ما يحصل اليوم هي الخطوات الأولى قبل حرب عالمية ثالثة متوقعة بين قطبين كبيرين (أمريكا والصين)، هذه الحرب تأتي بعد ثلاثة عقود من حلف اقتصادي تجاري أقرب ما يكون إلى حلف ضرورة، فبعد انهيار الاتحاد السوفيتي العام 90، تصور الغرب أنه ساد العالم وبالتالي انفتح بشكل غير مسبوق وغير منضبط على معظم خصومه التقليديين، بما فيهم الصين الشيوعية، التي كانت بلا شك تنتظر على الباب الخارجي للغرب.
في ذلك السياق تخلت أوربا وأمريكا طواعية عن «معرفتها الصناعية» التي كانت مفتاح تقدمها وتفوقها وبها سادت العالم وبها حطمت السوفييت، في نشوة النصر قامت واشنطن بنقل أسرار صناعاتها وخاصة التكنولوجيا المتقدمة إلى جمهورية الصين الشعبية، التي تحولت فجأة إلى معمل كبير قليل التكلفة سريع الإنتاج. تصورت أمريكا أن الصين ستبقى مجرد شغيل يعمل لحسابها يستيقظ صباحا ليكد في مصانعها التي أنشأتها، لتقوم واشنطن مرة أخرى بإعادة البيع في أسواق العالم بأسعار أعلى.
كانت الصين بلدا مثقلا بالبطالة والديون وقلة الحيلة، تحاول جاهدة الخروج من صعوبات اللينينية الاقتصادية، كانت أصعب من أن تتمكن من مواجهتها لوحدها بدون مساعدة الغرب. كانت ذكية جدا، استوعبت ظرفها وتعاملت مع الواقع واشتغلت لحساب الغرب في طريقها للتحول إلى اقتصاد حيوي قادر، وتوفير فرص عمل دائمة وحياة كريمة لمليار ومئتي مليون إنسان، وهي في حد ذاتها معجزة كبرى تحققت على أيدي الصينيين بالتأكيد لكن بالمعرفة والمساندة الغربية.
استيقظ الغرب بعد جائحة كورونا على اقتصاد مترنح ومؤشرات تقول إن الصين ستسود العالم بعد عشر سنوات فقط، ليس ذلك فحسب، بل ورفضت بكين أن تتفاهم مع الغرب أو تعيد تقييم اقتصادها بما يسمح للاقتصادات الأخرى بالعيش بجانب الحوت الأحمر، بل إن بكين ذهبت في غرورها الاقتصادي والصناعي إلى غزو الصناعات التقليدية الغربية (الدواء. السيارات. الأثاث. الصناعات العسكرية. تكنولوجيا الاتصالات»، الأمر الذي سيفكك منظومة الاقتصاد الغربي للأبد.
إنها واحدة من دروس السياسة والاقتصاد.. الغرب يدفع اليوم ثمن اندفاعه، والصين ستدفع غدا ثمن فشلها في إدارة «تنافس السوق»، الذي حول الأصدقاء إلى أعداء بسبب استيلائهم المفرط على الفرص المتبقية لدى الغرب.
فهل ستغامر الصين بالذهاب إلى حافة الهاوية مع الغرب بقيادة واشنطن أم تقبل بحلول وسط.؟. أمريكا في تحضيراتها للحرب الباردة القادمة، تخيّر العالم بين ضفتين: «أنت معي أم ضدي»، ويبدو أن الفرز قائم بضراوة، وهنا يبرز سؤال آخر، مهم وكبير بحجم المخطط الذي بدأ تنفيذه على الأرض وفي أعالي البحار، هل الانحياز مفيد في الحرب القادمة؟!
تبدو فرنسا مثالا مهما تضربه أمريكا للعالم. إنها فرنسا إحدى الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، وصاحبة الاقتصاد السابع حول العالم، وشريك في حلف الناتو، ومع ذلك تمت معاقبتها، لأن الفرنسيين اعتقدوا أن الوقت قد حان للخروج من العباءة الأمريكية واختلاق عباءة أوروبية بمشاركة ألمانية، فهل كان الوقت مناسبا للتصرفات الفرنسية الخشنة مع واشنطن.
لقد اختارت باريس الوقت الخطأ والأفعال الكارثية، في وقت كانت فيه أمريكا تتحضر لإطلاق مشروع حصار الصين بدءا من أفغانستان مرورا بالهند وأخيرا غواصات بحر الصين العظيم، ليأتي الرد «الأنجلوسكسوني» صارما وقاسيا، كبّد فرنسا في أول جولة مئة مليار يورو إثر إلغاء الصفقات العسكرية.
