عند مراقبة سلوك جماعة «الإخوان المسلمين» على امتداد نشاطهم في العالم العربي لأكثر من ثمانين عاما نجدهم يختزلون الحريات التي يدعون دعمهم لها وبحثهم عنها في قضاياهم فقط، وفي كل ما يخدم أجندتهم ويدعم تمكنهم ويسهل نشاطهم، أما خلاف ذلك فكل من هم خارج صفوفهم علمانيون تارة أو كافرون أو عبيد للسلطان.
ومع ذلك كله.. لا يسألون أنفسهم كيف يصفون علاقتهم بالمرشد، هل هم عبيد له أم لا؟ هل يستطيعون خلعه أو استبداله كما خُلع مبارك، وبن علي، وعلي صالح؟ دعونا نسأل سؤالا آخر؛ هل يستطيعون وضع مرشد من غير الجنسية المصرية؟!
كيف لنا أن ننسى كيف دفع «الإخوان» المجتمع السعودي للانشقاق على قضايا اجتماعية بسيطة مثل «قيادة السيارة، عباءة الكتف، عمل الفتيات، التحاق الفتيات بكليات الطب والتمريض.. إلخ»، كلها ضخمت لدرجة احتقان المجتمع، وعندما غابوا لم تغب فقط، بل غاب الإرهاب الذي كانت تغذيه أجندتهم ومجندوهم، كانوا بلا شك المحرضين الأساسيين، لهدفين؛ الأول دفع المجتمع للتحارب، والثاني ابتزاز السلطة.
تجربة «الإخوان» مع حسني مبارك مهمة لفهم تركيبة العقل الإخواني ونكرانهم للجميل، بل وانقلابهم على ولي نعمتهم في كل مكان.
لقد كان مبارك الرئيس الوحيد الذي مكن «الإخوان» من الشارع المصري، فعبد الناصر اكتشفهم مبكرا وقضى عليهم بعدما دفعوه للانقلاب على القصر الملكي، متوقعين أنه سيصبح خادما في معبدهم.
السادات أطلق سراحهم نكاية في عصر عبد الناصر، لكن التنظيم كان قد أطلق الغول الذي في داخله ما أدى لاغتيال السادات نفسه عام 1981، هل رأيتم جاحدين ناكرين للمعروف أكثر منهم؟
الرئيس مبارك ظن أن معادلة أسلمة الشارع على أيدي «الإخوان» وتمكين رجال الأعمال من اقتصاد السوق سيدفع المتطرفين الذين اغتالوا سلفه وأشعلوا نار الإرهاب في مصر في سنوات حكمه الأولى بعيدا عنه، وبينما كان يتلقى الولاء والدعم منهم في العلن، كانوا يقضمون الشارع في صمت ويطعنون فيه ويحرضون الغرب عليه في الخفاء.
لقد وصل دعم مبارك لهم أن سيطروا على نصف مجلس الشعب، وكل المساجد والجمعيات الخيرية، لقد اقتسموا السلطة فعليا.. فهل كان ذلك كافيا لهم؟ بالطبع لا.
لقد دفعوا الأمريكان للابتعاد عن مبارك وأشعلوا النيران في ثيابه وخلقوا كيانات إخوانية بواجهات ليبرالية ويسارية لتقول للغرب إنهم ليسوا وحدهم ضد مبارك، بل كل الطيف السياسي في مصر.
لعل الكثير يتذكر حوار مجلة المصور المصرية مع مرشد عام «الإخوان» قبل عام من احتجاجات 25 يناير، الذي رشح فيه جمال مبارك خليفة لأبيه، وقال: «نحن لا نمانع في ترشحه رئيساً». كان هذا خطابهم للسلطة المصرية، أما خطابهم لهيلاري كلينتون وكونداليزا رايس فقد كان يحرض ويهاجم ويوقع بمصر وجيشها وحكومتها المستقرة.
وحتى عند اندلاع الاحتجاجات في 2011، وقف «الإخوان» مؤقتا في المنطقة الرمادية، ينتظرون ساعة الصفر وهل سينتصر النظام أم ينكسر، حتى جاءهم الضوء الأخضر من أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري.
في بقية العالم العربي ومنها السعودية تتحول بدعة الحريات إلى مجرد وسيلة للتحريض، حتى وصل الأمر بالإخوان لقبول الشذوذ الجنسي واستخدامه لتحريض الغرب ضد السعودية لأنها لا تشرعه، أما بقية مطالباتهم فهي تقف عند أعتاب الإرهابيين والانقلابيين من أتباع التنظيم، وكل أهدافهم ودفاعهم والأسماء التي يطرحونها هي للحفاظ على كوادرهم من دفع ثمن تخابرهم وإرهابهم والعمالة لدول وتنظيمات أجنبية.
أخيرا.. كل الحريات التي يدعون الدفاع عنها، وكل التنمية التي يعطلونها بدعاوى الأخلاق تارة أو الدين تارة أخرى، فهي لا تتجاوز «حرية الوصول للحكم»، وستبقى جواز مرورهم للانقلاب أو مشاركة الحكام في السلطة، وعندما يصلون فإنهم على استعداد للتنازل عن كل خلق قويم، هل نستطيع أن نتجاوز مشاركة فرع الإخوان الفلسطيني في حكومة تل أبيب، إذ لم تعد القدس في أجندتهم ولا تحرير أرضهم، ولا إيقاف هجرة اليهود ولا بيع الأراضي، كلها فواتير بلا قيمة سددها وصولهم للبرلمان والمشاركة في الحكومة الإسرائيلية.
