تختلف مشاعر البشر وأحاسيسهم من شخصٍ لآخر، ويصعب معها تصوّر حالة الفرح أو الحزن بالشكل الدقيق، الذي يفرض على الناس المحيطة بهذه الحالة أن تقدّم نفسها في الإطار الذي يشبع هذه الحالة، ويتناسب مع كل أبعادها وتفاصيلها. ففي حالة الفرح يكون التعبير في كثير من الأحيان لا شعوريًّا قد يلمسه المعنيُّ بالفرح، لكن في الحزن يكون الأمر مختلفًا، خاصة حزن (الفقد)، هذا الإحساس المرير لن يشعر بكل جوانبه إلا شخصٌ عاش هذا الفقد بكل جوارحه، وما زال هذا الفقد يسكن وجدانه؛ لذلك نشاهد التعبير عن مدى التعاطف يختلف من شخصٍ لآخر، والصبر في حالةٍ كهذه هو العلاج الفعّال، لكن هذا العلاج له آثاره الجانبية التي ستظلّ مسيطرةً على مشاعره طوال حياته، وهو أمر لا يمكن أن ينفصل عنه، أو يتركه وشأنه، مهما بلغت اهتماماته وانشغاله بشؤونه الخاصة؛ لذلك حين نصطدم بحالة (فقد) كالوفاة مثلًا، تجد وقعها مرتبطًا (بالفاقد) نفسه، فمن يفقد أبًا بلغ من الكبر كل مبلغٍ يختلف عمّن يفقد ابنًا ما زال في بداية حياته؛ لذلك قلت إنه شعور مؤلم، ولن يشعر به إلا إنسان عاش الحالة بكل تفاصيلها، وما زال يعيشها، ومتى ما وجد حالةً مشابهةً لحالته سيتذكر تلك اللحظة، التي اعتصر قلبه ألمًا منها؛ لذا فإن الكثير من عبارات التخفيف والمواساة ليست مجدية، وربما تكون مؤلمة أكثر، فـ(الفاقد) لن ينسى مَن فَقد، كل ما في الأمر أن الناس المحيطة بهذا الإنسان المكلوم تمارس دور التعاطف معه، ومواساته حتى يسلى ولو لبعض الوقت عن حزنه، ففقد الموت مُتعب للروح، وصعب الشفاء منه، فهو لا يشبه عذابات وآلام الفقد الأخرى!
في المستشفيات حالات كثيرة تحمل مشاعر مختلفة ومختلطة، لكنها في مجملها واضحة، فالأب الذي يسمع صوت مولوده الجديد غير الأب الذي يسمع خبر وفاة ابنه من داخل غرفة الطوارئ، والتعامل مع كلا الحالتين مختلف؛ فإحساس الفرح قد يعيشه مَن حوله بكل درجاته، لكن إحساس الحزن والألم لن يعيشه إلا هذا الأب المسكين، الذي شعر ولو للحظات أن هذه الحياة قد توقفت به، وربما يلازمه هذه الشعور ما بقي من عمره، فكلّ الحزن والألم أن يفقد الأب ابنه في حادثٍ من حوادث هذه الدنيا بشكل مفاجئ، وهذا الألم والإحساس لا يشبهه أي إحساس، ويصعب تحمله؛ لأن القدر لم يترك له فرصة -على أقل تقدير- أن يودعه الوداع الذي يليق بحالة الارتباط بينهم.
أكتب لكم هذه الكلمات الحزينة وأمامي وجوهٌ كثيرةٌ، تحاول أن تعيش الحزن والمواساة والتعاطف أمام أبٍ فقد ابنه في حادث سير، غير أن هذا الأب المكلوم كان خارج كل تلك التعابير الحزينة التي ارتسمت على وجوه الحضور، وخارج كل عبارات التعاطف التي كان يسمعها، لن يشعر بهذا الأب إلا أبٌ مثله عاش تلك اللحظات، سيغادر الجميع هذا المشهد لشؤونهم الخاصة، ويعود هذا الأب ومن مثله ليعيش مع الذكريات التي قد تتجدد كل ما صادفت نفس الأحداث، ونفس المشاعر ستتكرر في المستقبل، وفي كلّ مرةٍ سيكون هناك مَن يمارس ذات الدور، فطبيعة بعض المواقف غير قابلة للتغيير.
وقفة: رحم الله كل الشباب والفتيات الذين غادروا هذه الحياة مبكرًا، وتركوا خلفهم آباءً وأمهاتٍ يعيشون ألم (الفقد) مع كل الذكريات في حياتهم.
دمتم بخير،،،
في المستشفيات حالات كثيرة تحمل مشاعر مختلفة ومختلطة، لكنها في مجملها واضحة، فالأب الذي يسمع صوت مولوده الجديد غير الأب الذي يسمع خبر وفاة ابنه من داخل غرفة الطوارئ، والتعامل مع كلا الحالتين مختلف؛ فإحساس الفرح قد يعيشه مَن حوله بكل درجاته، لكن إحساس الحزن والألم لن يعيشه إلا هذا الأب المسكين، الذي شعر ولو للحظات أن هذه الحياة قد توقفت به، وربما يلازمه هذه الشعور ما بقي من عمره، فكلّ الحزن والألم أن يفقد الأب ابنه في حادثٍ من حوادث هذه الدنيا بشكل مفاجئ، وهذا الألم والإحساس لا يشبهه أي إحساس، ويصعب تحمله؛ لأن القدر لم يترك له فرصة -على أقل تقدير- أن يودعه الوداع الذي يليق بحالة الارتباط بينهم.
أكتب لكم هذه الكلمات الحزينة وأمامي وجوهٌ كثيرةٌ، تحاول أن تعيش الحزن والمواساة والتعاطف أمام أبٍ فقد ابنه في حادث سير، غير أن هذا الأب المكلوم كان خارج كل تلك التعابير الحزينة التي ارتسمت على وجوه الحضور، وخارج كل عبارات التعاطف التي كان يسمعها، لن يشعر بهذا الأب إلا أبٌ مثله عاش تلك اللحظات، سيغادر الجميع هذا المشهد لشؤونهم الخاصة، ويعود هذا الأب ومن مثله ليعيش مع الذكريات التي قد تتجدد كل ما صادفت نفس الأحداث، ونفس المشاعر ستتكرر في المستقبل، وفي كلّ مرةٍ سيكون هناك مَن يمارس ذات الدور، فطبيعة بعض المواقف غير قابلة للتغيير.
وقفة: رحم الله كل الشباب والفتيات الذين غادروا هذه الحياة مبكرًا، وتركوا خلفهم آباءً وأمهاتٍ يعيشون ألم (الفقد) مع كل الذكريات في حياتهم.
دمتم بخير،،،