أنتَ لست أنتَ وأنت لستَ موجوداً إلا إذا كنت موجودا في شبكات التواصل الاجتماعي. أنت نكرةٌ اسماً وصورةً وصوتاً ومشاعر وتفكيراً وأفكاراً وهويةً وعنواناً ما عدا تلك الشخصية لواقع افتراضي الذي تتقصد أنت تشكيلها بحيث تضيف وتحذف من شخصيتك ما يتلاءم مع شخصيتك لهذا الواقع الافتراضي ما يجعلك تقدم نفسك بتلك الهوية التي فيها من حقيقتك الدفينة الكثير ولكن بمواصفات وصفات ترتضيها شعوب وقبائل التواصل الاجتماعي الافتراضية وقيمها، والمعتمدة في الأساس على بروتوكول القهوة ولقطات السفر وأنهار السعادة المتدفقة في كل اتجاه وغيرها من متطلبات زيادة المتابعين والمعجبين والأتباع.
ليس مهما أن تملك في الواقع مسكناً هادئاً في الرياض أو في القاهرة أو باريس، بقدر ما يهم أن تملك حساباً في فيسبوك وآخر في تويتر وإنستغرام أو يوتيوب وبقية أشقائهم.
لا يهم إطلالة مسكنك على البحر أو في وسط العاصمة أو في أحد أرياف أوروبا، بقدر ما يكون حسابك موثقا في تويتر وإنستغرام ويوتيوب وفيسبوك ومكتظاً بمئات آلاف وملايين الأتباع من المعجبين والأتباع وخاصة الفئات النافذة والمقتدرة كي تُحسب على «عِليةِ القوم الافتراضيين».
كما لا يهم أن تكون ناجحا في عملك بإحدى الشركات المرموقة أو إحدى المؤسسات الحكومية المهمة أو أن تكون من ذوي التصنيف المهني المرتفع في مهنة ذات سمعة مرموقة وذات دخل مرتفع، لأن النجاح في الشبكات الاجتماعية بمواصفات ومقاييس تنسجم مع شخصيتك الجديدة التي صنعتها لواقعك الافتراضي بحيث تؤكدها بتغريداتك وصورك ومقاطع أفلامك صباحا ومساءً حسب ما تتطلبه ذائقة الأتباع من شعوب وقبائل التواصل الاجتماعي الافتراضية وحسب عاداتهم الإلكترونية..
لا يهم أن تكون ناجحا أُسرياً وعائلياً، بقدر ما تنشر في الشبكات الاجتماعية كل صباح ومساء تغريدات ومقاطع تثبت أنك وأسرتك كذلك.
أنت لست سعيدا في الواقع ما لم تجارِ شعوب وقبائل التواصل الاجتماعي وتحاك سعادتهم ووفقا للمواصفات والمقاييس المتفق عليها حسب بروتوكول السعادة لتلك الشعوب والقبائل الافتراضية. وما عدا ذلك فأنت لست سعيدا ولا يحزنون.
من يدري.... ! قد تتطور وتتدهور الأمور أكثر، فلا يعترف المدير بحضور الموظفين وإثبات إنجازاتهم وهم أمام عينيه إلا من خلال حساباتهم في شبكات التواصل الاجتماعي، وقد لا يعترف الأب والأم بوجود أبنائهم في البيت وهم أمام أعينهم في بيتهم، إلا من خلال حساباتهم في شبكات التواصل الاجتماعي. وقد لا يعرف ولا يعترف البعض بحضور الضيوف المدعوين لحفل العشاء الذي أقامه ودعا له جيرانه وأصحابه وأقرباءه، إلا إذا شاهد تغريدات ومقاطع لتلك المناسبة والاحتفال على حساباتهم في التواصل الاجتماعي.
أنا طبعا لا أتحدث عن هذه الشبكات كوسائل اتصال، فهي وسائل اتصال مهمة وفعالة لكثيرين خاصة أنها غير مكلفة، إنما أتحدث هنا عن واقع وهمي يرسمه رواد تلك الشبكات عن أنفسهم ويبدأون بعد ذلك يصنعون ويركبون واقعا للآخرين من موقعهم الوهمي كما يحلو لهم.
إنهم يصنعون شخصياتهم نموذجية ومثالية لكي يضمنوا تمرير تلك الشخصية المركبة عن أنفسهم فيخلطونها ببعض من هويتهم الحقيقية والباقي مركب التمرير ليصنعوا في النهاية شخصية للواقع الافتراضي الجديد وبما يخدم أهداف كل منهم بما ينسجم ويتناغم مع مواصفات ومقاييس شعوب وقبائل التواصل الاجتماعي الافتراضية وعاداتهم وتقاليدهم الإلكترونية.
إن قصة انتحار «بسنت خالد» ليست ابتزازا إلكترونيا، لأن الابتزاز الإلكتروني هو نتيجة وليس سببا في هذه الحالة. إنها قصة مأساوية تكشف المستوى الذي تتحول به مجتمعاتنا إلى أسواق، فحتى الأقربون لم يصدقوا بسنت خالد وهي تستجير بهم من جور الظلم الذي وقع عليها من شخصية رسمت لنفسها واقعا تتخفى وراءه لترسم لبسنت خالد فيما بعد شخصية مركبة استطاعت أن تقنع من خلالها كل العالم حتى أقرب الناس لبسنت خالد، لكن بسنت خالد، تعرف الحقيقة وتعرف أنها ضحية افترستها آلة التواصل الاجتماعي وقدمتها متهمةً للجميع حتى لمن يعرفون أخلاق وسلوك بسنت خالد النبيلة فلم تستطع بسنت خالد أن تقبل تلك الشخصية والهوية المركبة التي روجها لها أنصاف الشياطين فلم تتقبل اجتماعيا ونفسيا تلك الصورة المفبركة فانتحرت لتثبت للعالم أن الواقع والحقيقة مختلف تماما عن الواقع الوهمي الذي تعمل عليه شعوب وقبائل التواصل الاجتماعي. رحمها الله.
