-A +A
معتز عبدالعزيز كردي
استهدفت «رؤية العلا» منذ أطلقها سمو سيدي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس إدارة الهيئة الملكية لمحافظة العلا، في العاشر من فبراير 2019، تطوير العلا بطريقة مسؤولة لتحويلها إلى نموذج يحتذى به عالميا، مع الحفاظ على التراث الطبيعي والثقافي بالشراكة مع أهالي وسكان المحافظة، وبالتعاون مع أفضل الخبرات العالمية.

وخلال مراحل الدراسة والتخطيط للخروج بالمخططات التطويرية، التي ترسم شكل العلا في المستقبل كأكبر متحف حي في العالم، راعينا وبمتابعة من سمو المحافظ الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، مستهدفات واضحة حول الحفاظ على الطبيعة، وأن تكون أعمال التطوير متناسقة ومتكاملة مع التراث الطبيعي من حولها.


وتسند إلى «قطاع عمليات المحافظة» تحقيق الجودة عبر عدد من الأعمال والمبادرات التي تنعكس على الحياة اليومية لسكان وزوار العلا، والربط مع مكانة العلا ورؤيتها لتكون وجهة عالمية للتراث والثقافة والطبيعة، ويعمل القطاع على تحسين جودة الحياة، من خلال تطوير الخدمات بشكل عام، وتحسين تجربة المعيشة والزيارة على وجه الخصوص، علاوة على المستثمرين.

ويشمل تطوير الخدمات العمل على تطوير التجربة من خلال التقنية في العلا، لتحقيق هدف «محافظة ذكية» عبر تقنيات تهدف للتطوير بشكل تكاملي من ناحيتين، أولاً: (الخدمات الذكية التي يلمسها السكان والزوار)، من خلال تغطية وتسهيل الاحتياجات، مع سرعة الإنجاز والكفاءة في إنجاز الخدمة.

ثانياً: (ذكاء إدارة الخدمات) والذي يلمسه القائمون على إدارة المحافظة، من حيث وفرة المعلومات الموجودة والتي تُجمع من إدارة المرور عن عدد السيارات في الطرق، أو البيانات التي تجمعها كاميرات المراقبة والرصد الأمني لتكون مفيدة في الخطط المستقبلية التطويرية للمدينة سياحيا وأمنيا ومروريا.

كما تسهم هذه البيانات في تسويق العلا كوجهة سياحية، وتدعم البيانات التخطيط وتطوير البنى التحتية والخدمات، إضافة إلى ذلك يمكن ابتكار تطبيقات عدة وفقا لاحتياجات إدارة المحافظة وسكانها.

يضاف لتلك الخدمات، ما نعمل عليه لتحقيق مستهدفات تحسين جودة الحياة لأهالي وسكان العلا، الذين يعدون إحدى الركائز الأساسية في سبيل تحقيق «رؤية العلا»، ولعل أبرز الأمثلة ما تم الإعلان عنه مؤخرا بتدشين «مركز الخدمات الشامل» الذي يختصر الوقت والجهد للمستفيدين والمستفيدات من خلال توفير عدد من الخدمات الحكومية، وكذلك خدمات الهيئة الملكية تحت سقف واحد.

حيث يتاح اليوم في المركز خدمات القطاعات التالية: وزارة العدل، ووزارة التجارة، ووزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان، ووزارة الاستثمار، والهيئة العامة للغذاء والدواء، إضافة إلى بعض قطاعات وزارة الداخلية، منها الأحوال المدنية، الإدارة العامة للمرور، والمديرية العامة للجوازات، إضافة إلى خدمات الغرفة التجارية الصناعية.

وحالياً يقدم «استوديو العلا» في «مركز الخدمات الشامل» الاستشارات الهندسية والتصميمية لسكان العلا لمخططات أعمال البناء المستقبلية، ونعمل على تصميم منشآت فريدة ومتناسقة مع الطبيعة، آخذين في الحسبان كافة التفاصيل من الألوان والزوايا الهندسية وصولا إلى الإضاءة، وأبرز الأمثلة على ذلك مطار العلا الدولي، حيث يظهر المبنى مستلهماً بناءه من طبيعة العلا الفريدة.

ونعمل حالياً على رفع مستوى جودة الخدمة في المطار وتهيئته لاستقبال عدد أكبر من الرحلات الداخلية، وكذلك الرحلات الدولية مستقبلا، والعمل على عدة مسارات لتحسين تجربة الزوار إلى العلا، وأبرزها رفع مستوى أتمتة الخدمات في المطار.