يقع القصر الأخضر في الطرف الشرقي لمقبرة «حواء» التاريخية في منطقة البلد في جدة، ويعد القصر الأخضر جزءاً من المنطقة التاريخية وعلى تماس معها، وكأنه جزء أصيل منها، وتنطلق أهميته كونه جزءاً من الذاكرة الملكية وإرثها السعودي، فقد ضم بين جدرانه جزءاً من إقامة الملك المؤسس في جدة، وشهد إدارة الحكم وعقد الاجتماعات والاتفاقيات.
عندما دخل الملك عبدالعزيز جدة عام 1925م، 1344هـ، كانت جدة ميناءً صغيراً مليئاً بالتجار والوكالات والمصالح التجارية، لكنها في نهاية الأمر بقيت مدينة صغيرة بأبنيتها المتواضعة، ومحصورة داخل سورها المنقبي الشهير.
لم يكن الملك حريصاً على المظاهر ولم يأمر ببناء قصر خاص له فور دخوله جدة، بل شارك الملك المتواضع أهاليها وسكن بينهم. بدأ الملك يستقبل الأهالي حاضرة وبادية، ويأخذ البيعة من السكان المحليين، ولذلك وقع الاختيار على بيت الأفندي نصيف للسكن والاستقبال، كونه البيت الأنسب داخل السور لإقامة السلطان والملك.
يقع بيت نصيف في قلب المنطقة التاريخية، واستغرق بناؤه نحو أربع سنوات، ومالكه هو عمر أفندي نصيف، الأفندي استعان بعمال مهرة في بناء البيت، لذلك تميز بطرازه المعماري، وتضمنت مواد بنائه الحجارة المنقبية الشهيرة في جدة.
في عام 1280هـ ولد طفل نجدي في أطراف مدينة عنيزة بالقصيم، هذا الطفل «رقيق الحال» الذي عُرف فيما بعد بالشيخ علي بن ناصر العماري، لم يكن يدُر في خلده وهو يلعب بين بيوت الطين في عنيزة، أنه سيكون يوماً ما، أحد أغنى أغنياء الجزيرة العربية، وأحد أهم رجالات الملك عبدالعزيز في الحجاز.
وكعادة النجديين التواقين إلى الحياة ولقمة العيش، هاجر الكثير منهم نحو الهند والعراق والشام ومصر، إلا أن ذلك الصبي الفتي اختار أن يغادر إلى الحجاز، وإلى جدة تحديداً، لم يكن النجدي الوحيد الذي استوطن جدة، بل انضم إلى عدد كبير من العائلات ذات الأصول النجدية، والجنوبية التي وجدت في جدة ملاذها ومعاشها وسكناها.
التحق علي العماري بالتجارة، في مدينة أخذت تتعاظم أهميتها التجارية نتيجة انتقال خطوط الحجاج القادمين من الهند وإندونيسيا إليها، وأصبحت مقراً للبعثات والوكالات التجارية ووكالات الحجاج، وبعدما قضى أعوامه الأولى داخل «سور جدة» متحولاً إلى طرفها الشرقي، ومؤسساً قصراً ضخماً -أقرب ما يكون إلى قلعة مهيبة بمقاييس ذلك الزمان-، سمَّاه «القصر الأخضر»، القصر بني بطراز عمراني حديث يختلف عن الطراز التقليدي المنتشر في جدة في ذلك الوقت، لقد كان انتقالاً آخر في الشكل العمراني للمدينة.
لينتقل إليه الملك عبدالعزيز مغادراً بيت نصيف، لقد سكنه الملك كما تؤكد المصادر لمدة عامين خلال إقامته في جدة، وبعد أعوام عدة بنت الحكومة السعودية قصر خزام ليكون القصر الملكي الذي يدير فيه الملك المؤسس شؤون بلاده خلال إقامته في جدة.
ونظراً لأن مدينة جدة تعيش حالياً توظيفاً لإمكاناتها العمرانية والجغرافية، وتم تأسيس المنطقة التاريخية ومنطقة وسط جدة، لتكون محركات للمدينة ومعظمة للطابع الحضاري والمعرفي والمدني والسياحي لها، فمن المهم جداً الالتفات إلى الأهمية التاريخية للقصر الأخضر، بنفس درجة وأهمية بيت نصيف فكلاهما يحملان إرثاً ملكياً وإدارياً وتفاصيل لبداية التأسيس في المملكة الناشئة، ويمكن أن يتحولا إلى جزء من المكون الأساسي للمنطقة التاريخية ويوظفان متحفين مسموح زيارتهما داخل المنطقة، يحملان تفاصيل حياة الملك عبدالعزيز وصوره وخطاباته وأعضاء حكومته وما دار داخلهما من تفاصيل متاحة طوال أعوام طويلة.
