احتفلت المملكة في الأسبوع الماضي باليوم الوطني، وهذه المناسبة الغالية تحولت إلى إجازة رسمية في 2005 أو قبل 16 عاماً، ويوم الوطن يمثل محطة للاعتزاز بالهوية الوطنية وبالإنجاز الحضاري الكبير للمؤسس العظيم الملك عبدالعزيز، الذي وحد معظم أراضي الجزيرة العربية في دولة واحدة سنة 1932، وفي الدولة السعودية، كما هو الحال في بقيـة الدول الطبيعية، ودون التعرض للهويات الفرعية كالهوية المذهبية التي تحكم سيـاسة إيران في الداخل والخارج، وتفسر تعامل تركيا مع الأكراد، هناك هوية داخلية للسعوديين فيما بينهم، وهـوية سعودية عالمية مفتوحة على العرب والمسلمين والعالم، والفارق أن الهوية الوطنية قوية بنوعيها، وتمثل مصنعاً لإنتاج الحضارة الملهمة وتصديرها.
فقد خصصت رؤية 2030 برنامجاً ضخماً لتعزيز الشخصية السعودية، وهو يشتغل على الهوية الوطنية كأساس لمستهدفاته، يدخل فيه تكوين مجتمع منسجم مع التوجهات السعودية في الجوانب السياسية والاقتصادية والقيمية، إضافة إلى حماية الدولة والمجتمع من التهديدات المختلفة، والمحافظة على المكاسب الوطنية، وقد رأى المستشرق الفرنسي ارنست رينان، أن الوطن روح ومبدأ فكري، وأنه في الأول يمثل الماضي بما فيه من تراث وذكريات وتجارب، وفي الثاني يختصر الحاضر ومتطلباته، والفرنسيون وظفوا هذا الأسلوب في إضعاف مستعمراتهم لضمان استمرار وصايتهم عليها، وذلك عن طريق إحلال اللغة الفرنسية محل لغاتها الأصلية التي تمثل تاريخها وثقافاتها وذاكرتها المجتمعية، ومن نتائجها المباشرة إنشاء المنظمة الدولية للفرانكفونية منذ 1970.
الانتماء الوطني يمثل قيمة أساسية في كل المجتمعات، ويوجد في المملكة أكثر من ثمانين قبيلة، إضافة إلى العوائل المؤثرة، وكذلك الاشقاء العرب الذين أصبحوا جزءاً من النسيج السعودي، والسعوديون يعتبرون من بين أكثر الشعوب العربية وطنية والتزاماً مقارنة بغيرهم، ولن تؤثر فيهم محاولات التركيز على السلبيات الصغيرة في احتفالاتهم باليوم الوطني، وتقديمها وكأنها ظاهرة بين الشباب السعودي في الأماكن العامة، ودون الإشارة إلى وجود أنظمة تعاقب على التصرفات المتجاوزة.
الوطن والوطنية عبارة عن نظام سبرناتي، والمعني أنه يؤثر ويتأثر بالآخرين، وبالسياقات الاجتماعية والمكانية التي يتواجد فيها الأشخاص، فالزي الغربي في المناسبات المحلية الرسمية قد يشكل خروجاً على الوطنية، ولكنه لا يأخذ الوصف نفسه في أماكن التسوق والسياحة وفي حضور مباريات كرة قدم، وهذه المعايير النسبية تقبل التعميم على سلوكيات كثيرة.
الهوية الوطنية تحتاج لصيانة وتجديد حتى تستطيع صناعة حضارة، ولا يجب أن تتوقف عند الاحتفال باليوم الوطني وحده، وهذا لا يكون، في رأيي، إلا بوجود تعليم فعال، ودراما تاريخية متقنة، وبالاحتفاء بالرموز الوطنية والكفاءات في كل المجالات وعلى مدار العام، والتنبيه لخطورة بعض الألعاب الإلكترونية ومحتواها التخريبي الذي يستهدف قيم المواطنة، علاوة على تجسير الفجوة ما بين الشباب وكبار السن، وتكوين قنوات تواصل فاعلة لتبادل التجارب والأفكار فيما بينهم.
فقد خصصت رؤية 2030 برنامجاً ضخماً لتعزيز الشخصية السعودية، وهو يشتغل على الهوية الوطنية كأساس لمستهدفاته، يدخل فيه تكوين مجتمع منسجم مع التوجهات السعودية في الجوانب السياسية والاقتصادية والقيمية، إضافة إلى حماية الدولة والمجتمع من التهديدات المختلفة، والمحافظة على المكاسب الوطنية، وقد رأى المستشرق الفرنسي ارنست رينان، أن الوطن روح ومبدأ فكري، وأنه في الأول يمثل الماضي بما فيه من تراث وذكريات وتجارب، وفي الثاني يختصر الحاضر ومتطلباته، والفرنسيون وظفوا هذا الأسلوب في إضعاف مستعمراتهم لضمان استمرار وصايتهم عليها، وذلك عن طريق إحلال اللغة الفرنسية محل لغاتها الأصلية التي تمثل تاريخها وثقافاتها وذاكرتها المجتمعية، ومن نتائجها المباشرة إنشاء المنظمة الدولية للفرانكفونية منذ 1970.
الانتماء الوطني يمثل قيمة أساسية في كل المجتمعات، ويوجد في المملكة أكثر من ثمانين قبيلة، إضافة إلى العوائل المؤثرة، وكذلك الاشقاء العرب الذين أصبحوا جزءاً من النسيج السعودي، والسعوديون يعتبرون من بين أكثر الشعوب العربية وطنية والتزاماً مقارنة بغيرهم، ولن تؤثر فيهم محاولات التركيز على السلبيات الصغيرة في احتفالاتهم باليوم الوطني، وتقديمها وكأنها ظاهرة بين الشباب السعودي في الأماكن العامة، ودون الإشارة إلى وجود أنظمة تعاقب على التصرفات المتجاوزة.
الوطن والوطنية عبارة عن نظام سبرناتي، والمعني أنه يؤثر ويتأثر بالآخرين، وبالسياقات الاجتماعية والمكانية التي يتواجد فيها الأشخاص، فالزي الغربي في المناسبات المحلية الرسمية قد يشكل خروجاً على الوطنية، ولكنه لا يأخذ الوصف نفسه في أماكن التسوق والسياحة وفي حضور مباريات كرة قدم، وهذه المعايير النسبية تقبل التعميم على سلوكيات كثيرة.
الهوية الوطنية تحتاج لصيانة وتجديد حتى تستطيع صناعة حضارة، ولا يجب أن تتوقف عند الاحتفال باليوم الوطني وحده، وهذا لا يكون، في رأيي، إلا بوجود تعليم فعال، ودراما تاريخية متقنة، وبالاحتفاء بالرموز الوطنية والكفاءات في كل المجالات وعلى مدار العام، والتنبيه لخطورة بعض الألعاب الإلكترونية ومحتواها التخريبي الذي يستهدف قيم المواطنة، علاوة على تجسير الفجوة ما بين الشباب وكبار السن، وتكوين قنوات تواصل فاعلة لتبادل التجارب والأفكار فيما بينهم.