نتكئ أحياناً في تعاملنا مع الأحداث على التجارب التي أعتبرها خير معلم.
ففي التجارب ومن التجارب تتعلم دروساً وعبراً ينبغي أن تمثل لك رافداً إن لم يكن مهنياً حياتياً.
«اسأل مجرب ولا تسأل طبيب»، حكمة خالدة نسمعها كثيراً ونقرأ عن أثرها أكثر..!
اليوم سأحدثكم عن أحدهم الذي لم تعلمه التجارب، فهو يرى نفسه أنه الفاهم الوحيد والعارف الوحيد وحينما نختلف معه نراه بشكل وعقل آخر يجزم فيه أن (1+1=3) وفي هذا الحالة صعب أن تقنعه لأنه وصل لمرحلة لا نملك له على إثرها إلا الدعاء..!
وليس بالضرورة أن أعني هنا واحداً من الناس بعينه، فربما هذا أنا أو أنت أو نحن..!
قلت على هامش حراكنا اليومي في تويتر صعب أن أجاري الجاهل، ويا كثر في تويتر من يستفزك لكي يخرج أسوأ ما فيك، ويقول هذا أنت؛ ولهذا يجب أن نحافظ على الحد الأدنى من التحكم في عقولنا ونحن نواجه أمثال هؤلاء.
تجاهل الجاهل على شان ترتاح
واسمع من العارف لامنه تكلم
لا تندفع وتنطـّح صياح بـ صياح
اصمت وحاول تستفيد وتعلم
لا شيء يزعج الجاهل أكثر من محاولة الآخرين إيقاظ عقله..!
صديقي خالد بن إبراهيم الجريوي كاتب تنويري من حين إلى آخر أقتبس منه (حكماً وأمثالاً) أضمنها مقالاتي إعجاباً وانبهاراً، واليوم أهديكم منه هذه النصيحة: أليم جداً أن تخادعك الحياة، وتستنزف من روحك ثمناً أعلى بكثير مما تعطيك، وتوهمك أنك المحظوظ السعيد، حتى إذا دار الزمان أيقنت أنك ضحية قلوب شوهاء، وأيقنت أن ناموس الحياة لا يحمي الطيبين.
يا لها من حيرة، ويا له من وجع أن يرتد إليك قلبك كسيراً وقد بعثتَه محمَّلاً بالبشرى إلى الجهة الأخرى!
(2)
كم نبي نرضي الدنيا وكم زعلتنا
كم تعبنا نجامل كم مدحنا وسكتنا
مير نلفت عنايتكم ترانا التفتنا
كم ظلمنا مديح وكم شكينا ظليمه.
رحم الله شاعر المحاورة عبدالله بن شائق قالها ذات مساء وهو يبارز الشاعر زيد العضيلة، ولم يعلم أنه أهداني ما أتعبني على مدار عقود..!
يقول ديستو فيسكي: لقد توقفت عن المجاملة منذ زمن، لستُ أنانياً، ولكن الآن قلبي وما بعده الطوفان..!
(3)
لا أرى مشكلة في أن أحترمك وأغالي في احترامك، لكن السؤال الذي أتمنى أن تجيب عنه: متى تحترم نفسك..؟!
ومضة: «كبار ما حّنا من أهل.. التفاهات».