-A +A
سلطان الزايدي
رغم أن هذه الفترة بالنسبة لمباريات كرة القدم تخص المنتخب السعودي، ومدى حجم الاستعداد لمباراتي اليابان والصين، إلا أن الاهتمام الإعلامي الملاحظ في هذه الفترة منصبٌّ على نادي النصر، والبحث في أدق تفاصيله، وهذا أمر لا يبدو غريبًا خاصةً في السنوات الأخيرة، وتحديدًا بعد الدوري الاستثنائي الذي حققه النصر في 2019م، لا أريد أن أخوض كثيرًا في هذه الجزئية، فهي بالنسبة لي أمر طبيعيٌّ؛ لأن النصر نادٍ كبيرٌ وله شعبيةٌ كبيرةٌ جدًّا، وجمهوره سبَّاق دائمًا في الدفاع عنه، حتى ولو من خلال بعض المناكفات التي يغلب عليها طابع الفكاهة والدعابة، وهي عادةً قصصٌ معتادةٌ بين جماهير الأندية المتنافسة بحكم قوة البطولة والإثارة المنتظرة ضمن هذا الإطار؛ لذلك سأتجاوز هذا الأمر وأبحث في تفاصيل جزئية معينة، وهي أيضًا مرتبطة بجمهور النصر على وجه الخصوص، وحالة التأثر الإعلامي التي يعيشها الجمهور بعد أي إخفاق يحدث للنصر، على سبيل المثال: في الموسم الماضي كان الحديث الإعلامي يتمحور حول محور النصر البرازيلي «بيتروس»، الذي كان يقدم دورًا مهمًّا في التشكيلة النصراوية، وربما كان السلاح الأبرز في انتصارات النصر في تلك الفترة؛ لما يملك من روح ومستوى فني كبير، إلّا أن الحملة ضده كان لها تأثير في بداية هذا الموسم، وكانت نتائجها استبعاده في هذا الموسم، والاستعانة بلاعب أجنبي آخر في المركز ذاته.

ما أريد أن أقوله: هو أن الإعلام المضاد يستطيع تجريد النصر من عناصر قوته، والمواقف كثيرة في هذا الصدد، التي انساق خلفها الجمهور النصراوي، وأخذ يطالب بإبعاد تلك العناصر التي كانت سببًا في تغيير حال النصر، ومن ضمنها أيضًا ما حدث للمدرب البرتغالي «فيتوريا»، الذي كان من أهم عناصر القوة في النصر؛ بسبب أسلوبه الفني وقدرته على قراءة المباريات والإعداد الجيد لها، وبسبب الإعلام وتأثيره على جمهور النصر تمت إقالته، وكان بالإمكان فتح صفحة جديدة معه ومناقشته في مستوى العمل المقدم للنصر.


اليوم جاء الدور على المدير التنفيذي لكرة القدم «حسين عبدالغني»، ويبدو أن المقربين من النصر يتحدثون عن دور هذا الرجل في ضبط الفريق وبثّ روح النصر لدى اللاعبين؛ وبالتالي أصبح في مرمى سهامهم، والهدف إبعاده عن الفريق بنشر الشائعات حوله، واستحضار ماضيه حين كان لاعبًا في الفريق، رغم أن العملين مختلفان كلاعب وإداري، قد يكون حديث المدرب المقال «مانو» عن عمل حسين عبدالغني سببًا في التهدئة في هذه الفترة، ويساعد على استمرار حسين في منصبه، لكن مفعول هذا الحديث سينتهي مع أول خسارة للفريق النصراوي، بعدها ستعود الحملة من جديد، وبعد إبعاد حسين سيأتي الدور على رئيس النصر، وبالتالي سيبقى النصر على صفيح ساخن وفي دوامة المشاكل الإدارية والفنية؛ لذلك على جمهور النصر أن يتفطن لمثل هذه الحملات، وأن يكون سندًا حقيقيًّا للنصر قبل فوات الأوان.

ودمتم بخير،،،