-A +A
حمود أبو طالب
نعرف أن من أهم مستهدفات الرؤية الوطنية 2030 خفض نسبة البطالة بين الشباب وتأمين الأعمال المناسبة لهم، وقد أوضحت المؤشرات - بحسب التقارير الدورية للجهات المعنية - أننا نمضي في هذا المسار، وأن معدلات البطالة تنخفض، ولكن رغم ذلك هل علينا الاعتماد على المؤشرات فقط أم على الأعداد الكبيرة من الشباب المؤهلين الذين ما زالوا ينتظرون منذ وقت طويل للحصول على فرصة عمل مناسبة لتخصصاتهم، ومجزية لتحصيلهم وتعبهم، ومحققة لأحلامهم. هل علينا أن نصفق ونستبشر كلما تم الإعلان عن مشروع ضخم يقال إنه سيوفر آلاف فرص العمل، أم نكون واقعيين ونسأل أين هذه الفرص مع المشاريع العديدة طالما آلاف الشباب المؤهلين ما زالوا ينتظرون فرصتهم.

ثمة خلل أيها السادة، فإذا كنا نثق تمام الثقة بأن الدولة جادة في خلق فرص العمل وتخفيض البطالة العالية، وأن هناك مشاريع حكومية وخاصة عديدة وضخمة تستطيع استيعاب نسبة كبيرة من الشباب المؤهلين في تخصصات مهمة، تخرجوا من جامعاتنا وكلياتنا ومعاهدنا ومن برنامج الابتعاث، ورغم ذلك لا يجدون فرصة عمل لسنوات، فذلك يستدعي البحث عن الأسباب الحقيقية لهذا الخلل ومعالجتها بشكل سريع وحاسم، لأنه من غير المنطق أبداً أن يستمر هؤلاء الشباب في الانتظار دون تفسير مقنع أو أسباب موضوعية لطول انتظارهم.


هل جهات التوظيف التي تعلن عن وظائفها جادة فعلاً في استقطاب الشباب وعادلة في منح الفرص أم لديها معايير غير معلنة تحتفظ بها لنفسها؟، وهل بالفعل هذه الوظائف متاحة للجميع أم لها طرق خلفية لا يعلم عنها الشباب الذين يؤمنون بالمساواة في الحقوق؟، بل هل هذه الوظائف موجودة حقيقةً أم مجرد إعلانات مسكّنة؟.

يا إخواننا، إن تراكم العاطلين من الشباب المؤهلين في وطن يعيش طفرة تنموية هائلة خطأ جسيم لا بد من تداركه، ولا بد من حلول عاجلة لهذه المشكلة الإستراتيجية بعد وضع اليد على أسبابها الحقيقية. تداركوا الأمر أصلحكم الله.