ومع ذلك كله.. لا يسألون أنفسهم كيف يصفون علاقتهم بالمرشد، هل هم عبيد له أم لا؟ هل يستطيعون خلعه أو استبداله كما خُلع مبارك، وبن علي، وعلي صالح؟ دعونا نسأل سؤالا آخر؛ هل يستطيعون وضع مرشد من غير الجنسية المصرية؟!
كيف لنا أن ننسى كيف دفع «الإخوان» المجتمع السعودي للانشقاق على قضايا اجتماعية بسيطة مثل «قيادة السيارة، عباءة الكتف، عمل الفتيات، التحاق الفتيات بكليات الطب والتمريض.. إلخ»، كلها ضخمت لدرجة احتقان المجتمع، وعندما غابوا لم تغب فقط، بل غاب الإرهاب الذي كانت تغذيه أجندتهم ومجندوهم، كانوا بلا شك المحرضين الأساسيين، لهدفين؛ الأول دفع المجتمع للتحارب، والثاني ابتزاز السلطة.
تجربة «الإخوان» مع حسني مبارك مهمة لفهم تركيبة العقل الإخواني ونكرانهم للجميل، بل وانقلابهم على ولي نعمتهم في كل مكان.
لقد كان مبارك الرئيس الوحيد الذي مكن «الإخوان» من الشارع المصري، فعبد الناصر اكتشفهم مبكرا وقضى عليهم بعدما دفعوه للانقلاب على القصر الملكي، متوقعين أنه سيصبح خادما في معبدهم.
السادات أطلق سراحهم نكاية في عصر عبد الناصر، لكن التنظيم كان قد أطلق الغول الذي في داخله ما أدى لاغتيال السادات نفسه عام 1981، هل رأيتم جاحدين ناكرين للمعروف أكثر منهم؟
الرئيس مبارك ظن أن معادلة أسلمة الشارع على أيدي «الإخوان» وتمكين رجال الأعمال من اقتصاد السوق سيدفع المتطرفين الذين اغتالوا سلفه وأشعلوا نار الإرهاب في مصر في سنوات حكمه الأولى بعيدا عنه، وبينما كان يتلقى الولاء والدعم منهم في العلن، كانوا يقضمون الشارع في صمت ويطعنون فيه ويحرضون الغرب عليه في الخفاء.
لقد وصل دعم مبارك لهم أن سيطروا على نصف مجلس الشعب، وكل المساجد والجمعيات الخيرية، لقد اقتسموا السلطة فعليا.. فهل كان ذلك كافيا لهم؟ بالطبع لا.
لقد دفعوا الأمريكان للابتعاد عن مبارك وأشعلوا النيران في ثيابه وخلقوا كيانات إخوانية بواجهات ليبرالية ويسارية لتقول للغرب إنهم ليسوا وحدهم ضد مبارك، بل كل الطيف السياسي في مصر.
لعل الكثير يتذكر حوار مجلة المصور المصرية مع مرشد عام «الإخوان» قبل عام من احتجاجات 25 يناير، الذي رشح فيه جمال مبارك خليفة لأبيه، وقال: «نحن لا نمانع في ترشحه رئيساً». كان هذا خطابهم للسلطة المصرية، أما خطابهم لهيلاري كلينتون وكونداليزا رايس فقد كان يحرض ويهاجم ويوقع بمصر وجيشها وحكومتها المستقرة.
وحتى عند اندلاع الاحتجاجات في 2011، وقف «الإخوان» مؤقتا في المنطقة الرمادية، ينتظرون ساعة الصفر وهل سينتصر النظام أم ينكسر، حتى جاءهم الضوء الأخضر من أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري.
في بقية العالم العربي ومنها السعودية تتحول بدعة الحريات إلى مجرد وسيلة للتحريض، حتى وصل الأمر بالإخوان لقبول الشذوذ الجنسي واستخدامه لتحريض الغرب ضد السعودية لأنها لا تشرعه، أما بقية مطالباتهم فهي تقف عند أعتاب الإرهابيين والانقلابيين من أتباع التنظيم، وكل أهدافهم ودفاعهم والأسماء التي يطرحونها هي للحفاظ على كوادرهم من دفع ثمن تخابرهم وإرهابهم والعمالة لدول وتنظيمات أجنبية.
أخيرا.. كل الحريات التي يدعون الدفاع عنها، وكل التنمية التي يعطلونها بدعاوى الأخلاق تارة أو الدين تارة أخرى، فهي لا تتجاوز «حرية الوصول للحكم»، وستبقى جواز مرورهم للانقلاب أو مشاركة الحكام في السلطة، وعندما يصلون فإنهم على استعداد للتنازل عن كل خلق قويم، هل نستطيع أن نتجاوز مشاركة فرع الإخوان الفلسطيني في حكومة تل أبيب، إذ لم تعد القدس في أجندتهم ولا تحرير أرضهم، ولا إيقاف هجرة اليهود ولا بيع الأراضي، كلها فواتير بلا قيمة سددها وصولهم للبرلمان والمشاركة في الحكومة الإسرائيلية.