أكدت دراسة هولندية حديثة أجريت على خمسة آلاف شخص، أن الذين اعتقدوا بوجود مؤامرة خلف جائحة كورونا كانوا الأكثر إصابة بالفايروس من غيرهم، وذلك لأنهم لم يلتزموا بالإجراءات الاحترازية، ولم يأخذوا المسألة بالجدية الكافية، وقد ساهم فيلم فرنسي وثائقي، تم عرضه في بداية السنة الماضية وحمل عنوان: هولد آب، في تكريس انطباع أوروبي ينحاز إلى اعتبار كورونا مجرد مؤامرة دولية، والفيلم سجل مشاهدات مليونية في أوروبا، رغم أنه اعتمد في محتواه على أكاذيب وشكوك يصعب إثباتها بالدليل، ولعل هذا يفسر الارتفاع المستمر في إصابات ووفيات كورونا الأوروبية.
أمريكا نفسها لا تختلف كثيراً، وهناك حكام ولايات جمهورية، وكذلك رجال سياسة وإعلام من المحافظين يؤيدون هذا الطرح، بالإضافة إلى أن نسبة غير المحصنين في 18 وكالة أمنية بالولايات المتحدة وصلت إلى 40%، والمعنى أنهم لا يثقون في التطعيم، والقول بوجود مؤامرة تم بموجبها تزوير الانتخابات الرئاسية الأخيرة، كانت السبب وراء اقتحام مبنى الكابيتول في السادس من يناير الماضي، وهو أمر لم تعرفه أمريكا منذ الحرب الأهلية في القرن التاسع عشر الميلادي، ما يعني أن بعض التحليلات التي تنحاز إلى فكرة التآمر، ربما أدت إلى اتخاذ قرارات مصيرية خاطئة ومؤثرة ومتآمرة في ذاتها.
منظرو المؤامرات يبالغون في تصوراتهم، ومن نتائجها الكارثية، إن التشكيك في التطعيمات واستخداماتها زادت من نسبة الإصابة بالحصبة بين الأطفال بحوالى 17% في 2019، وتحميل الصين مسؤولية الجائحة رفع من جرائم الكراهية ضد الآسيويين في أمريكا بنسبة 150%، وتصاعدت معها ولأسباب مشابهة حوادث معاداة السامية في المانيا بنسبة 44%، وكلاهما حدث في 2020، والإحصاءات تؤكد أن ما نسبته 51% من الأمريكان يصدقون، على الأقل، واحدة أو أكثر من نظريات المؤامرة غير الصحيحة، وبالمقارنة نجد أن 42 % من خريجي الثانوية يميلون إليها، في مقابل 23% من حملة الشهادات الجامعية.
ما سبق لا يعني أن المؤامرة لا تحدث، والأدلة عليها متوفرة في التآمر الإيراني ضد المملكة عن طريق المليشيا الحوثية، وفي اعتراف الرئيس الأمريكي بيل كلينتون بمشروع إم كاي إلترا، الذي عمل على إجراء تجارب سريرية شارك فيها مئة أمريكي، بهدف السيطرة على العقل البشري، وذلك خلال الفترة ما بين عامي 1915 و1937، وفي تآمر المستثمرين البريطانيين لدحض حقيقة استخراج الألماس بكميات كبيرة من منجم في جنوب أفريقيا عام 1970، والإصرار على أنه نادر للمحافظة على أسعاره العالية في السوق.
يعتقد ميكافيلي بأن غالبية المؤامرات الحقيقية لا تعمر طويلاً واكتشافها محتوم، وسرديات المؤامرة، في رأيي، تحرك العقلية الوسواسية عند بعض الناس، وتحول الشخص إلى إنسان مهزوم ومستسلم، وتضخم من شعوره بالاضطهاد المتخيل، أو تشحنه ليقفز في الفراغ ويكتب نهايته بيده.
أمريكا نفسها لا تختلف كثيراً، وهناك حكام ولايات جمهورية، وكذلك رجال سياسة وإعلام من المحافظين يؤيدون هذا الطرح، بالإضافة إلى أن نسبة غير المحصنين في 18 وكالة أمنية بالولايات المتحدة وصلت إلى 40%، والمعنى أنهم لا يثقون في التطعيم، والقول بوجود مؤامرة تم بموجبها تزوير الانتخابات الرئاسية الأخيرة، كانت السبب وراء اقتحام مبنى الكابيتول في السادس من يناير الماضي، وهو أمر لم تعرفه أمريكا منذ الحرب الأهلية في القرن التاسع عشر الميلادي، ما يعني أن بعض التحليلات التي تنحاز إلى فكرة التآمر، ربما أدت إلى اتخاذ قرارات مصيرية خاطئة ومؤثرة ومتآمرة في ذاتها.
منظرو المؤامرات يبالغون في تصوراتهم، ومن نتائجها الكارثية، إن التشكيك في التطعيمات واستخداماتها زادت من نسبة الإصابة بالحصبة بين الأطفال بحوالى 17% في 2019، وتحميل الصين مسؤولية الجائحة رفع من جرائم الكراهية ضد الآسيويين في أمريكا بنسبة 150%، وتصاعدت معها ولأسباب مشابهة حوادث معاداة السامية في المانيا بنسبة 44%، وكلاهما حدث في 2020، والإحصاءات تؤكد أن ما نسبته 51% من الأمريكان يصدقون، على الأقل، واحدة أو أكثر من نظريات المؤامرة غير الصحيحة، وبالمقارنة نجد أن 42 % من خريجي الثانوية يميلون إليها، في مقابل 23% من حملة الشهادات الجامعية.
ما سبق لا يعني أن المؤامرة لا تحدث، والأدلة عليها متوفرة في التآمر الإيراني ضد المملكة عن طريق المليشيا الحوثية، وفي اعتراف الرئيس الأمريكي بيل كلينتون بمشروع إم كاي إلترا، الذي عمل على إجراء تجارب سريرية شارك فيها مئة أمريكي، بهدف السيطرة على العقل البشري، وذلك خلال الفترة ما بين عامي 1915 و1937، وفي تآمر المستثمرين البريطانيين لدحض حقيقة استخراج الألماس بكميات كبيرة من منجم في جنوب أفريقيا عام 1970، والإصرار على أنه نادر للمحافظة على أسعاره العالية في السوق.
يعتقد ميكافيلي بأن غالبية المؤامرات الحقيقية لا تعمر طويلاً واكتشافها محتوم، وسرديات المؤامرة، في رأيي، تحرك العقلية الوسواسية عند بعض الناس، وتحول الشخص إلى إنسان مهزوم ومستسلم، وتضخم من شعوره بالاضطهاد المتخيل، أو تشحنه ليقفز في الفراغ ويكتب نهايته بيده.