«سندمرهم وفوراً» نموذجاً!
بهذه الجملة العميقة جداً والمعبرة جداً جداً عن طبيعة مرحلة التحولات التاريخية التي نعيشها الأن والتي أعلنها فارس الرؤية الأمير محمد بن سلمان نقرأ نموذجاً لآليات التعامل مع الخطابات الصلبة القوية والمؤثرة، وعن استراتيجيات تغلغلها فكرياً وثقافياً في مجتمعاتنا ومدى تأثرنا بها وإن لم نشعر حتى وإن كنا رافضين لها وهنا تكمن الخطورة! فالتدمير والتفتيت لخطابات نسقية حاضرة أو مضمرة تعارض مشاريع مثل «الحداثة، ما بعد الحداثة، العولمة،..» وغيرها هي المحاولات الجادة والقوية لتغيير مسار النهر إلى الوجهة التي نريد، فالمفاهيم التي يحول الخطاب المضمر الخفي دون تحقيقها لا بد وأن يفتت بمشاريع ثقافية واقتصادية قوية، مثل مشروع رؤية السعودية 2030 الذي يعد مهماً ومفصلياً في مواجهة تلك الخطابات الصلبة، ولا سيما أن مشروع الرؤية مشروع تحديثي ثقافي يحتل الاقتصاد المحور ولكنه مشروع ضخم للتغيير في شتى مناحي الحياة، وهنا تكمن أهمية مشروع الرؤية.
لنأخذ مثلاً على تسيد الخطابات الصلبة الرافضين لها وبقوة ومع ذلك هي حاضرة في السلوك في الكتابة في ما حولنا/ ومن ذلك هيمنة الخطاب الذكوري في «لحظة الكتابة» ليس على الإبداع الذي يكتبه الرجال فقط، بل إن بعض الكاتبات بوعي أو بدون وعي قد تبنينه، فقد فرضت ثقافتنا العربية الذكورية هيمنتها وسلطتها على لا وعي الكاتبات إلى درجة أن النساء أنفسهن -كما يقول الدكتور عبدالله الغذامي- ساهمن في ترسيخ هذه الهيمنة، وفي نفس السياق قدم الدكتور جورج طرابيشي في كتابه «أنثى ضد الأنوثة» عام 1984م قراءة لرواية «مذكرات طبيبة» للدكتورة نوال السعداوي المعروف عنها مشروعها الثقافي والإبداعي الذي أوقفته على الدفاع عن حقوق النساء، فإذا بالطرابيشي يصل إلى أن السعداوي تتبنى في نتاجها الأدبي أيديولوجيا لا شعورية معادية للمرأة بإثبات أن رؤيتها للعالم «ليست نتاج ذاتيتها الأصيلة بل هو على العكس نتاج تماهيها مع مستعمرها واستبطانها لأيديولوجيتها المعادية لها»! فتحليل الخطاب الثاوي الكامن خلف لغة السيرة الذاتية للطبيبة السعداوي اكتشف مدى ذكورية خطاب السعداوي وأنه في جوهره وماهيته ضد النساء وضد الثقافة النسوية!
يركز الدكتور محمد سعيد ربيع أستاذ العلوم اللغوية بقسم اللغة العربية بجامعة الملك عبد العزيز بجدة في محاضرة مشتركة بعنوان (خطاب القبيلة تأملات في الخطابات المضمرة) على سلطة «الخطاب الجمعي الذي هو السائد كخطاب صلب قادر على إنتاج الردود والتي لا يمكن أن تكون في مجملها مفردة ولا هشة حيث ينتج الخطاب نصاً والنص ذو مفهوم وذو دلالات ومن ثم الدلالة المضمرة والدلالة المؤجلة، مستعرضاً بعد ذلك الخطابات من حيث التجاور ومن حيث التزاحف حسب مفهوم كل خطاب منها ومدى تأثيرها في بعضها البعض». وهنا تظهر تساؤلات عن خطاب القبيلة مثلا، ومدى حضوره وتأثيره وتعاضده مع خطاب الصحوة في فترة سابقة، لإنتاج خطاب جمعي مؤثر يعيش بداخلنا ونتعامل به بدون نقده، حتى أن في بعض الأحيان نكون على نقيضه ولكن نتعامل بآلياته وأدواته وطرق تعاطيه مع القضايا وهنا تكمن خطورة الخطابات الصلبة !
نحتاج في فترة التحولات المهمة التي نعيشها مراكز بحثية متخصصة في تحليل الخطابات للوعي بالخطابات المضمرة في سياقاتها المتعددة والمختلفة فنشعر من عناوين القشرة الظاهر للخطاب أنه يسير في مجرى نهر رؤيتنا وتوجهاتنا ولكنه في حقيقته خطاب مخالف يحول المجرى إلى جهة مغايرة تماماً!
