مرت سنة 2021م كغيرها من السنوات على العالم، بصفة عامة، وعلى المنطقة العربية، بصفة خاصة، وفيها، مع الأسف، من السلبيات والكبوات ما هو أكثر من الإيجابيات. ومعروف، أنه لا توجد، في عالم اليوم، أي «منطقة» تعاني ما تعاني منه المنطقة العربية من اضطراب وقلاقل، وعدم استقرار، وصراعات، وحروب. هناك مناطق إقليمية مرت (وتمر) بمراحل من الصراع والاضطراب والحروب، ثم عادت واستقرت، وساد فيها الأمن والسلم، وعلى أسس مقبولة من قبل غالبية أهلها... الذين يبدو أنهم يرضون بواقعهم السياسي الراهن، بصفة عامة. وقد أسبغ ذلك «الرضا» ديمومة وصلابة (نسبية) للاستقرار والأمن والسلام فيها. كما مرت المنطقة العربية نفسها، في مراحل تاريخية معروفة، بفترات مستقرة، وأخرى عصيبة... ساد فيها النزاع والاضطراب والحروب. ولكنها الآن، بصفة عامة ومنذ عقود، في وضع أسخن نسبيا.
يطلق على هذه المنطقة عالمياً مصطلح «الشرق الأوسط» (Middle East) وأحياناً يشار إليها بكلمة «مينا» (MENA) أي تلخيصا لمصطلح: (Middle East and North Africa). أو «شرق العجائب الأوسط»، كما يسميها البعض، باعتبار أن فيها -في رأيهم- «عجائب سياسية» لا توجد في غيرها من مناطق العالم الأخرى. وهي تمتد من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي، وتضم الدول العربية، وكلا من تركيا وإيران وفلسطين المحتلة. ويقدر عدد سكانها بحوالي 500 مليون نسمة، بما يشكل حوالي 6% من إجمالي سكان العالم. وحوالي 91.2% من السكان مسلمون.
****
ويبدو أن «رضا» غالبية المعنيين هو المتطلب الأول لقيام الاستقرار السياسي الحقيقي، ومن ثم الأمن والسلام. وبالتالي، فإن: عدم رضا غالبية المعنيين يسبب عدم الاستقرار، ومن ثم الاضطراب، وغياب، واهتزاز الأمن، والسلم. وهذا ما يظهر أنه يحصل في بعض أنحاء المنطقة. انظر من حولك في أغلب المنطقة... وتساءل: ما مدى رضا غالبية أهلها -النسبي- عما هم عليه وفيه...؟! الجواب معروف سلفاً، وفحواه هو: السبب الأول – الرئيس لما معظم المنطقة عليه من غليان واضطراب، مستمر ومتقطع. معظم شعوب هذه المنطقة غير راضية، جزئيا أو كليا، عما هي فيه من وضع سياسي واقتصادي. بمعظم أرجاء هذه المنطقة، تجد صراعا، أو «مشروع صراع»، وفي أغلب الزوايا غضب، وأحقاد، وغليان. وفي كثير من المضارب نزاعات ومآس، وتخلف.
ومن أهم «مؤشرات» هذا العناء المضاعف الذي ابتليت به أغلب أنحاء المنطقة (والذي ينتج عن المسببين الرئيسين العتيدين، الذاتي والخارجي) هو: تعثر وبطء التنمية الشاملة، داخلياً، وتراجع معدلات النمو الاقتصادي بخاصة، واستحكام حلقة «الفقر – الجهل – المرض» في تلك الأنحاء، رغم ما تحظى به من موارد.... كانت ستجعل منها بلداناً مزدهرة، لو حظيت بإدارة سليمة. وكذلك هشاشة الوضع السياسي والأمني، والضعف في الساحة الدولية، والمعاناة من تداعيات عدم الاستقرار والتشرذم. إضافة إلى غياب أي تطبيق يذكر للمبادئ/ القيم المبجلة عالمياً وإنسانياً.
****
ولا يجادل أحد في مدى أهمية هذه المنطقة، وما تحظى به من إرث حضاري عريق، وموارد بشرية ومادية هائلة، وإمكانات طبيعية فريدة. ولكن كل هذه الإمكانات، أو معظمها، كانت (وما زالت) أحد أبرز أسباب ما تعانيه من محن وقلاقل. فمعظم هذه الإمكانات لم تسخر لخدمة المنطقة، بقدر ما استغلت (في بعض الحالات) لغير صالح غالبية أهلها...؟!
في هذه المنطقة قامت اثنتان من أهم وأقدم أربع حضارات إنسانية في التاريخ. وقدمت هذه المنطقة لبقية البشرية الكثير من الإسهامات الحضارية، التي تنتفع الأجيال بها في كل مكان. وكانت المنطقة –وما زالت– مهد الأديان السماوية. ومن حيث «الموقع»، فإنها تتربع في نقطة الوصل بين قارات العالم القديم، وتشرف على أهم طرق المواصلات البحرية على الكرة الأرضية. وفي الوقت الحاضر، يعرف العالم أنها تحتوي على مخزون الطاقة الأكبر في كوكب الأرض. فبهذه المنطقة حوالي 60% من الاحتياطي العالمي للنفط، وحوالي 45% من احتياطي العالم من الغاز الطبيعي. إضافة إلى ثروات طبيعية هامة أخرى.
