-A +A
أنمار مطاوع
(التحديات) هي سمة واقع الحياة الذي يجب التعامل معه. هذه حقيقة الوعي.. إلا أن الرغبة في عدم التعامل مع تلك التحديات تطغى على ذلك الواقع.. وعدم التعامل يتمثل تماما في تفادي الالتفات إليها. علما أن (التطوير) هو وليد الحلول وليس التفادي.

التقليدية التي تعيشها إدارات الموارد البشرية في كثير من الشركات هو واقع لا يمكن تفاديه: هي تعرفه والمنشأة تعرفه.. والموظف يعرفه تماما. هذه التقليدية ليست بعيدة أبدا عن الصورة الكاريكاتورية التي ترسمها الرغبة في تفادي التحدي عوضا عن التعامل معه. فكثير من إدارات الموارد البشرية توقفت عند حدود البدايات -المتواضعة أساسا- وظلت تهرب من التعامل مع المتغيرات والمستحدثات إلى أن أصبحت إدارة مساندة لا تلقي لها الإدارات العليا أي اهتمام.


هذا واقع لن يخدم المرحلة الحالية بأي شكل من الأشكال، بل هو عبء عليها. العالم الاقتصادي التنافسي مقبل على خطوات تغيير مفصلية، مما يعني مزيدا من التحديات التي ستواجهها المنشآت في المستقبل. وتحدي إدارات الموارد البشرية هو التعامل مع هذا الواقع غير المريح لكل الموظفين -حتى لو كان التغيير للأفضل-.. فمجرد فكرة التغيير تنال مساحات سلبية كبرى في تفكيرهم ورضاهم وأمنهم الوظيفي. وكل ذلك يحتاج للعمل الجاد والمستمر من إدارة الموارد البشرية لتطوير بيئة العمل نحو الأفضل لتواكب الواقع الجديد. هذا التطوير ليس تخطيطا عشوائيا أو ارتجاليا أو وقتا مستقطعا.. هو وحدة كاملة تبنى على خطط استراتيجية وأهداف ومؤشرات واضحة.

الإنسان هو الأساس في العمل.. وهو القيمة الحقيقية لأي منشأة.. وهذه القيمة لا تصنعها سوى إدارة الموارد البشرية. كل الإدارات العليا عليها أن تستوعب هذا المفهوم. فنمو المنشأة ككل هو ثقافة إدارتها البشرية.

عود على بدء «.. إدارة الموارد البشرية ليست مجرد مصطلح افتراضي.. هي منتج فاخر خرج من عمق حركة التواصل الإنساني والعلاقات الإنسانية. تاريخها العريق يؤكد أنها نهج استراتيجي محترف يرفع الكفاءة والأداء ونسب المنافسة الإيجابية في أي منشأة.. هي المنبع والمصب لمهارة المحافظة على سير العمل في بيئة صحية تهتم بإدارة الإنسان داخل المنشأة -بكل مفاهيم هذا المصطلح-».