هناك تقاليد مفيدة في كل بلد وقد لا توجد في غيره ولهذا من الفوائد الرئيسية للتعرف الثقافي الاجتماعي على بلدان الآخرين وتقاليدهم اكتساب ما لديهم من تقاليد مفيدة، ومن التقاليد الشائعة في أمريكا وكندا وأستراليا وغيرها من الدول الغربية وغير موجودة لدى العرب تقليد يسمى Garage sale /Yard sale-حراج الحوش/الحديقة/المستودع/ الكراج، حيث يقوم أهل البيت بعمل مزاد/حراج مفتوح في حوش أو حديقة أو كراج منزلهم ويعرضون فيه للبيع كل ما لا يحتاجونه دون أن تكون لديهم حتى حاجة مالية لبيعه، إنما هي طريقتهم في إعادة التدوير والتخلص من الأغراض الزائدة لديهم بدل متابعة تخزينها إلى ما لا نهاية كما هو سائد لدينا، أو رميها بالنفايات، حيث معتاد أن ترى لدينا من يرمي في مكان النفايات أثاث طقم مجلس كاملا وتخسر البلدية تكلفة إرسال سيارة خاصة لتحميل هذا الأثاث ونقله، لأنه لا يمكن نقله بسيارات القمامة العادية، كما أنه لدينا من يبيعون أشياءهم المستعملة لمحلات الحراج التجاري ويتعرضون لاستغلال وظلم كبير بالأسعار، مع العلم أنه غالبا كل من يبيع أشياءه في الحراج تكون لديه حاجة مادية ماسة أجبرته على بيع أشيائه، لكن الطرف الآخر ليس فاعل خير إنما تاجر يحاول الحصول على السلعة بأرخص ثمن ليبيعها بسعر تنافسي أرخص يغري المشترين به، ولذا خسارة من يبيعون أشياءهم بالحراج التجاري تكون مضاعفة، وغالب من هذا حالهم ليس لديهم وصول إلى التكنولوجيا ليعرضوا أشياءهم بمواقع حراجات الإنترنت، لكن لو تم تبني تقليد «حراج الحوش» العائلي فهذا سيحل الأزمات المالية لكثير من الناس، وسيكون فرصة للمساعدة المالية للمحتاجين بشكل غير مباشر عندما يرى المشترون تواضع حال أهل البيت وأغراضهم التي يبيعونها، فهذا قد يجعلهم يقومون بما يسمى الصدقة المموهة، أي إعطاء السلعة أضعاف قيمتها المستحقة وشراؤها حتى لو كانوا لا يحتاجونها كنوع من المساعدة المالية غير المباشرة التي تحفظ كبرياء الطرف الآخر، وأيضا هذا التقليد يساعد الشخص في الحصول على أفضل سعر ممكن لكثرة عدد المزايدين سواء من الناس العاديين أو التجار الذين يكونون معتادين على مطالعة الإعلانات التي يعلقها الناس مقابل بيوتهم وتعلن عن موعد إقامة حراج الحوش، ويحضر عادة عدد من تجار محلات الأشياء المستعملة، وهذا يوفر فرصة إضافية لأهل البيت للحصول على أفضل الأسعار مقابل أشيائهم، وأيضا هي وسيلة صحية للتخلص من تكدس الكراكيب في البيوت وطاقتها الراكدة السلبية وبطريقة مناسبة بدل مجرد رميها في الشارع، وإن لم يتيسر بيع أشياء معروضة للبيع فالشخص طالما لا يحتاجها ولا يحتاج حقاً ثمنها فعادة يعلن توزيعها بالمجان، وهذا يساعد على تلبية احتياجات المحيطين به ممن لا يملكون المال لشراء تلك الأغراض ويحتاجونها وتمنعهم عزة النفس من طلبها بشكل مباشر، لكن إن تم عرض توزيعها فهذا يجنبهم حرج الطلب ويقضي حاجتهم، وغالب الناس -متبرعين ومحتاجين- لا يعرفون «المستودعات الخيرية» الرسمية التي تتلقى التبرعات العينية أي الأشياء وتوزعها على المحتاجين، وهذا التقليد مفيد لتشجيع الصغار على حسن التعامل مع أغراضهم بدل الاستهتار المتلف لها بترغيبهم بإبقائها في حال جيد لكي يمكنهم بيعها بسعر جيد عندما يحصلون على بديل جديد عنها. ولا يتطلب القيام بحراج الحوش الحصول على تصريح رسمي بذلك لأنه يستمر فقط لبضع ساعات لا أكثر، ويكون معفيا من الرسوم الضريبية المفروضة على المبيعات بالحراجات التجارية، ويعلن الناس عن مبيعات حراج الحوش في صحف الإعلانات المحلية، بالإضافة لتعليق ورقة إعلان أمام المنزل، وأحيانا يقوم أهل حي ومنطقة كاملة بعمل حراج حوش جماعي لصالح غرض محدد كجمع تبرعات لفرد من الحي لديه حاجة مالية ماسة، كالحاجة لمال للعلاج أو دفع فواتير وإيجارات متراكمة وقضاء دين معسر بالسجن وما شابه، وهذا يوثق من علاقات التكافل الاجتماعي وحسن الجيرة، ولا يتطلب إلا أن يتخلص كل أهل بيت في الحي من الكراكيب المتكدسة في بيوتهم، وفي أمريكا السبت الثاني من شهر أغسطس كل سنة هو يوم عطلة «اليوم الوطني لمبيعات حراجات الحوش».