بعد عشرين سنة عادت طالبان لحكم أفغانستان. خسرت الولايات المتحدة أطول حرب خاضتها خارج حدودها، كلفتها ما يقرب من٢٥٠٠ عسكري نظامي.. وثلاثة آلاف وخمسمائة من المقاتلين غير النظامين، وما يقرب من ألف خمسمائة من قوات حلف الناتو. عدا عن التكلفة المادية لهذه الحرب، التي بلغت أكثر من تريليون دولار. لكن التكلفة الحقيقية لتلك الحرب، كانت فشل المشروع الأمريكي لبناء الدولة في أفغانستان وفقاً لثقافة النسخة الأمريكية من “الدمقرطة” الليبرالية الغربية.
ما أثار دهشة العالم، وفي مقدمتهم الأمريكيون أنفسهم، أن سقوط كابل وانهيار النظام، كان سريعاً وحاسماً. لم يكن لدى الأمريكيين الوقت لينزلوا علمهم من على السفارة في كابل، ولا أن يكملوا انسحابهم وانسحاب حلفائهم... دعك من تمكنهم من إجلاء المتعاونين معهم من الأفغان!؟ دخول طالبان كابل مَثّلَ هزيمة سياسية وعسكرية وأخلاقية لواشنطن.
ولاستتباب الأمور في أفغانستان على طالبان أن تسارع بتشكيل حكومة موسعة تشارك فيها المكونات السياسية والعرقيةً لكي لا تستمر وتيرة الفراغ السياسي..
الأيام والأسابيع القادمة حاسمة في تكوين رأي عام عالمي حول توجهات طالبان، لحكم أفغانستان.. ومدى إمكانياتها لإدارة ملف السياسة الخارجية للبلاد. لا بد أن تثبت الحركة أنها لن تشكل تهديداً لجيرانها أو أي دولة أخرى، بالذات الولايات المتحدة، التي لا يزال بجعبتها الكثير من أدوات الضغط الفعالة، على أي حكومة قادمة، رغم انسحابها العسكري من أفغانستان.
على الحركة أيضاً: أن تثبت أنها قادرة على بناء نظام سياسي تعددي لا يقصي أية قوة محلية، بما فيها أركان النظام السابق.. وتتعهد بعدم السماح بعودة التنظيمات الإرهابية للعمل من داخل البلاد.. واحترام حقوق الإنسان، خاصة قضية المرأة ذات الحساسية الخاصة، في الغرب.
في المقابل: لن يكون أمام العالم، إلا التعامل مع نظام طالبان، خاصةً إذا عزز من شرعيته بتأييد قطاعات عريضة من الشعب الأفغاني.. وأثبت كفاءة وفاعلية في إدارته للبلاد.. وأبدى جدارة فعلية في ضمان استقرار أفغانستان وتنميتها، وتَغَلّبَ على احتمالات اندلاع حرب أهلية.
الولايات المتحدة، من جهتها، ستمارس ضغطاً على نظام طالبان، للتخفيف من الانتقادات الداخلية، لسوء إدارة أربع حكومات متعاقبة للمسألة الأفغانية، طوال عشرين عاماً. كما أن واشنطن عليها ألا تبالغ في إبداء امتعاضها من عودة طالبان لحكم أفغانستان، وإلا أنها ستترك الساحة لخصومها الإقليميين والدوليين لاستغلال غيابها عن منطقة استراتيجية حساسة، استثمرت فيها الكثير، وبالغة الحيوية لمصالحها وأمنها القومي.
الانتصار الحقيقي لطالبان، عندما تُشْعِرَ الآخرين بأنها تغيرت بالفعل، وإنها لن تكرر أخطاء الماضي.. وأنها بالفعل تحمل مشروعاً نهضوياً في أفغانستان يزاوج بين خلفيتها الدينية المحافظة وتوجهها العصري لإدارة البلاد، بالمشاركة مع كافة القوى الوطنية الفاعلة في الداخل.. والدفع تجاه رعاية مصالح أفغانستان في الخارج، بالتعاون المثمر مع جميع دول العالم، بعيداً عن العنف أو التهديد به.
ما أثار دهشة العالم، وفي مقدمتهم الأمريكيون أنفسهم، أن سقوط كابل وانهيار النظام، كان سريعاً وحاسماً. لم يكن لدى الأمريكيين الوقت لينزلوا علمهم من على السفارة في كابل، ولا أن يكملوا انسحابهم وانسحاب حلفائهم... دعك من تمكنهم من إجلاء المتعاونين معهم من الأفغان!؟ دخول طالبان كابل مَثّلَ هزيمة سياسية وعسكرية وأخلاقية لواشنطن.
ولاستتباب الأمور في أفغانستان على طالبان أن تسارع بتشكيل حكومة موسعة تشارك فيها المكونات السياسية والعرقيةً لكي لا تستمر وتيرة الفراغ السياسي..
الأيام والأسابيع القادمة حاسمة في تكوين رأي عام عالمي حول توجهات طالبان، لحكم أفغانستان.. ومدى إمكانياتها لإدارة ملف السياسة الخارجية للبلاد. لا بد أن تثبت الحركة أنها لن تشكل تهديداً لجيرانها أو أي دولة أخرى، بالذات الولايات المتحدة، التي لا يزال بجعبتها الكثير من أدوات الضغط الفعالة، على أي حكومة قادمة، رغم انسحابها العسكري من أفغانستان.
على الحركة أيضاً: أن تثبت أنها قادرة على بناء نظام سياسي تعددي لا يقصي أية قوة محلية، بما فيها أركان النظام السابق.. وتتعهد بعدم السماح بعودة التنظيمات الإرهابية للعمل من داخل البلاد.. واحترام حقوق الإنسان، خاصة قضية المرأة ذات الحساسية الخاصة، في الغرب.
في المقابل: لن يكون أمام العالم، إلا التعامل مع نظام طالبان، خاصةً إذا عزز من شرعيته بتأييد قطاعات عريضة من الشعب الأفغاني.. وأثبت كفاءة وفاعلية في إدارته للبلاد.. وأبدى جدارة فعلية في ضمان استقرار أفغانستان وتنميتها، وتَغَلّبَ على احتمالات اندلاع حرب أهلية.
الولايات المتحدة، من جهتها، ستمارس ضغطاً على نظام طالبان، للتخفيف من الانتقادات الداخلية، لسوء إدارة أربع حكومات متعاقبة للمسألة الأفغانية، طوال عشرين عاماً. كما أن واشنطن عليها ألا تبالغ في إبداء امتعاضها من عودة طالبان لحكم أفغانستان، وإلا أنها ستترك الساحة لخصومها الإقليميين والدوليين لاستغلال غيابها عن منطقة استراتيجية حساسة، استثمرت فيها الكثير، وبالغة الحيوية لمصالحها وأمنها القومي.
الانتصار الحقيقي لطالبان، عندما تُشْعِرَ الآخرين بأنها تغيرت بالفعل، وإنها لن تكرر أخطاء الماضي.. وأنها بالفعل تحمل مشروعاً نهضوياً في أفغانستان يزاوج بين خلفيتها الدينية المحافظة وتوجهها العصري لإدارة البلاد، بالمشاركة مع كافة القوى الوطنية الفاعلة في الداخل.. والدفع تجاه رعاية مصالح أفغانستان في الخارج، بالتعاون المثمر مع جميع دول العالم، بعيداً عن العنف أو التهديد به.