-A +A
منى العتيبي
اطلعت على إحصائية متداولة ترصد عدد مشاهدات الألعاب الإلكترونية على منصة يوتيوب في السعودية خلال السنوات السبع الأخيرة، وتقول هذه الإحصائية إن عدد المشاهدات في عام 2015 بلغت 85 مليوناً، وفي عام 2016 بلغت 125 مليوناً، بينما تضاعف الرقم في عام 2017 وبلغ 250 مليوناً، وفي عام 2018 وصل 387 مليوناً، أما في عام 2019 فقد بلغ 450 مليوناً، وفي عام 2020 بلغ «1 مليار»، وتخطى في عام 2021 المليار وبلغ 1.4 مليار.

‏والملاحظ على هذه الأرقام المرعبة بالنسبة لي أنها تتضخم وقد تصل أضعاف ذلك. ولا أخفيكم بأنها تعد مرعبة ليس في تزايد مشاهداتها، ولا في وجودها، ولكن في محتواها وغياب المختصين عن متابعة محتواها وما يدور فيها من خفايا وأسرار ومدى تأثيرها على أبنائنا. ويقودني هذا الحديث إلى ذكر قصة إحدى الزميلات التي تشكو من تدني مستوى ابنتها الدراسي لإدمانها هذه الألعاب، وتبين لي من خلال حديثها أن المشكلة لم تكن أيضاً في محتوى الألعاب، إنما تكمن في المجتمع الذي تعيشه هذه الفتاة داخل اللعبة الإلكترونية!


نعم هناك مجتمع يعيشه أبناؤنا داخل الألعاب الإلكترونية؛ مجتمع آخر منفصل عن المجتمع الذي يعيشونه داخل بيوتهم ومدارسهم ووسائل إعلامهم وشوارعهم، ويقود هذا المجتمع أفراد ومجموعات على اختلاف أجناسهم وأفكارهم وأهدافهم أيضاً.

من أجل هذا لا بد أن ننتبه إلى أننا لم نعد الصوت الأوحد المؤثر على أبنائنا، ولم تعد مناهجنا ولا منابرنا الإعلامية وحدها المسيطرة على أفكار وسلوكيات الجيل. كما أن رقم الميار يحتم علينا أن نسخر كافة طاقاتنا التربوية والثقافية والاقتصادية والفكرية في استثمار هذا الرقم فيما يخدم أبناءنا ويخدم وطننا بالتالي، وألا نجعله رقماً يخطف أبناءنا ويسخرهم نحو أهداف ضد الوطن والإنسان.

وأخيراً.. بما أننا نصنع فرصاً وظيفية واستثمارية للأجيال أجد هذه المنصة، بهذا الحضور الملياري تحتاج إلى دراسة اقتصادية لصناعة فرص استثمارية منها لأبنائنا.