-A +A
منى العتيبي
‏شاركتُ مع أكثر من 60 شخصية من القيادات الإدارية العليا بقطاعات الدولة في اجتماع الطاولة المستديرة، الذي نظمه معهد الإدارة العامة؛ ممثلاً بمركز تحقيق التوازن بين الجنسين. ويأتي هذا الاجتماع بشكل دوري لمناقشة موضوعات قيادية وإدارية قد تشكل عائقاً في مسار التنمية الوطنية.

قبل أن أتناول موضوع الاجتماع الذي أراه من الموضوعات المرحلية الهامة في الوقت الراهن؛ سأتحدث عن هذه التجربة كتجربة أراها فريدة ونوعية لم تمرني قط في المؤسسات الأخرى؛ فكرة الطاولة المستديرة التي يشارك فيها أطراف من أهل العلم والإدارة والقيادة من الداخل والخارج وعلى اختلاف أنماطهم الفكرية وأساليبهم المهنية؛ فكرة تطويرية بامتياز تسهم في بناء المؤسسات والشخصيات القيادية؛ حيث تضعهم أمام مشكلة أو موضوع إداري يتطلب حلاً أو نتيجة أو قراءة واقعية لمدى نجاح الأمر أو فشله؛ لذلك من المهم أن تكون الطاولة المستديرة موجودة في كافة المؤسسات الحكومية والخاصة كطاولة استشارية تنموية تجمع بين أعمال المؤسسات في منظومة تضامنية تكاملية.


هذا من جهة، ومن جهة أخرى مثل هذه الطاولة المستديرة تعد فرصة ثمينة يمكن من خلالها اكتشاف الشخصيات القيادية وسد العجز والفراغ الذي نفقده من غيابها، فالطاولة المستديرة يسهل من خلالها الوصول إلى شخصيات قيادية مهيأة لا تحتاج إلى الدرب الطويل لتأهيلها، كما أن مثل هذه الطاولات تضعنا أمام تجارب وأفكار عالمية نستفيد منها في مجال التنمية والتطوير والتجديد وصناعة الكفاءات وذلك من خلال استضافة الشخصيات والخبرات؛ بالضبط كما حدث مع اجتماع مركز تحقيق التوازن بين الجنسين حالما دشنت صاحبة السمو الملكي الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان سفيرة خادم الحرمين الشريفين في الولايات المتحدة الأمريكية، وألقت كلمتها الاستهلالية، متحدثة عن موضوع التوازن بين الجنسين في بيئة العمل واختصرت طريقاً عظيماً في التخطيط الجيّد لإحداث التوازان، موضحةً أهمية ذلك في بناء بيئة مهنية علمية مهارية تحقق أهدافها.

لذلك كله أرى أن وجود الطاولة المستديرة في كل وزارة وهيئة وشركة وطنية مهم جداً لصناعة السياسات والإستراتيجيات من خلال الحوار مع الآخر، كما أنها تخلق ثقافة مفيدة يمكن من خلالها الخروج بتوصيات هامة، خاصة إذا استقطبت اجتماعات الطاولة المستديرة خبراء من مختلف أنحاء العالم ووقفت على التحديات الداخلية والدولية.

ختاماً.. نموذج الطاولة المستديرة الذي قدمه معهد الإدارة العامة ينم على أن مَن يدير المعهد عقول إدارية ووطنية تستهدف تنمية الوطن والمواطن وتستحق الدعم.