يتجه السودان بشكل مقلق نحو مزيد من الاضطراب والخلافات التي قد تجهض تطلعات الإخوة السودانيين إلى بلد يسوده السلم الاجتماعي والدولة المدنية والأمن وبدء خطة إستراتيجية تنتشله من عثرات الماضي وتفتح له أبواب المستقبل الأفضل والأجمل.
السودان عانى كثيراً قرابة ثلث قرن في ظل حكم إخواني فاسد لم يكن الرئيس السابق عمر البشير سوى بيدق دفع به اللاعبون الحقيقيون ليكون في الواجهة، بينما هم في الكواليس يديرون اللعبة السياسية، وحين بادر جنرالات الجيش السوداني لإزاحة البشير استجابة لمطالب الشارع، كان الأمل أن يزيحوا أو يحيدوا على الأقل القاعدة الإخوانية التي انطلق منها، ويعيدوا الوئام الوطني، ويتمثلوا تجربة الجيش المصري في إنقاذ مصر بأداء وطني رائع ضمن خلق آلية سياسية ارتضاها الشعب لتبدأ مصر مرحلة جديدة يسودها الاستقرار والعمل والبناء، وظل الأمل في السودان موجوداً عندما جيء بحكومة لها صبغة مدنية حتى وإن كان العسكر هم من يديرون الأمور فعلياً على اعتبار أنها مرحلة انتقالية تتطلب هكذا إجراءات تفرضها طبيعة الأوضاع السودانية.
لكن يبدو من سياق الأداء والأحداث في السودان أن الوضع لا يمضي قُدماً نحو الاستقرار السياسي لعدم وجود مشروع وطني واضح تستطيع المكونات السياسية الرضى عنه والاتفاق عليه، بدليل أن الاضطرابات تطل بعنقها بشكل متسارع، والأزمات تتفاقم، والشارع ما زال محتقناً، والبلد تكاد تكون معطلة، والأداء الذي يقدمه المجلس الحاكم بشقيه العسكري الفاعل والمدني الشكلي لم يحقق تطلعات الشعب السوداني المليء بالكفاءات المتميزة في كل المجالات.
السودان بلد عربي مهم إستراتيجياً، هو الخط الفاصل بين العرب وعالم آخر يحيط به، تغزو بلدانه قوى كبرى بشكل ناعم وأساليب غير مباشرة لتنطلق منها إلينا عبره بتحويله إلى ممر رخو مضطرب تسيطر عليه الفوضى. لقد أوشكنا على فقد بلدان عربية بعد أن قدمت قواها السياسية المصالح الضيقة على الوطنية الكبرى، وبلد مثل السودان بتأريخه وثقافة ووعي شعبه ورقيه وتعليمه وكوادره المتميزة يستحق أن يكون في وضع أفضل الآن ومستقبلاً، ولا يجوز أن نندم عليه كما ندمنا على أوطان عربية أخرى.
أفيقوا يا من تديرون أمور السودان الآن.
السودان عانى كثيراً قرابة ثلث قرن في ظل حكم إخواني فاسد لم يكن الرئيس السابق عمر البشير سوى بيدق دفع به اللاعبون الحقيقيون ليكون في الواجهة، بينما هم في الكواليس يديرون اللعبة السياسية، وحين بادر جنرالات الجيش السوداني لإزاحة البشير استجابة لمطالب الشارع، كان الأمل أن يزيحوا أو يحيدوا على الأقل القاعدة الإخوانية التي انطلق منها، ويعيدوا الوئام الوطني، ويتمثلوا تجربة الجيش المصري في إنقاذ مصر بأداء وطني رائع ضمن خلق آلية سياسية ارتضاها الشعب لتبدأ مصر مرحلة جديدة يسودها الاستقرار والعمل والبناء، وظل الأمل في السودان موجوداً عندما جيء بحكومة لها صبغة مدنية حتى وإن كان العسكر هم من يديرون الأمور فعلياً على اعتبار أنها مرحلة انتقالية تتطلب هكذا إجراءات تفرضها طبيعة الأوضاع السودانية.
لكن يبدو من سياق الأداء والأحداث في السودان أن الوضع لا يمضي قُدماً نحو الاستقرار السياسي لعدم وجود مشروع وطني واضح تستطيع المكونات السياسية الرضى عنه والاتفاق عليه، بدليل أن الاضطرابات تطل بعنقها بشكل متسارع، والأزمات تتفاقم، والشارع ما زال محتقناً، والبلد تكاد تكون معطلة، والأداء الذي يقدمه المجلس الحاكم بشقيه العسكري الفاعل والمدني الشكلي لم يحقق تطلعات الشعب السوداني المليء بالكفاءات المتميزة في كل المجالات.
السودان بلد عربي مهم إستراتيجياً، هو الخط الفاصل بين العرب وعالم آخر يحيط به، تغزو بلدانه قوى كبرى بشكل ناعم وأساليب غير مباشرة لتنطلق منها إلينا عبره بتحويله إلى ممر رخو مضطرب تسيطر عليه الفوضى. لقد أوشكنا على فقد بلدان عربية بعد أن قدمت قواها السياسية المصالح الضيقة على الوطنية الكبرى، وبلد مثل السودان بتأريخه وثقافة ووعي شعبه ورقيه وتعليمه وكوادره المتميزة يستحق أن يكون في وضع أفضل الآن ومستقبلاً، ولا يجوز أن نندم عليه كما ندمنا على أوطان عربية أخرى.
أفيقوا يا من تديرون أمور السودان الآن.