مساء الاثنين كانت الرياض محط أنظار العالم وهي تعلن الميزانية العامة الجديدة للمملكة، هذه هي الحقيقة نظراً لما يمثله اقتصادها من أهمية كبرى لكل الدول التي تدخل معها في شراكات واتفاقيات تعاون واستثمارات في المشاريع الضخمة التي بدأت تتضح ملامحها، وأيضاً لخصوصيتها كأهم منتج عالمي للنفط ولاعب أساسي مهم في اقتصاديات الطاقة، وكانت المفاجأة الجميلة أن تُعلن الميزانية بنتائج وأرقام مبهجة رغم التحديات التي شهدها العالم بسبب جائحة كورونا، ورغم الإنفاق الهائل على مشاريع وبرامج تنموية غير مسبوقة، ورغم التزامات المملكة في برامج مساعدات دولية، وأيضاً رغم خوضها تحديا كبيرا يحاول تهديد أمنها في الجوار القريب والبعيد. هنا يكمن سر الإرادة والتخطيط السليم والاستثمار الأمثل للموارد والعقول والكفاءات الوطنية، لتستمر المملكة النموذج الحديث الذي يثير الدهشة والإعجاب ويكتسب الاحترام. وفي مساء اليوم التالي كانت الرياض أيضاً محط أنظار العالم باجتماع القمة لدول مجلس التعاون الخليجية، الذي كان يُنظر له في السنوات الماضية الأخيرة على أنه مجلس تقليدي بروتوكولي تتخلله اختلافات جوهرية أفقدته فاعليته المأمولة من شعوب بلدانه، لكن الروح التي سادت الاجتماع الأخير والمضامين الهامة في بيانه الختامي التي تطرقت إلى ملفات مصيرية، أمنياً وعسكرياً واقتصادياً، بثت روح الأمل في مرحلة جديدة مختلفة للمجلس يمكن التعويل على فاعليتها، وهنا لابد من الإشارة إلى الدور الكبير الذي قامت به المملكة للوصول إلى هذه النتيجة ممثلاً بجولة ولي العهد التأريخية لدول المجلس قبل انعقاد القمة، وتذويب كل الخلافات العالقة وتقريب وجهات النظر وترسيخ جماعية الأداء واستشعار المسؤولية المشتركة.
في العهد الجديد أصبحت المملكة دينمو الحراك السياسي الخليجي والعربي، وبالتالي يحق لنا القول: إنه زمن المملكة، زمن الرياض.
في العهد الجديد أصبحت المملكة دينمو الحراك السياسي الخليجي والعربي، وبالتالي يحق لنا القول: إنه زمن المملكة، زمن الرياض.