ليس مهما أن تملك في الواقع مسكناً هادئاً في الرياض أو في القاهرة أو باريس، بقدر ما يهم أن تملك حساباً في فيسبوك وآخر في تويتر وإنستغرام أو يوتيوب وبقية أشقائهم.
لا يهم إطلالة مسكنك على البحر أو في وسط العاصمة أو في أحد أرياف أوروبا، بقدر ما يكون حسابك موثقا في تويتر وإنستغرام ويوتيوب وفيسبوك ومكتظاً بمئات آلاف وملايين الأتباع من المعجبين والأتباع وخاصة الفئات النافذة والمقتدرة كي تُحسب على «عِليةِ القوم الافتراضيين».
كما لا يهم أن تكون ناجحا في عملك بإحدى الشركات المرموقة أو إحدى المؤسسات الحكومية المهمة أو أن تكون من ذوي التصنيف المهني المرتفع في مهنة ذات سمعة مرموقة وذات دخل مرتفع، لأن النجاح في الشبكات الاجتماعية بمواصفات ومقاييس تنسجم مع شخصيتك الجديدة التي صنعتها لواقعك الافتراضي بحيث تؤكدها بتغريداتك وصورك ومقاطع أفلامك صباحا ومساءً حسب ما تتطلبه ذائقة الأتباع من شعوب وقبائل التواصل الاجتماعي الافتراضية وحسب عاداتهم الإلكترونية..
لا يهم أن تكون ناجحا أُسرياً وعائلياً، بقدر ما تنشر في الشبكات الاجتماعية كل صباح ومساء تغريدات ومقاطع تثبت أنك وأسرتك كذلك.
أنت لست سعيدا في الواقع ما لم تجارِ شعوب وقبائل التواصل الاجتماعي وتحاك سعادتهم ووفقا للمواصفات والمقاييس المتفق عليها حسب بروتوكول السعادة لتلك الشعوب والقبائل الافتراضية. وما عدا ذلك فأنت لست سعيدا ولا يحزنون.
من يدري.... ! قد تتطور وتتدهور الأمور أكثر، فلا يعترف المدير بحضور الموظفين وإثبات إنجازاتهم وهم أمام عينيه إلا من خلال حساباتهم في شبكات التواصل الاجتماعي، وقد لا يعترف الأب والأم بوجود أبنائهم في البيت وهم أمام أعينهم في بيتهم، إلا من خلال حساباتهم في شبكات التواصل الاجتماعي. وقد لا يعرف ولا يعترف البعض بحضور الضيوف المدعوين لحفل العشاء الذي أقامه ودعا له جيرانه وأصحابه وأقرباءه، إلا إذا شاهد تغريدات ومقاطع لتلك المناسبة والاحتفال على حساباتهم في التواصل الاجتماعي.
أنا طبعا لا أتحدث عن هذه الشبكات كوسائل اتصال، فهي وسائل اتصال مهمة وفعالة لكثيرين خاصة أنها غير مكلفة، إنما أتحدث هنا عن واقع وهمي يرسمه رواد تلك الشبكات عن أنفسهم ويبدأون بعد ذلك يصنعون ويركبون واقعا للآخرين من موقعهم الوهمي كما يحلو لهم.
إنهم يصنعون شخصياتهم نموذجية ومثالية لكي يضمنوا تمرير تلك الشخصية المركبة عن أنفسهم فيخلطونها ببعض من هويتهم الحقيقية والباقي مركب التمرير ليصنعوا في النهاية شخصية للواقع الافتراضي الجديد وبما يخدم أهداف كل منهم بما ينسجم ويتناغم مع مواصفات ومقاييس شعوب وقبائل التواصل الاجتماعي الافتراضية وعاداتهم وتقاليدهم الإلكترونية.
إن قصة انتحار «بسنت خالد» ليست ابتزازا إلكترونيا، لأن الابتزاز الإلكتروني هو نتيجة وليس سببا في هذه الحالة. إنها قصة مأساوية تكشف المستوى الذي تتحول به مجتمعاتنا إلى أسواق، فحتى الأقربون لم يصدقوا بسنت خالد وهي تستجير بهم من جور الظلم الذي وقع عليها من شخصية رسمت لنفسها واقعا تتخفى وراءه لترسم لبسنت خالد فيما بعد شخصية مركبة استطاعت أن تقنع من خلالها كل العالم حتى أقرب الناس لبسنت خالد، لكن بسنت خالد، تعرف الحقيقة وتعرف أنها ضحية افترستها آلة التواصل الاجتماعي وقدمتها متهمةً للجميع حتى لمن يعرفون أخلاق وسلوك بسنت خالد النبيلة فلم تستطع بسنت خالد أن تقبل تلك الشخصية والهوية المركبة التي روجها لها أنصاف الشياطين فلم تتقبل اجتماعيا ونفسيا تلك الصورة المفبركة فانتحرت لتثبت للعالم أن الواقع والحقيقة مختلف تماما عن الواقع الوهمي الذي تعمل عليه شعوب وقبائل التواصل الاجتماعي. رحمها الله.