ولهذه الأسباب، وغيرها، كانت هذه البقعة –وما زالت– محل اهتمام وأطماع القوى الدولية الكبرى. وكانت (وتظل) ميدانا للتنافس «الاستعماري» بين هذه القوى. وكثير من أنحاء هذه المنطقة تعتبر أكثر البلاد تعرضا لما يعرف بـ«الاستعمار الجديد»، كما يقول كثير من علماء السياسة. فالهيمنة على هذه المنطقة تسهم في السيطرة على العالم. ولا يمكن لأي قوة أن تكون كبرى، أو عظمى، ما لم يكن لها نفوذ قوي ومستتب بهذه المنطقة.
****
إن الوضع العام الراهن لمعظم هذه المنطقة يجب أن يزعج كل محب للأمن والسلام في هذا العالم. ذلك لأن الاستقرار السياسي بالمنطقة، بصفة عامة، يعتبر –في الغالب– «كل» واحد - تقريبا.... وأي اضطراب، أو اهتزاز، في أي جزء فيه يؤثر (غالباً) على الكل. بل إن أي اضطراب قوي بهذه المنطقة يهدد أمن العالم أجمع. ويجمع المراقبون على أن: أهم «أسباب» الحال البائس –بصفة عامة- الذي تعاني منه أغلب بقاع هذه المنطقة، يمكن تقسيمها إلى سببين رئيسين متلازمين، هما: سبب ذاتي، نابع من المنطقة ذاتها، وآخر خارجي... آت من قوى دولية لها مطامع ومآرب معروفة بالمنطقة. وقد سبق أن رددنا ذلك في مقالات سابقة. فالمسببان الرئيسان لما معظم هذه المنطقة فيه من ضعف وتخلف واضطراب، هما:
- المسبب الذاتي: ويتجسد في أربعة أسباب رئيسة (الاستبداد السياسي، الطائفية، المذهبية، الإسلاموية) وأسباب أخرى متفرعة.
- المسبب الخارجي: ويتجلى أساساً في: حركة «الاستعمار الجديد»، وما يوضع وينفذ، تجاه المنطقة، من الخطط الصهيونية - الاستعمارية. إضافة إلى سياسات «مد ودعم النفوذ» التي تمارسها بعض الدول الكبرى بالمنطقة.
ويتوقع أن تستمر قوة هذه المسببات (في العام الجديد) على ما هي عليه، لتكرس الوضع المزري العام، لبعض أرجاء المنطقة. إن فهم مضامين المسببين العتيدين، يسهل فهم واستيعاب حقيقة ما يجري بالمنطقة –بصفة عامة– وما يسود في بعضها من أوضاع، اجتماعية وسياسية وأمنية واقتصادية، غير سارة عموماً. إضافة لتسهيل فهم ما ستؤول إليه أحوالها في المستقبل القريب. وللموضوع صلة.
يطلق على هذه المنطقة عالمياً مصطلح «الشرق الأوسط» (Middle East) وأحياناً يشار إليها بكلمة «مينا» (MENA) أي تلخيصا لمصطلح: (Middle East and North Africa). أو «شرق العجائب الأوسط»، كما يسميها البعض، باعتبار أن فيها -في رأيهم- «عجائب سياسية» لا توجد في غيرها من مناطق العالم الأخرى. وهي تمتد من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي، وتضم الدول العربية، وكلا من تركيا وإيران وفلسطين المحتلة. ويقدر عدد سكانها بحوالي 500 مليون نسمة، بما يشكل حوالي 6% من إجمالي سكان العالم. وحوالي 91.2% من السكان مسلمون.
****
ويبدو أن «رضا» غالبية المعنيين هو المتطلب الأول لقيام الاستقرار السياسي الحقيقي، ومن ثم الأمن والسلام. وبالتالي، فإن: عدم رضا غالبية المعنيين يسبب عدم الاستقرار، ومن ثم الاضطراب، وغياب، واهتزاز الأمن، والسلم. وهذا ما يظهر أنه يحصل في بعض أنحاء المنطقة. انظر من حولك في أغلب المنطقة... وتساءل: ما مدى رضا غالبية أهلها -النسبي- عما هم عليه وفيه...؟! الجواب معروف سلفاً، وفحواه هو: السبب الأول – الرئيس لما معظم المنطقة عليه من غليان واضطراب، مستمر ومتقطع. معظم شعوب هذه المنطقة غير راضية، جزئيا أو كليا، عما هي فيه من وضع سياسي واقتصادي. بمعظم أرجاء هذه المنطقة، تجد صراعا، أو «مشروع صراع»، وفي أغلب الزوايا غضب، وأحقاد، وغليان. وفي كثير من المضارب نزاعات ومآس، وتخلف.
