جماهيرياً في العالم الإسلامي والعربي، وأضحت مقاوله الدائم الذي يقدم خدماته بالمجان أو بتكلفة متواضعة جداً.
فالغرب الذي أراد معاقبة الملكية المصرية دفع بالإخوان المسلمين المتطرفين لحرق القاهرة وتقويض النظام الملكي واختراق الجيش ودفع ضباط لهم علاقة بالإخوان لتشكيل تنظيم انقلابي، ونفس الأمريكان الذين وجدوا أن الشاه لم يعد يلبي طلباتهم ويقف الند للند في كثير من خططهم للإقليم، دفعوا بالخميني أحد عرابي الإسلام السياسي في هذا القرن لإشعال المنطقة تحت وهم نيابته عن الإمام الغائب، وطورد الشاه واعتلى الخميني الحكم، وما زالت إيران تحقق مصالح الغرب أفضل مما كان يفعلها الشاه.
الإخوان المسلمون الذين انتشروا انتشار النار في الهشيم في العالم العربي تحولوا إلى مدماك غربي لإعاقة التنمية والتمدن في المنطقة العربية - فالغرب ليس في حاجة لدول متمدنة تنافسه في الصناعة والإنتاج، بل مستهلكة وأداؤهم في (الكويت، الأردن، باكستان، ومصر مبارك) - خير مثال-، وبالرغم من إشراك الإسلام السياسي المتطرف في الحياة البرلمانية لكنهم مارسوا بكل حرفية تعطيل التنمية في بلادهم وكان ذلك هو ثمن تمكينهم غربياً.
يغتر كثير من عامة الشعوب بل وحتى من مثقفيها ونخبها بالأمريكان، خاصة مع تقديمها لنفسها كراعية للحريات والحقوق والدفاع عن المظلومين، أو هكذا تدعي هي وإعلامها ومنظماتها، بينما في حقيقة الأمر هي دولة برغماتية للنخاع، لا يهمها إلا مصالحها العابرة للتاريخ والاقتصاد والسياسة والأمن.
أمريكا التي اكتوت بنار الشيوعية واليسار في فيتنام ونيكارغوا وكوبا وألمانيا الشرقية، لم تجد غير المجاهدين الأفغان والإخوان المسلمين كعملاء متقدمين لتخليصها من عدوها وهزيمة الاتحاد السوفيتي خلال الحرب الأفغانية في الثمانينات، وكذلك لإعاقة دولة روسيا وريثة السوفييت في سوريا اليوم.
القاعدة وداعش وجبهة النصرة كلها أذرع عسكرية للإسلام السياسي الذي يديره الإخوان، بعضهم يعرف، والكثير لا يعلم أنهم في نهاية الأمر أدوات بيد المخابرات الأمريكية والبريطانية والفرنسية والكندية والأسترالية، نعم هناك مخابرات عربية وإقليمية وسيطة، لكن خيوط اللعبة هناك في أيدي النبلاء الغربيين.
ليبيا تعيش مجزرة كبرى تحت أيدي المتطرفين السوريين و«العرب الأتراك» والمليشيات الإرهابية، لكن العجيب أن لا أحد يسأل لماذا لا تمتد نيران الفوضى إلى حقول النفط والغاز التي تحتفظ بإدارتها شركات أمريكية.. يا له من سؤال!
عاش بن لادن والملا عمر والزرقاوي والبغدادي، تحت حماية الأمريكان مباشرة، أو من خلال رعاية مخابرات صديقة لهم حتى انتهت مهمتهم وقتلوا، ولا يزال يعيش الفقيه والمسعري والظواهري والجولاني والحوثي وحسن نصرالله تحت عنايتهم إلى أن يحين أجل التخلص منهم.
لقد فشلوا في إيجاد موطئ قدم للمتطرفين والإرهابيين من الإخوان المسلمين في مصر، وفشلت داعش في الحفاظ على دولتها في العراق والشام، وأخفقت حماس في إدارة قطاع صغير جداً لا يتعدى مساحة حي في أي مدينة متوسطة الحجم، فكان لا بد من إنشاء مستودع للتطرف يستورد منه المقاتلون ومن خلاله تمرر وتغسل الأموال، وفيه تصفى الحسابات، ليقع الاختيار هذه المرة على طالبان وأفغانستان لخدمة المشروع -القادم الذي يطبخ على نار هادئة، نار هائلة تبدأ في الصين ولا تنتهي في الجزيرة العربية.
خلاصة القول: إن الأمريكان يعيدون تخطيط وهندسة العالم من جديد، عالم يريدون أن يعيشوا فيه زعماء منفردين لمئة عام أخرى لا دولة ثانية وثالثة تحت رحمة الصين وروسيا، ومن يقف في طريقهم ستشعل في ثيابه النيران، والأيام حبلى بالحوادث والمتطرفين والدول الممولة، وستبعث الحياة في الخلايا النائمة التي تنتقل من حضن القاعدة إلى النصرة إلى داعش وأخيراً ستستقر في حضن طالبان، والله وحده يعلم أي أمر دبر بينهم وبين الأمريكان لهذا العالم.
الغرب في نهاية الأمر لا يبحث إلا عن مصالحه وبقاء اقتصاده حياً، ولن يتوانى عن إيذاء أو سحق أو احتلال أو تدمير أي دولة أو قيادة تقف في طريق ذلك ولنا في اليابان وفيتنام وكوبا وفنزويلا والعراق وليبيا عبرة.
