-A +A
خالد السليمان
مهما حاول الأمريكيون تلميع خروجهم من أفغانستان، فإن مجرد عودة الوضع إلى ما كان عليه عند دخولهم يعد فشلا ذريعا، أما الطريقة التي خرجوا بها ضمن المهلة التي فرضتها طالبان مخلفين وراءهم مئات المدنيين الأمريكيين وآلاف المتعاونين الأفغان فهو تعريف الهزيمة !

فشل الأمريكيون خلال ٢٠ عاما في إحداث أي تغيير جوهري في طبيعة وتكوين المجتمع الأفغاني، وعجزوا عن تثبيت أقدام نموذجهم الديمقراطي، وحملوا جثث ضحاياهم دون أن يكون لكل هذه التضحيات أي قيمة، فطالبان عادت أقوى مما كانت، وداعش حلت محل القاعدة، ولا شيء يضمن أن تتحول أفغانستان من جديد إلى مأوى الإرهاب من جديد !


كان فشلهم في الحصول على بضعة أشهر التي توقعوها قبل سقوط كابول لتنظيم انسحابهم وإخراج عتادهم الذي شمل طائرات ومدرعات وأسلحة متطورة مؤشرا على الانهيار السريع للوجود الأمريكي، ودليلا جديدا على فشل أجهزة الاستخبارات الأمريكية واستمرار تصدع مصداقيتها في قراءة الأحداث وتوقع مجرياتها ورسم مسار السياسات والقرارات الأمريكية، مما يزيد من ضعف النفوذ الأمريكي على المسرح الدولي ويزعزع ثقة الحلفاء ويعزز ثقة الأعداء !

طالبان بدورها تواجه تحدي إدارة الدولة، وسيكون الشعب الأفغاني مرة أخرى أمام اختبار تاريخ يعيد كتابة نفسه كلما أراد الأفغان أن يتقدموا نحو الأمام !

باختصار.. أفغانستان نموذج فشل آخر يضاف لنماذج فشل السياسة الأمريكية في كوبا وفيتنام والصومال والعراق وفنزويلا ونيكاراغوا.. إلخ !