ومن أهم «مؤشرات» هذا العناء المضاعف الذي ابتليت به أغلب أنحاء المنطقة (والذي ينتج عن المسببين الرئيسين العتيدين، الذاتي والخارجي) هو: تعثر وبطء التنمية الشاملة، داخلياً، وتراجع معدلات النمو الاقتصادي بخاصة، واستحكام حلقة «الفقر – الجهل – المرض» في تلك الأنحاء، رغم ما تحظى به من موارد.... كانت ستجعل منها بلداناً مزدهرة، لو حظيت بإدارة سليمة. وكذلك هشاشة الوضع السياسي والأمني، والضعف في الساحة الدولية، والمعاناة من تداعيات عدم الاستقرار والتشرذم. إضافة إلى غياب أي تطبيق يذكر للمبادئ/ القيم المبجلة عالمياً وإنسانياً.
****
ولا يجادل أحد في مدى أهمية هذه المنطقة، وما تحظى به من إرث حضاري عريق، وموارد بشرية ومادية هائلة، وإمكانات طبيعية فريدة. ولكن كل هذه الإمكانات، أو معظمها، كانت (وما زالت) أحد أبرز أسباب ما تعانيه من محن وقلاقل. فمعظم هذه الإمكانات لم تسخر لخدمة المنطقة، بقدر ما استغلت (في بعض الحالات) لغير صالح غالبية أهلها...؟!
في هذه المنطقة قامت اثنتان من أهم وأقدم أربع حضارات إنسانية في التاريخ. وقدمت هذه المنطقة لبقية البشرية الكثير من الإسهامات الحضارية، التي تنتفع الأجيال بها في كل مكان. وكانت المنطقة –وما زالت– مهد الأديان السماوية. ومن حيث «الموقع»، فإنها تتربع في نقطة الوصل بين قارات العالم القديم، وتشرف على أهم طرق المواصلات البحرية على الكرة الأرضية. وفي الوقت الحاضر، يعرف العالم أنها تحتوي على مخزون الطاقة الأكبر في كوكب الأرض. فبهذه المنطقة حوالي 60% من الاحتياطي العالمي للنفط، وحوالي 45% من احتياطي العالم من الغاز الطبيعي. إضافة إلى ثروات طبيعية هامة أخرى.
ولهذه الأسباب، وغيرها، كانت هذه البقعة –وما زالت– محل اهتمام وأطماع القوى الدولية الكبرى. وكانت (وتظل) ميدانا للتنافس «الاستعماري» بين هذه القوى. وكثير من أنحاء هذه المنطقة تعتبر أكثر البلاد تعرضا لما يعرف بـ«الاستعمار الجديد»، كما يقول كثير من علماء السياسة. فالهيمنة على هذه المنطقة تسهم في السيطرة على العالم. ولا يمكن لأي قوة أن تكون كبرى، أو عظمى، ما لم يكن لها نفوذ قوي ومستتب بهذه المنطقة.
****
إن الوضع العام الراهن لمعظم هذه المنطقة يجب أن يزعج كل محب للأمن والسلام في هذا العالم. ذلك لأن الاستقرار السياسي بالمنطقة، بصفة عامة، يعتبر –في الغالب– «كل» واحد - تقريبا.... وأي اضطراب، أو اهتزاز، في أي جزء فيه يؤثر (غالباً) على الكل. بل إن أي اضطراب قوي بهذه المنطقة يهدد أمن العالم أجمع. ويجمع المراقبون على أن: أهم «أسباب» الحال البائس –بصفة عامة- الذي تعاني منه أغلب بقاع هذه المنطقة، يمكن تقسيمها إلى سببين رئيسين متلازمين، هما: سبب ذاتي، نابع من المنطقة ذاتها، وآخر خارجي... آت من قوى دولية لها مطامع ومآرب معروفة بالمنطقة. وقد سبق أن رددنا ذلك في مقالات سابقة. فالمسببان الرئيسان لما معظم هذه المنطقة فيه من ضعف وتخلف واضطراب، هما:
- المسبب الذاتي: ويتجسد في أربعة أسباب رئيسة (الاستبداد السياسي، الطائفية، المذهبية، الإسلاموية) وأسباب أخرى متفرعة.
- المسبب الخارجي: ويتجلى أساساً في: حركة «الاستعمار الجديد»، وما يوضع وينفذ، تجاه المنطقة، من الخطط الصهيونية - الاستعمارية. إضافة إلى سياسات «مد ودعم النفوذ» التي تمارسها بعض الدول الكبرى بالمنطقة.
ويتوقع أن تستمر قوة هذه المسببات (في العام الجديد) على ما هي عليه، لتكرس الوضع المزري العام، لبعض أرجاء المنطقة. إن فهم مضامين المسببين العتيدين، يسهل فهم واستيعاب حقيقة ما يجري بالمنطقة –بصفة عامة– وما يسود في بعضها من أوضاع، اجتماعية وسياسية وأمنية واقتصادية، غير سارة عموماً. إضافة لتسهيل فهم ما ستؤول إليه أحوالها في المستقبل القريب. وللموضوع صلة.