-A +A
هيلة المشوح
في عصر الإغراق الرقمي وسلاسة نقل المعلومة من خلال برامج التواصل الاجتماعي، لا يزال معرض الكتاب في الرياض يحظى بذات الزخم القديم كعرس ثقافي سنوي لا يقتصر على نخب المثقفين وبعض محبي الكتاب وعشاق الورق فحسب، بل تفرد المجتمع السعودي بأكمله بإحياء هذا المحفل السنوي بالتقاطر على أبوابه بشكل لافت ومبهج.

افتتحت السعودية أكبر معرض للكتاب في تاريخها يوم الخميس ١ أكتوبر ٢٠٢١م تحت شعار «وجهة جديدة، فصل جديد»، ويستمر حتى العاشر من أكتوبر، وتنظّمه لأول مرة هيئة الأدب والنشر والترجمة التي تأسست حديثاً في المملكة.


ويشارك في المعرض المقام في (واجهة الرياض) ١٠٠٠ دار نشر من ٣٠ دولة مشاركة، ويتخلله ٤٨ ورشة عمل، و١٥٣ محاضرة وأمسيات شعرية، و٨ عروض موسيقية ومسرحية، ويشمل البرنامج الثقافي للمعرض ثلاثة مسارات رئيسية هي: مسار (حديث الكُتاب) الذي يشارك فيه عدد من المؤلفين للحديث عن تجاربهم في الكتابة، المسار الثاني بعنوان (لقاءات ثقافية) بمشاركة أكثر من 100 مثقف وناقد ومن مختلف الجنسيات؛ لمناقشة قضايا أدبية وثقافية ملحة عبر 36 ندوة ومحاضرة، ومسار ثالث مخصص لأمسيات التكريم والجوائز، أما الخطوة اللافتة حقاً في المعرض فهي إطلاق نسخة افتراضية عبر الإنترنت لتمكين القراء من التجوّل بين الأروقة وانتقاء وشراء الكتب عبر منظومة دعم لوجستي لتوصيل الكتب لأي مكان وبوقت قياسي، أي أننا بصدد معرض رقمي متكامل.

ما سبق هو تعريف بسيط بالأرقام لمعرض هذا العام، أما رأيي الشخصي بالمعرض فإنني أدلف أروقته اليوم وأتنفس عبق الكتاب قديماً حين كان بمثابة السهل الممتنع بين تطفل المتطرفين على الحرف والمظهر الخارجي لقارئه وبين (وجهة جديدة وفصل جديد) من الحياة المبهجة بكل أشكالها والكتاب لاشك جزء منها.