الفرنسيون لا يزالون يحتلون أفريقيا، وجزء كبير من أموال ونفط وخيرات أفريقيا يذهب مباشرة إلى الخزينة الفرنسية، ولتبرر باريس وجودها لا مانع لديها من زرع تنظيمات متطرفة مثل القاعدة وداعش وبوكو حرام، أو إدارة حروب أهلية بين المسلمين والمسيحيين.
الغرب بعد تجاربه في المئة سنة الماضية وجد في المتطرفين وجماعات الإسلام السياسي مدفعية ثقيلة تستخدم عسكرياً وتوظف جماهيرياً في العالم الإسلامي والعربي، وأضحت مقاوله الدائم الذي يقدم خدماته بالمجان أو بتكلفة متواضعة جداً.
فالغرب الذي أراد معاقبة الملكية المصرية دفع بالإخوان المسلمين المتطرفين لحرق القاهرة وتقويض النظام الملكي واختراق الجيش ودفع ضباط لهم علاقة بالإخوان لتشكيل تنظيم انقلابي، ونفس الأمريكان الذين وجدوا أن الشاه لم يعد يلبي طلباتهم ويقف الند للند في كثير من خططهم للإقليم، دفعوا بالخميني أحد عرابي الإسلام السياسي في هذا القرن لإشعال المنطقة تحت وهم نيابته عن الإمام الغائب، وطورد الشاه واعتلى الخميني الحكم، وما زالت إيران تحقق مصالح الغرب أفضل مما كان يفعلها الشاه.
الإخوان المسلمون الذين انتشروا انتشار النار في الهشيم في العالم العربي تحولوا إلى مدماك غربي لإعاقة التنمية والتمدن في المنطقة العربية - فالغرب ليس في حاجة لدول متمدنة تنافسه في الصناعة والإنتاج، بل مستهلكة وأداؤهم في (الكويت، الأردن، باكستان، ومصر مبارك) - خير مثال-، وبالرغم من إشراك الإسلام السياسي المتطرف في الحياة البرلمانية لكنهم مارسوا بكل حرفية تعطيل التنمية في بلادهم وكان ذلك هو ثمن تمكينهم غربياً.
يغتر كثير من عامة الشعوب بل وحتى من مثقفيها ونخبها بالأمريكان، خاصة مع تقديمها لنفسها كراعية للحريات والحقوق والدفاع عن المظلومين، أو هكذا تدعي هي وإعلامها ومنظماتها، بينما في حقيقة الأمر هي دولة برغماتية للنخاع، لا يهمها إلا مصالحها العابرة للتاريخ والاقتصاد والسياسة والأمن.
أمريكا التي اكتوت بنار الشيوعية واليسار في فيتنام ونيكارغوا وكوبا وألمانيا الشرقية، لم تجد غير المجاهدين الأفغان والإخوان المسلمين كعملاء متقدمين لتخليصها من عدوها وهزيمة الاتحاد السوفيتي خلال الحرب الأفغانية في الثمانينات، وكذلك لإعاقة دولة روسيا وريثة السوفييت في سوريا اليوم.
القاعدة وداعش وجبهة النصرة كلها أذرع عسكرية للإسلام السياسي الذي يديره الإخوان، بعضهم يعرف، والكثير لا يعلم أنهم في نهاية الأمر أدوات بيد المخابرات الأمريكية والبريطانية والفرنسية والكندية والأسترالية، نعم هناك مخابرات عربية وإقليمية وسيطة، لكن خيوط اللعبة هناك في أيدي النبلاء الغربيين.
ليبيا تعيش مجزرة كبرى تحت أيدي المتطرفين السوريين و«العرب الأتراك» والمليشيات الإرهابية، لكن العجيب أن لا أحد يسأل لماذا لا تمتد نيران الفوضى إلى حقول النفط والغاز التي تحتفظ بإدارتها شركات أمريكية.. يا له من سؤال!
عاش بن لادن والملا عمر والزرقاوي والبغدادي، تحت حماية الأمريكان مباشرة، أو من خلال رعاية مخابرات صديقة لهم حتى انتهت مهمتهم وقتلوا، ولا يزال يعيش الفقيه والمسعري والظواهري والجولاني والحوثي وحسن نصرالله تحت عنايتهم إلى أن يحين أجل التخلص منهم.
لقد فشلوا في إيجاد موطئ قدم للمتطرفين والإرهابيين من الإخوان المسلمين في مصر، وفشلت داعش في الحفاظ على دولتها في العراق والشام، وأخفقت حماس في إدارة قطاع صغير جداً لا يتعدى مساحة حي في أي مدينة متوسطة الحجم، فكان لا بد من إنشاء مستودع للتطرف يستورد منه المقاتلون ومن خلاله تمرر وتغسل الأموال، وفيه تصفى الحسابات، ليقع الاختيار هذه المرة على طالبان وأفغانستان لخدمة المشروع -القادم الذي يطبخ على نار هادئة، نار هائلة تبدأ في الصين ولا تنتهي في الجزيرة العربية.
خلاصة القول: إن الأمريكان يعيدون تخطيط وهندسة العالم من جديد، عالم يريدون أن يعيشوا فيه زعماء منفردين لمئة عام أخرى لا دولة ثانية وثالثة تحت رحمة الصين وروسيا، ومن يقف في طريقهم ستشعل في ثيابه النيران، والأيام حبلى بالحوادث والمتطرفين والدول الممولة، وستبعث الحياة في الخلايا النائمة التي تنتقل من حضن القاعدة إلى النصرة إلى داعش وأخيراً ستستقر في حضن طالبان، والله وحده يعلم أي أمر دبر بينهم وبين الأمريكان لهذا العالم.