ربع ساعة من مشاهدة قناة الجزيرة تكفي حتى تكتشف أن القناة مستمرة في غيّها الذي حرصت عليه طوال العقدين الماضيين، خلال ربع ساعة تكتشف كماً من المقولات الهلامية التي حرصت أن تحافظ عليها وتكررها صباح مساء على مسامع مشاهديها. تقول «الجزيرة» إنها كانت صوت المهمشين في العالم العربي، ولكن السؤال الذي على «الجزيرة» أن تطرحه على نفسها وعلى من يعتبرون أنفسهم معنيين بهذا التوصيف أن يسألوا أنفسهم ما هو حال المهمشين في العالم العربي منذ أن نشأت القناة وحتى اليوم؟، كيف أصبح هؤلاء بعد مرور عقدين وهم بين مهجّر ومنفٍ ومقتول وعائلات تعاني شظف العيش بعد أن فقدت المعيل؟. كل هذا نتيجة صراعات ساهمت «الجزيرة» بإذكائها. لا نقول إن «الجزيرة» كانت السبب ولكنها كانت منبراً تحريضياً وغوغائياً وشعبوياً بامتياز عمّقت الانقسامات وخلقت التوترات.
الكارثة أن حزب «الجزيرة» ومن يدعمها يعتبرون أنهم خلقوا نموذجاً يحتذى في الإعلام، ولكن الحقيقة المرة أنهم أنتجوا نموذجاً من ردح العوالم والراقصات بعيداً كل البعد عن أي شكل من أشكال الإعلام المهني. الإعلام ينقل الوقائع ويفسرها ويبسطها للمشاهد. «الجزيرة» تجتزئ الوقائع من سياقها وتبني عليها تحليلات بما يتناسب مع الأجندات المرسومة ، بل يصل التدليس إلى غض النظر عن أحداث في المشهد السياسي لأنها ببساطة تضر بالمشغلين. هذا يتكرر في كل يوم مما يجعل هذا المنبر عامل هدم وتخريب، يكفي أن تجول بناظريك إلى هذه الأوطان المدماة لتعرف كم نحن بحاجة إلى الوحدة وجسر الهوة بين أبناء الشعب الواحد، وبكل تأكيد «الجزيرة» ليست الوصفة المثلى.
الأمر ليس مجرد دعاية سياسية سوداء وإنما تتجاوز «الجزيرة» ذلك إلى اصطفاف مشبوه إلى جانب تشكيلات تناصب الأمة العداء، كجماعة الحوثي الإرهابية حتى وإن كان سبب ذلك الخصومة السياسية فهذا يفقد «الجزيرة» جانبها الإعلامي الذي تتشدق به. كما عمدت إلى محاولة تبييض صفحة حزب الله، بل هي التي سوّقت له طوال الوقت. الأمر تعدى ذلك إلى تبرير تدخلات إقليمية تريد الهيمنة على المنطقة.
نزلت قمة العلا برداً وسلاماً على قلوبنا لأننا نريد عالماً عربياً متماسكاً وعلاقات عربية أخوية. ولكن هذا ليس طابع «الجزيرة» وديدنها فأبقت على حالة الغمز واللمز. فكان آخر ما تفتق عنه ذهنية صانعي الفتن، سبق إعلامي مزعوم يتناول مملكة البحرين وتتحدث «الجزيرة» عن انتهاكات لحقوق الإنسان المزعومة. لسنا في وارد الدخول في هذه المهاترات التي تصطنعها «الجزيرة»، فهناك من الأحبة في البحرين من لديه الجدارة أفضل منا للرد، لكن عندما تعرضت شبكة «الجزيرة» لبعض النقد لتركيا وقفت القناة وممولوها كالتلاميذ الصغار أمام الأتراك وهم يتعرضون للتأنيب والبهذلة ومنذ ذلك الحين ولا يجرؤ أؤلئك الذين يرغون ويزبدون أمام المايكرفون أن ينطقوا ببنت شفة حول تركيا. هذا مثال يظهر مدى مصداقية القناة ومهنيتها.
الكارثة أن حزب «الجزيرة» ومن يدعمها يعتبرون أنهم خلقوا نموذجاً يحتذى في الإعلام، ولكن الحقيقة المرة أنهم أنتجوا نموذجاً من ردح العوالم والراقصات بعيداً كل البعد عن أي شكل من أشكال الإعلام المهني. الإعلام ينقل الوقائع ويفسرها ويبسطها للمشاهد. «الجزيرة» تجتزئ الوقائع من سياقها وتبني عليها تحليلات بما يتناسب مع الأجندات المرسومة ، بل يصل التدليس إلى غض النظر عن أحداث في المشهد السياسي لأنها ببساطة تضر بالمشغلين. هذا يتكرر في كل يوم مما يجعل هذا المنبر عامل هدم وتخريب، يكفي أن تجول بناظريك إلى هذه الأوطان المدماة لتعرف كم نحن بحاجة إلى الوحدة وجسر الهوة بين أبناء الشعب الواحد، وبكل تأكيد «الجزيرة» ليست الوصفة المثلى.
الأمر ليس مجرد دعاية سياسية سوداء وإنما تتجاوز «الجزيرة» ذلك إلى اصطفاف مشبوه إلى جانب تشكيلات تناصب الأمة العداء، كجماعة الحوثي الإرهابية حتى وإن كان سبب ذلك الخصومة السياسية فهذا يفقد «الجزيرة» جانبها الإعلامي الذي تتشدق به. كما عمدت إلى محاولة تبييض صفحة حزب الله، بل هي التي سوّقت له طوال الوقت. الأمر تعدى ذلك إلى تبرير تدخلات إقليمية تريد الهيمنة على المنطقة.
نزلت قمة العلا برداً وسلاماً على قلوبنا لأننا نريد عالماً عربياً متماسكاً وعلاقات عربية أخوية. ولكن هذا ليس طابع «الجزيرة» وديدنها فأبقت على حالة الغمز واللمز. فكان آخر ما تفتق عنه ذهنية صانعي الفتن، سبق إعلامي مزعوم يتناول مملكة البحرين وتتحدث «الجزيرة» عن انتهاكات لحقوق الإنسان المزعومة. لسنا في وارد الدخول في هذه المهاترات التي تصطنعها «الجزيرة»، فهناك من الأحبة في البحرين من لديه الجدارة أفضل منا للرد، لكن عندما تعرضت شبكة «الجزيرة» لبعض النقد لتركيا وقفت القناة وممولوها كالتلاميذ الصغار أمام الأتراك وهم يتعرضون للتأنيب والبهذلة ومنذ ذلك الحين ولا يجرؤ أؤلئك الذين يرغون ويزبدون أمام المايكرفون أن ينطقوا ببنت شفة حول تركيا. هذا مثال يظهر مدى مصداقية القناة ومهنيتها.