صدق أو لا تصدق أنه بالغرب أيضا باتت هناك حجة يمكن عبرها للرجال قتل النساء دون التعرض لأي عقوبة تماما كما يحصل بالشرق بحجة «قتل الشرف»، فبسبب المواد الإباحية العنيفة والأفلام والمسلسلات الأمريكية التي تصور المرض والانحراف النفسي السلوكي الجنسي الذي يسمى طبيا بالسادية-العنف المادي والمعنوي كشهوة جنسية- على أنه من أوجه وأنواع الحب والأفلام التي شهرتها نالت الأوسكار، صارت من أكثر الحجج القانونية التي يستخدمها المجرمون الذين قتلوا النساء هو الزعم بأن ما اقترفوه لم يكن جريمة قتل إنما ما يسمى بالمصطلح المتداول بالمحاكم «Rough Sex-الجنس الخشن» السادي وكان من آثاره مقتل الضحية بشكل عرضي لم يكن مقصودا، وتسمى هذه الحجة بالإعلام الغربي باسم فيلم أمريكي أضفى عليها طابع القبول وحصل على الأوسكار، وبسبب هذه الحجة يتم الإفراج عن القتلة بدون عقوبة، لكن لما انتشرت هذه الحجة وصار جميع قتلة النساء يستخدمونها قامت السلطات في بريطانيا بحظر استخدم هذا الزعم كحجة قانونية، لكنها ما زالت مقبولة بدول غربية أخرى بسبب كثافة انتشار تصوير السادية بمواد الترفيه على أنها نوع من الحب-دراسات البروفيسورة Elizabeth Yardley-وصار رفض النساء للسادية والانحرافات سببا رئيسيا للانفصال والطلاق بالغرب، فتشوه مفهوم الحب بالغرب لم يقتصر على تصوير أنواع الشذوذ بمواد الترفيه حتى المخصصة للأطفال على أنها حب عادي مقبول، إنما وصلت لدرجات تشوه ما كان يمكن تصور أنه يمكن أن تصل إليها ثقافات متحضرة، فمن يطالع قوائم أكثر الأفلام والمسلسلات الأمريكية شهرة وتحقيقا للإيرادات خلال العقود الاخيرة سيصدم أن غالبها تمحورت حول أشنع الانحرافات السقيمة بمفهوم الحب، فهي تصور أنه من أقوى أحوال الحب أن يقوم المحب بمص دماء المحبوب حتى يصيبه بالمرض والموت «أفلام ومسلسلات مصاصي الدماء»، وأيضا يقوم المحب بجرائم قتل بتفاصيل كسلخ جلود النساء وخياطتها كلباس للمجرم المحب-حدثت بالواقع- وأيضا يقوم المحب بأكل لحوم البشر كنوع من فرط الحب الذي يجعله يريد الاحتفاظ بالمحبوب معه دائما بالقيام بقتله وأكل لحمه، وبعضها نال الأوسكار، والنتيجة أن عدد جرائم القتل المتسلسلة بأمريكا لوحدها هو أكبر من مجموع الجرائم المتسلسلة بكل العالم مجتمعا وتتضمن غالبا أكل المجرم لحوم الضحايا كنوع من الممارسة الجنسية والحب الشغوف، وانتشرت بالإنترنت منتديات وجماعات تمارس هذا الانحراف الشنيع دون القتل أي تقطيع وأكل أجزاء من أجساد بعضهم وشرب دماء بعضهم كممارسة للحب وليست ممنوعة بالغرب طالما هي بالتراضي، والممثل الأمريكي (أرمي هامر) الذي وصل لذروة الشهرة بفوز فيلمه عن علاقة شاذة بين رجل وصبي بعدة جوائز أوسكار كأفضل ممثل وأفضل فيلم وأفضل سيناريو، انتهى مستقبله بعد قضايا لنساء كن على علاقة به قاضينه لممارسة السادية معهن تحت الضغط النفسي والتي وصلت لتقطيع أجزاء من أجسادهن وأكل لحوم البشر وشرب دمائهن والضغط عليهن لاستئصال أضلاعهن جراحيا ليأكلها كممارسة للحب، وجماعة الممثلة الأمريكية (أليسون ماك) التي استقطبت النساء باسم أن السادية وما تتضمنه من استعباد جنسي هي حب وجعلتهن يلقبن أنفسهن بالعبدات لزعيم الجماعة الذي وسمهن كالدواب بالحديد المحمى بأحرف اسمه لإثبات ملكيته لهن وضمنهن أميرة صربية وجوعهن وقتل 4، هذا غير انتشار العلاقات العابرة والمتعددة والجماعية حتى لدى الصغار كالتي يشاهدونها بمواد الترفيه والإباحية على أنها حب مما أدى لوباء بالأمراض المنقولة جنسيا وبعضها لا علاج له ويؤدي لتشوه الأجنة ويتطور لسرطان، لذا يعطون الطفلات لقاحات ضد السرطان الذي سببه المرض الجنسي HPV، ويمكن مطالعة المقابلات مع المغتصبين والسفاحين لمعرفة تأثير هذا الانحطاط والانحراف بتصوير مفهوم الحب، فدائما يقولون إن مواد الترفيه والإباحية السادية سبب تولد تلك الرغبات المنحرفة لديهم التي قادتهم لاقتراف جرائمهم، وفي ظل طوفان ظلمات الانحطاط والانحرافات بمفهوم الحب بالغرب ظهر خيار بديل منقذ يقدم مفهوم الحب الحقيقي الفطري وهو الحب الطبيعي بين الذكر والأنثى و«العذري» الذي لا يتضمن دافعا غرائزيا/شهوانيا وكان سائدا بالثقافة الغربية بالعصور الوسطى ويسمى بـ«الحب الأفلاطوني-Courtly love/Platonic love»، ويتمثل حاليا بالأعمال الفنية القادمة من الشرق، ولهذا بلد مثل باكستان لم تكن فيه صناعة التمثيل ناضجة وفجأة صار لها شهرة عالمية؛ لأن المسلسلات الباكستانية تبنت تقديم المفهوم العذري/الأفلاطوني الروحي الأخلاقي الصوفي الشاعري المتسامي للحب الطبيعي بين الجنسين المفقود بالثقافة الترفيهية المعاصرة كما الثقافة العربية والعالمية، ووصلت شعبية المسلسلات الباكستانية للعالم العربي وعرضت بالفضائيات كقناة (إم بي سي بوليوود)، بالإضافة لانتشار واسع بمواقع الإنترنت التي تقدمها مترجمة للعربية وتجاوز عدد مشاهدي أحدها بيوتيوب مليارين، لذا على من يعادون تجسيد قصص الحب الرومانسي العذري الطبيعي بالأعمال الفنية أن يدركوا أن تصويرها بات يمثل وسيلة الإنقاذ الوحيدة للبشرية من تشوه مفهوم الحب الطبيعي الفطري إلى مفاهيم سقيمة منحرفة شاذة مظلمة وشيطانية تمسخ الإنسانية.