عندما دخل الملك عبدالعزيز جدة عام 1925م، 1344هـ، كانت جدة ميناءً صغيراً مليئاً بالتجار والوكالات والمصالح التجارية، لكنها في نهاية الأمر بقيت مدينة صغيرة بأبنيتها المتواضعة، ومحصورة داخل سورها المنقبي الشهير.
لم يكن الملك حريصاً على المظاهر ولم يأمر ببناء قصر خاص له فور دخوله جدة، بل شارك الملك المتواضع أهاليها وسكن بينهم. بدأ الملك يستقبل الأهالي حاضرة وبادية، ويأخذ البيعة من السكان المحليين، ولذلك وقع الاختيار على بيت الأفندي نصيف للسكن والاستقبال، كونه البيت الأنسب داخل السور لإقامة السلطان والملك.
يقع بيت نصيف في قلب المنطقة التاريخية، واستغرق بناؤه نحو أربع سنوات، ومالكه هو عمر أفندي نصيف، الأفندي استعان بعمال مهرة في بناء البيت، لذلك تميز بطرازه المعماري، وتضمنت مواد بنائه الحجارة المنقبية الشهيرة في جدة.
في عام 1280هـ ولد طفل نجدي في أطراف مدينة عنيزة بالقصيم، هذا الطفل «رقيق الحال» الذي عُرف فيما بعد بالشيخ علي بن ناصر العماري، لم يكن يدُر في خلده وهو يلعب بين بيوت الطين في عنيزة، أنه سيكون يوماً ما، أحد أغنى أغنياء الجزيرة العربية، وأحد أهم رجالات الملك عبدالعزيز في الحجاز.
وكعادة النجديين التواقين إلى الحياة ولقمة العيش، هاجر الكثير منهم نحو الهند والعراق والشام ومصر، إلا أن ذلك الصبي الفتي اختار أن يغادر إلى الحجاز، وإلى جدة تحديداً، لم يكن النجدي الوحيد الذي استوطن جدة، بل انضم إلى عدد كبير من العائلات ذات الأصول النجدية، والجنوبية التي وجدت في جدة ملاذها ومعاشها وسكناها.
التحق علي العماري بالتجارة، في مدينة أخذت تتعاظم أهميتها التجارية نتيجة انتقال خطوط الحجاج القادمين من الهند وإندونيسيا إليها، وأصبحت مقراً للبعثات والوكالات التجارية ووكالات الحجاج، وبعدما قضى أعوامه الأولى داخل «سور جدة» متحولاً إلى طرفها الشرقي، ومؤسساً قصراً ضخماً -أقرب ما يكون إلى قلعة مهيبة بمقاييس ذلك الزمان-، سمَّاه «القصر الأخضر»، القصر بني بطراز عمراني حديث يختلف عن الطراز التقليدي المنتشر في جدة في ذلك الوقت، لقد كان انتقالاً آخر في الشكل العمراني للمدينة.
لينتقل إليه الملك عبدالعزيز مغادراً بيت نصيف، لقد سكنه الملك كما تؤكد المصادر لمدة عامين خلال إقامته في جدة، وبعد أعوام عدة بنت الحكومة السعودية قصر خزام ليكون القصر الملكي الذي يدير فيه الملك المؤسس شؤون بلاده خلال إقامته في جدة.
ونظراً لأن مدينة جدة تعيش حالياً توظيفاً لإمكاناتها العمرانية والجغرافية، وتم تأسيس المنطقة التاريخية ومنطقة وسط جدة، لتكون محركات للمدينة ومعظمة للطابع الحضاري والمعرفي والمدني والسياحي لها، فمن المهم جداً الالتفات إلى الأهمية التاريخية للقصر الأخضر، بنفس درجة وأهمية بيت نصيف فكلاهما يحملان إرثاً ملكياً وإدارياً وتفاصيل لبداية التأسيس في المملكة الناشئة، ويمكن أن يتحولا إلى جزء من المكون الأساسي للمنطقة التاريخية ويوظفان متحفين مسموح زيارتهما داخل المنطقة، يحملان تفاصيل حياة الملك عبدالعزيز وصوره وخطاباته وأعضاء حكومته وما دار داخلهما من تفاصيل متاحة طوال أعوام طويلة.