فهل من المفيد الحياد في الخلاف «الأمريكي الصيني» المستحكم والمتصاعد، والذي سيقود حتما لحرب ستستمر لعشر سنوات قادمة؟ أم أن الصعود لسفينة نوح الأمريكية فيه طوق النجاة، قبل أن يشتعل البر والبحر نارا عاصفة تركع الاقتصاد وتعيده إلى ضواحي لندن وروما ونيويورك وسيدني!
في ذلك السياق تخلت أوربا وأمريكا طواعية عن «معرفتها الصناعية» التي كانت مفتاح تقدمها وتفوقها وبها سادت العالم وبها حطمت السوفييت، في نشوة النصر قامت واشنطن بنقل أسرار صناعاتها وخاصة التكنولوجيا المتقدمة إلى جمهورية الصين الشعبية، التي تحولت فجأة إلى معمل كبير قليل التكلفة سريع الإنتاج. تصورت أمريكا أن الصين ستبقى مجرد شغيل يعمل لحسابها يستيقظ صباحا ليكد في مصانعها التي أنشأتها، لتقوم واشنطن مرة أخرى بإعادة البيع في أسواق العالم بأسعار أعلى.
كانت الصين بلدا مثقلا بالبطالة والديون وقلة الحيلة، تحاول جاهدة الخروج من صعوبات اللينينية الاقتصادية، كانت أصعب من أن تتمكن من مواجهتها لوحدها بدون مساعدة الغرب. كانت ذكية جدا، استوعبت ظرفها وتعاملت مع الواقع واشتغلت لحساب الغرب في طريقها للتحول إلى اقتصاد حيوي قادر، وتوفير فرص عمل دائمة وحياة كريمة لمليار ومئتي مليون إنسان، وهي في حد ذاتها معجزة كبرى تحققت على أيدي الصينيين بالتأكيد لكن بالمعرفة والمساندة الغربية.
استيقظ الغرب بعد جائحة كورونا على اقتصاد مترنح ومؤشرات تقول إن الصين ستسود العالم بعد عشر سنوات فقط، ليس ذلك فحسب، بل ورفضت بكين أن تتفاهم مع الغرب أو تعيد تقييم اقتصادها بما يسمح للاقتصادات الأخرى بالعيش بجانب الحوت الأحمر، بل إن بكين ذهبت في غرورها الاقتصادي والصناعي إلى غزو الصناعات التقليدية الغربية (الدواء. السيارات. الأثاث. الصناعات العسكرية. تكنولوجيا الاتصالات»، الأمر الذي سيفكك منظومة الاقتصاد الغربي للأبد.
إنها واحدة من دروس السياسة والاقتصاد.. الغرب يدفع اليوم ثمن اندفاعه، والصين ستدفع غدا ثمن فشلها في إدارة «تنافس السوق»، الذي حول الأصدقاء إلى أعداء بسبب استيلائهم المفرط على الفرص المتبقية لدى الغرب.
فهل ستغامر الصين بالذهاب إلى حافة الهاوية مع الغرب بقيادة واشنطن أم تقبل بحلول وسط.؟. أمريكا في تحضيراتها للحرب الباردة القادمة، تخيّر العالم بين ضفتين: «أنت معي أم ضدي»، ويبدو أن الفرز قائم بضراوة، وهنا يبرز سؤال آخر، مهم وكبير بحجم المخطط الذي بدأ تنفيذه على الأرض وفي أعالي البحار، هل الانحياز مفيد في الحرب القادمة؟!
تبدو فرنسا مثالا مهما تضربه أمريكا للعالم. إنها فرنسا إحدى الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، وصاحبة الاقتصاد السابع حول العالم، وشريك في حلف الناتو، ومع ذلك تمت معاقبتها، لأن الفرنسيين اعتقدوا أن الوقت قد حان للخروج من العباءة الأمريكية واختلاق عباءة أوروبية بمشاركة ألمانية، فهل كان الوقت مناسبا للتصرفات الفرنسية الخشنة مع واشنطن.
لقد اختارت باريس الوقت الخطأ والأفعال الكارثية، في وقت كانت فيه أمريكا تتحضر لإطلاق مشروع حصار الصين بدءا من أفغانستان مرورا بالهند وأخيرا غواصات بحر الصين العظيم، ليأتي الرد «الأنجلوسكسوني» صارما وقاسيا، كبّد فرنسا في أول جولة مئة مليار يورو إثر إلغاء الصفقات العسكرية.
فهل من المفيد الحياد في الخلاف «الأمريكي الصيني» المستحكم والمتصاعد، والذي سيقود حتما لحرب ستستمر لعشر سنوات قادمة؟ أم أن الصعود لسفينة نوح الأمريكية فيه طوق النجاة، قبل أن يشتعل البر والبحر نارا عاصفة تركع الاقتصاد وتعيده إلى ضواحي لندن وروما ونيويورك وسيدني!