هناك عدة إشكاليات لها علاقة بمفهوم الأحزاب الدينية في العالم العربي، بعض التيارات الإسلامية وخاصة التقليدية منها كانت إلى فترة قصيرة ترفض مفهوم الديمقراطية من أصله وتحرّم على اتباعها الاشتراك في الانتخابات في دولها، وكان ذلك واضحاً في مصر أثناء حقبة السادات ومبارك، حيث كانت الساحة السياسية مسيطراً عليها من التيار الإخواني في تلك المرحلة، طبعاً مع الحزب الوطني الحاكم وبعض الأحزاب العلمانية الضعيفة كالوفد والعمل المتحالف أو المستغل من قبل التيار الإخواني، أي أن الجماعات الإسلامية التقليدية كالسلفيين كانوا ضد مفهوم الانتخابات وما يترتب عليها من استحقاقات في شكل وعمل الدولة على الأقل من الناحية النظرية في عالمنا العربي.
بعد التغيرات التي تشهدها بعض الدول العربية من ربيع عربي أو ثورات أو احتلال غربي لبعض الدول شاهدنا انتخابات في تلك الدول ولكنها للأسف عمّقت أزمة تلك الدول في الخروج من مستنقعات العنف والتطرف التي تعيشها، والسؤال المطروح لماذا لم تساعد الانتخابات ووصول بعض الأحزاب الدينية للسلطة بالاستقرار والرخاء الاقتصادي والعدالة التي كانت تنادي فيها في برامجها الانتخابية؟ بداية العمل السياسي قضية دنيوية لها علاقة بقضايا المجتمعات الحالية والمستقبلية والأحزاب الدينية توظف النصوص الدينية وتحتكرها في العملية السياسية ضد الأحزاب العلمانية والليبرالية والقومية مثلاً، فقضية أن ذاك التيار إسلامي يعطي دلالات للمجتمعات العربية أن الأحزاب المنافسة للتيارات الإسلاموية غير إسلامية وفي مجتمعات محافظة والأمية منتشرة فيها يكون التأييد قوياً للتيار الإسلامي، بعض مناصري الأحزاب الإسلامية وخاصة التيار الإخواني وفي الرد على مثل هذه التساؤلات الجوهرية أي إسلاميتهم وعدم إسلامية غيرهم يتحججون بأن أوروبا والغرب ودوله الديمقراطية فيها أحزاب دينية مسيحية، بل إن بعضها يصل للسلطة كما في ألمانيا وغيرها، ولكن لم نقرأ أن تلك الأحزاب سوف تطبق التعاليم المسيحية وتفرضها وتنشرها في العالم، هي لها برامجها السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتؤمن بتداول السلطة وتعمل في ظل دول علمانية ليس للدين علاقة بعمل تلك الحكومات، لذا نشاهد الحرية الدينية لكل أصحاب الديانات في تلك الدول من بناء مساجد ومعابد وكنائس.
التجربة الصارخة للاستفراد والقتل والإقصاء للتيارات غير الدينية تمثلت في تجربة الخميني وثورته، قبل ذلك كانت هناك ثورة وطنية قومية بقيادة مصدق أسقطها الغرب البريطاني - الأمريكي، بعد ذلك وصل التيار الخميني الديني ونحر وأقام المشانق للقوى الوطنية الأخرى وأتى بنظرية الولي الفقيه التي تعطي المرشد الأعلى صفة الإلهية.
دول عربية شهدت انتخابات مؤخراً بعد تجارب انتخابية سابقة وكانت النتائج في الجولات السابقة مسيطراً عليها من أحزاب دينية وطائفية في الجولة الأخيرة، يبدو أن الشعوب العربية عرفت حقيقة الأحزاب الدينية ولم تعد تصدقها ولم تعد تلك الأحزاب بتلك القدسية، قد تكون هذه مؤشرات على انتهاء مرحلة المد الديني في منطقتنا كما انتهت مرحلة اليسار القومي والشيوعي في ستينيات القرن الماضي، ما تشهد شوارع بغداد هذه الأيام دليلاً على بداية انحسار الأحزاب الدينية والطائفية، وأعتقد أن استخدامها العفن ضد الدولة سوف يعجل بنهايتها وانكشافها أمام جماهيرها في العراق وفي العالم العربي.
بعد التغيرات التي تشهدها بعض الدول العربية من ربيع عربي أو ثورات أو احتلال غربي لبعض الدول شاهدنا انتخابات في تلك الدول ولكنها للأسف عمّقت أزمة تلك الدول في الخروج من مستنقعات العنف والتطرف التي تعيشها، والسؤال المطروح لماذا لم تساعد الانتخابات ووصول بعض الأحزاب الدينية للسلطة بالاستقرار والرخاء الاقتصادي والعدالة التي كانت تنادي فيها في برامجها الانتخابية؟ بداية العمل السياسي قضية دنيوية لها علاقة بقضايا المجتمعات الحالية والمستقبلية والأحزاب الدينية توظف النصوص الدينية وتحتكرها في العملية السياسية ضد الأحزاب العلمانية والليبرالية والقومية مثلاً، فقضية أن ذاك التيار إسلامي يعطي دلالات للمجتمعات العربية أن الأحزاب المنافسة للتيارات الإسلاموية غير إسلامية وفي مجتمعات محافظة والأمية منتشرة فيها يكون التأييد قوياً للتيار الإسلامي، بعض مناصري الأحزاب الإسلامية وخاصة التيار الإخواني وفي الرد على مثل هذه التساؤلات الجوهرية أي إسلاميتهم وعدم إسلامية غيرهم يتحججون بأن أوروبا والغرب ودوله الديمقراطية فيها أحزاب دينية مسيحية، بل إن بعضها يصل للسلطة كما في ألمانيا وغيرها، ولكن لم نقرأ أن تلك الأحزاب سوف تطبق التعاليم المسيحية وتفرضها وتنشرها في العالم، هي لها برامجها السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتؤمن بتداول السلطة وتعمل في ظل دول علمانية ليس للدين علاقة بعمل تلك الحكومات، لذا نشاهد الحرية الدينية لكل أصحاب الديانات في تلك الدول من بناء مساجد ومعابد وكنائس.
التجربة الصارخة للاستفراد والقتل والإقصاء للتيارات غير الدينية تمثلت في تجربة الخميني وثورته، قبل ذلك كانت هناك ثورة وطنية قومية بقيادة مصدق أسقطها الغرب البريطاني - الأمريكي، بعد ذلك وصل التيار الخميني الديني ونحر وأقام المشانق للقوى الوطنية الأخرى وأتى بنظرية الولي الفقيه التي تعطي المرشد الأعلى صفة الإلهية.
دول عربية شهدت انتخابات مؤخراً بعد تجارب انتخابية سابقة وكانت النتائج في الجولات السابقة مسيطراً عليها من أحزاب دينية وطائفية في الجولة الأخيرة، يبدو أن الشعوب العربية عرفت حقيقة الأحزاب الدينية ولم تعد تصدقها ولم تعد تلك الأحزاب بتلك القدسية، قد تكون هذه مؤشرات على انتهاء مرحلة المد الديني في منطقتنا كما انتهت مرحلة اليسار القومي والشيوعي في ستينيات القرن الماضي، ما تشهد شوارع بغداد هذه الأيام دليلاً على بداية انحسار الأحزاب الدينية والطائفية، وأعتقد أن استخدامها العفن ضد الدولة سوف يعجل بنهايتها وانكشافها أمام جماهيرها في العراق وفي العالم العربي.