-A +A
مي خالد
يشبه «التعلم عن بعد» قوارب النجاة التي وجدت جهات التعليم حول العالم نفسها تجدف عبرها بعد غرق السفن «المدارس التقليدية».

الحمد لله منذ الآن فصاعدا سيعود الأطفال إلى المدارس التقليدية على التوالي في جميع الدول.


كثير من الطلاب يريدون العودة للمدرسة. وغالبا أولياء الأمور يرغبون بعودة المدارس أكثر مما يرغب بذلك أطفالهم.

في المملكة ليس لدينا إحصائية عن عدد الأطفال الذين يتعلمون في منازلهم ولا يرتادون المدارس لكن في دولة مثل أمريكا بلغت نسبتهم ٤٪ وهي نسبة كبيرة إذا نظرنا لعدد سكان أمريكا. هؤلاء فقط لم يتغير أسلوب تعليمهم.

كما يمكننا القول إنه كان هناك تفاوت كبير في المستوى التحصيلي للأطفال عبر التعليم عن بعد، لك أن تتخيل الفرق بين تحصيل طالب واحد، أبواه متعلمان تعليما عاليا وأشرفا العام الماضي على تعليمه عن بعد، وطالب آخر له من الأشقاء أربعة ويعيش مع أحد والديه صاحب التعليم الثانوي الذي يشرف على تعليم الخمسة.

سيفاجأ المعلمون بآثار شهور من التعليم عن بعد، صحيح أن الإنترنت ردم الفجوة لكن التفاوت الحقيقي كان بين الأسر.

كما كتب فون هيبل في كتابه Education Next لقد علمنا منذ تقرير كولمان لعام 1966 أن العائلات أكثر تفاوتًا من المدارس.

وكتب أيضا: أن الأطفال الصغار هم الأكثر عرضة للتضرر الشديد من إغلاق المدارس لفترات طويلة.

الأطفال من رياض الأطفال حتى الصف الثاني هي السنوات الأكثر أهمية في التعليم الرسمي للطفل، ومن غير المرجح أن يحصل الأطفال الصغار جدًا على أي قيمة من التعلم عن بعد دون وجود والد نشط ومشارك أو مقدم رعاية يعمل معهم بشكل مباشر. كما أن تنميتهم الاجتماعية ستعاني. كما قال أحد المعلمين المخضرمين في مجال الطفولة المبكرة «سيبدو الصف الأول مثل روضة الأطفال».

أتمنى أن يكون معلمونا مع بداية هذا العام على معرفة واستعداد لتقديم خبرات إضافية دون ضغط نفسي على الطلاب الذين هم بالفعل قد تعرضوا خلال الجائحة لكثير من الضغوط النفسية والعزل الاجتماعي.