-A +A
سلطان الزايدي
في المسابقات الرياضية السعودية هناك بعض الجوانب التي يشوبها النقص وعدم التوفيق، ويجب أن تخضع لإعادة تقييم، وعلى وجه الخصوص المسابقات والمنافسات الرياضية المتعلقة بكرة القدم، فما وصلت له كرة القدم السعودية من سمعةٍ جيدةٍ في تنظيم المسابقات والأحداث الرياضية الكبيرة، يفرض على كلِّ المسؤولين في هذا القطاع الكبير، والذي يحظى بمتابعةٍ واسعةٍ، أن يضع تصورًا شاملًا للعمل، يشمل كلّ الإيجابيات والسلبيات، والعمل على تجهيز لجانٍ وخططٍ واضحةٍ للمضيّ في مراحل أخرى تستهدف التحسن وجودة العمل.

فالدولة -حفظها الله- تولي الرياضة اهتمامًا كبيرًا، وتعمل دائمًا على تذليل كلّ المشاكل وحلّها في سبيل الارتقاء بمستوى الرياضة، وأن تصبح كل الجوانب المتعلقة بنجاح هذا الملف متوفرة؛ لذلك كانت مطالبات مجلس الشورى في جلسته الأخيرة واضحة، وهي بمثابة ورقة عملٍ توضع أمام المسؤولين في وزارة الرياضة للعمل عليها، والجلوس على كل التفاصيل التي تساهم في تلافي تلك الملاحظات الموضوعة من قبل المجلس، فكل ما تطرّق له المجلس من توصيات يكاد يكون واضحًا أمام الجميع، وتفاصيل الإخفاق لا تحتاج إلى مبرراتٍ بقدر ما تحتاج لعمل، والمساعدة في وضع حلول لها. فقد ذُكِر في تقرير مجلس الشورى ضرورة الإسراع في تشغيل مستشفى الأمير فيصل بن فهد للطب الرياضي، وهذا أمرٌ يترك الكثير من الاستفهامات حول وضع هذا المستشفى، الذي أصبحت الحاجة له ملحَّةً أكثر من أيّ وقتٍ مضى في ظل ارتفاع وتيرة المنافسات في كلّ الألعاب من خلال حرص اللجان الأولمبية على تقديم عملٍ تنافسيٍّ كبيرٍ على الصعيدين المحلي والخارجي، والإصابات الرياضية واردةٌ في كل الألعاب، ودولٌ كثيرةٌ تهتم بتوفير كل متطلبات هذا الجانب المهم في مسيرة الرياضة، وإلا لماذا نشاهد كثيرًا من نجومنا يذهبون للعلاج والتأهيل خارج السعودية؟


كنت أعتقد أن هذا الملف من أولويات وزارة الرياضة من لحظة صدور قرار تحويلها إلى وزارة، وهو ملفٌّ يسهل التعامل معه والانتهاء من كل تفاصيله؛ ليصبح من المشاريع المهمة التي أنجزتها الوزارة متى ما كانت التفاهمات مع القطاع الخاص واضحة؛ لذلك لا أظن وزارة الرياضة ستتأخر في إنهاء هذا الملف وتقديم نتائجه للرياضيين.

كذلك تطرّق مجلس الشورى لملفٍّ آخر أكثر أهمية، وتكمن أهميته في اتساع رقعة المستفيدين، وقد شدّد المجلس على أهمية رفع مستوى جودة النقل التلفزيوني، ومراجعة تشفير بثّ مباريات الدوري السعودي للمحترفين بما يليق ويرتقي لمسمى المسابقة، وهذه نقطةٌ مهمةٌ يتضرر منها المتابعون للدوري السعودي، ولمباريات المنتخب السعودي. والمسابقات السعودية المختلفة، لم يسبق أن شاهدت تذمرًا وانزعاجًا من النقل التلفزيوني للمباريات كما شاهدته هذا الموسم، فلم تكن جودة النقل تساعد المتابع على الاستمتاع بالمتابعة، والصورة رديئةٌ لا تليق بنوع وحجم دوري كبير متابع مثل دورينا، فالنقل التلفزيوني دائمًا هو عنوانٌ لجودة المسابقة من عدمها، قد تكون المباريات قويةً، وتمثل حالةً تنافسيةً كبيرةً مقرونةً بالمستوى الفني، لكن النقل يفسد هذا العمل ويجعل المتابع يبحث عن مكانٍ آخر يتابع من خلاله مبارياتٍ ذات جودةٍ عاليةٍ في كلّ شيء؛ لذلك كان من المهم أن تتأنّى الجهة المسؤولة في بيع عقود المسابقات للجهات الناقلة، وأن تعمل على مراجعة الأدوات والتجهيزات والخطط العامة لإدارة هذا المشروع قبل أن تقبل كرّاسة المنافسة على أخذ حقوق النقل، وفي مثل هذه المشاريع يكون التوجّه دائمًا للشركات أو المؤسسات الناجحة التي سبق لها تحقيق نجاحاتٍ واضحةٍ وملموسةٍ في هذا الجانب، لكن الاعتماد على شركاتٍ حديثة العهد بمثل هذا العمل، ولا تملك خبراتٍ كبيرةً في هذا المجال ستكون الأخطاء كبيرة، ولن يُكتب لهذا العمل نجاح يلمسه المسؤول من خلال حالة عدم الرضا لدى المتابع؛ لذلك كانت توصيات مجلس الشورى في هذا الأمر واضحة، وعلى وزارة الرياضة أن تعيد النظر في هذا الملف من الموسم القادم مع الجلوس حاليًّا مع الشركة الناقلة للأحداث الكروية في دورينا، ومناقشتها في كل الأخطاء الحاصلة في عملية النقل، كجودة ونوعية عملٍ تقنيٍّ يفترض أن تصل درجة جودته للحدّ المقبول على أقل تقدير.

دمتم بخير،،،