بهذه الجملة العميقة جداً والمعبرة جداً جداً عن طبيعة مرحلة التحولات التاريخية التي نعيشها الأن والتي أعلنها فارس الرؤية الأمير محمد بن سلمان نقرأ نموذجاً لآليات التعامل مع الخطابات الصلبة القوية والمؤثرة، وعن استراتيجيات تغلغلها فكرياً وثقافياً في مجتمعاتنا ومدى تأثرنا بها وإن لم نشعر حتى وإن كنا رافضين لها وهنا تكمن الخطورة! فالتدمير والتفتيت لخطابات نسقية حاضرة أو مضمرة تعارض مشاريع مثل «الحداثة، ما بعد الحداثة، العولمة،..» وغيرها هي المحاولات الجادة والقوية لتغيير مسار النهر إلى الوجهة التي نريد، فالمفاهيم التي يحول الخطاب المضمر الخفي دون تحقيقها لا بد وأن يفتت بمشاريع ثقافية واقتصادية قوية، مثل مشروع رؤية السعودية 2030 الذي يعد مهماً ومفصلياً في مواجهة تلك الخطابات الصلبة، ولا سيما أن مشروع الرؤية مشروع تحديثي ثقافي يحتل الاقتصاد المحور ولكنه مشروع ضخم للتغيير في شتى مناحي الحياة، وهنا تكمن أهمية مشروع الرؤية.
لنأخذ مثلاً على تسيد الخطابات الصلبة الرافضين لها وبقوة ومع ذلك هي حاضرة في السلوك في الكتابة في ما حولنا/ ومن ذلك هيمنة الخطاب الذكوري في «لحظة الكتابة» ليس على الإبداع الذي يكتبه الرجال فقط، بل إن بعض الكاتبات بوعي أو بدون وعي قد تبنينه، فقد فرضت ثقافتنا العربية الذكورية هيمنتها وسلطتها على لا وعي الكاتبات إلى درجة أن النساء أنفسهن -كما يقول الدكتور عبدالله الغذامي- ساهمن في ترسيخ هذه الهيمنة، وفي نفس السياق قدم الدكتور جورج طرابيشي في كتابه «أنثى ضد الأنوثة» عام 1984م قراءة لرواية «مذكرات طبيبة» للدكتورة نوال السعداوي المعروف عنها مشروعها الثقافي والإبداعي الذي أوقفته على الدفاع عن حقوق النساء، فإذا بالطرابيشي يصل إلى أن السعداوي تتبنى في نتاجها الأدبي أيديولوجيا لا شعورية معادية للمرأة بإثبات أن رؤيتها للعالم «ليست نتاج ذاتيتها الأصيلة بل هو على العكس نتاج تماهيها مع مستعمرها واستبطانها لأيديولوجيتها المعادية لها»! فتحليل الخطاب الثاوي الكامن خلف لغة السيرة الذاتية للطبيبة السعداوي اكتشف مدى ذكورية خطاب السعداوي وأنه في جوهره وماهيته ضد النساء وضد الثقافة النسوية!
يركز الدكتور محمد سعيد ربيع أستاذ العلوم اللغوية بقسم اللغة العربية بجامعة الملك عبد العزيز بجدة في محاضرة مشتركة بعنوان (خطاب القبيلة تأملات في الخطابات المضمرة) على سلطة «الخطاب الجمعي الذي هو السائد كخطاب صلب قادر على إنتاج الردود والتي لا يمكن أن تكون في مجملها مفردة ولا هشة حيث ينتج الخطاب نصاً والنص ذو مفهوم وذو دلالات ومن ثم الدلالة المضمرة والدلالة المؤجلة، مستعرضاً بعد ذلك الخطابات من حيث التجاور ومن حيث التزاحف حسب مفهوم كل خطاب منها ومدى تأثيرها في بعضها البعض». وهنا تظهر تساؤلات عن خطاب القبيلة مثلا، ومدى حضوره وتأثيره وتعاضده مع خطاب الصحوة في فترة سابقة، لإنتاج خطاب جمعي مؤثر يعيش بداخلنا ونتعامل به بدون نقده، حتى أن في بعض الأحيان نكون على نقيضه ولكن نتعامل بآلياته وأدواته وطرق تعاطيه مع القضايا وهنا تكمن خطورة الخطابات الصلبة !
نحتاج في فترة التحولات المهمة التي نعيشها مراكز بحثية متخصصة في تحليل الخطابات للوعي بالخطابات المضمرة في سياقاتها المتعددة والمختلفة فنشعر من عناوين القشرة الظاهر للخطاب أنه يسير في مجرى نهر رؤيتنا وتوجهاتنا ولكنه في حقيقته خطاب مخالف يحول المجرى إلى جهة مغايرة تماماً!