-A +A
علي محمد الحازمي
أصبح الإنترنت جزءاً أَسَاسِيّاً من حياة شعوب العالم سواء كانت تلك الدول غنية أو فقيرة؛ لذا ما كان في يوم من الأيام ترفاً أصبح الآن أداة أساسية. يعد الفقر الرقمي مشكلة متنامية في كثير من دول العالم كشفت عنها جائحة فايروس كورونا. إلى اليوم لا يوجد تعريف محدد للفقر الرقمي وهذا يزيد الأمر تعقيداً، ولعلي أستند لهذا التعريف الذي من الممكن أن يبسط معنى هذا المفهوم، لذلك هو مصطلح يشير إلى أولئك الذين يعيشون دون أو مع الحد الأدنى، من الوصول إلى الإنترنت والتقنيات الرقمية القادرة على الاتصال به. اليوم نسبة كبيرة حول العالم مستبعدة رَقْمِيّاً إما من خلال عدم توفر إمكانية الوصول إلى الإنترنت أو بسبب انخفاض مستويات المعرفة الرقمية.

لقد كشف فايروس كورونا عن الحجم الحقيقي للفجوة الرقمية التي تقدر بـ 60-70% من الطلاب لا يمتلكون أجهزة كمبيوتر محمولة. وأحياناً العديد من العائلات تعتمد على هاتف محمول واحد للاتصال بالإنترنت وهو أمر غير واقعي للتعلم عبر الإنترنت وبث الدروس الحية.


مسلسل الفجوة الرقمية في تزايد ويضيف أبعاداً رقمية جديدة إلى الفقر في القرن الواحد العشرين، وذلك من خلال عدم قدرة العمال على العمل من المنزل وكذلك عدم قدرة العديد من الأطفال على التعلم من المنزل. اليوم ثلث سكان العالم لا يمتلكون هواتف محمولة، و50% من سكان العالم ليس لديهم إنترنت.

هناك تقاطع بين الفقر الرقمي والحرمان الاجتماعي والاقتصادي. على الرغم من أن الفقر الرقمي يعد مفهوماً جديداً نِسْبِيّاً، إلا أنه لا يختلف عن الفقر بشكل عام. وبدلاً من ذلك، فإن الفجوة الرقمية هي أحد العوامل المحددة للفقر، تماماً مثلها مثل عدم القدرة على تحمل تكاليف الغذاء والدواء والكساء. باختصار، يساهم الفقر الرقمي في تفاقم مشكلة الفقر بمفهومه القديم.