كل دولة لها علاقة إستراتيجية بإقليمها تصل لدرجة المصيرية. إقليم الدولة ليس فقط يحوي إمكانات الدولة ومواردها الاقتصادية الحقيقية والمحتملة، بل يصل للتأثير على ثقافة شعبها، بل حتى سلوك نخبها السياسية، وفي المقام الأول: أمنها واحتمالات استمرارها وبقائها.
إقليم الدولة، أيضاً، يمكن أن يكون سبباً في تقدم الدولة وتطور التكنولوجيا فيها، بل وحتى إمكانات توسعها ونفوذها في النظام الدولي، كما أنه قد يكون عبئاً إستراتيجياً على أمنها، ومصدر قلق دائم على استقرارها وخيارات شعبها.
جميع الدول التي تعاقبت على مكانة الهيمنة الكونية، منذ ظهور الأنظمة الدولية الحديثة، نهاية القرن الخامس عشر، وحتى الآن، كان لإقليمها دور كبير في تشكيل سلوكها على مسرح السياسة الدولية، وكذا تطلعها لمكانة الهيمنة الدولية، أو على الأقل المنافسة عليها. من البرتغال، وحتى الولايات المتحدة، مروراً بإسبانيا وفرنسا وبريطانيا العظمى، كان لموقع هذه القوى العظمى الجغرافي تأثير مباشر لتشكيل سلوكها الاستعماري. جميع هذه الدول، ولا ننسى اليابان، كان لموقعها الجغرافي، في توفر سواحل طويلة وممتدة ودافئة وقابلة للملاحة طوال العام، أثرٌ بليغٌ في تشكيل سلوكها الاستعماري وتبوؤ مكانة الهيمنة الكونية، طوال القرون الخمسة الماضية.
دولٌ لا تملك مثل هذه الخاصية الإستراتيجية المطلة سواحلها على أعالي البحار وتتمتع بتوفر تيارات دافئة تسمح بأن تكون لها موانئ عاملة، طوال العام، عانت تجربتها في المنافسة على مكانة الهيمنة الكونية من تعثر، بل وحتى أنها منيت بهزائم في معارك فاصلة، كان لموقع إقليمها القاري، في معظمه، أثرٌ في عدم قدرتها على مواصلة النزال الكوني، بل وحتى انهزامها المريع في معارك فاصلة، كادت معها أن تزول الدولة، بل وحتى زالت مؤقتاً، كما هو الحال مع ألمانيا، التي هزمت في حربين كونيتين، خلال ثلاثة عقود.
روسيا، أيضاً مثال آخر للدولة، التي بالرغم من غنى إقليمها بالموارد الطبيعية وتقدمها التكنولوجي، كانت تعاني من مشاكل أمنية إستراتيجية، راجعة لموقعها الجغرافي. روسيا رغم أن إقليمها يُعد أكبر مساحة من أي دولة أخرى، إلا أنه لا يطل على أعالي البحار، من خلال موانئ صالحة للملاحة طوال العالم. وإن أطلت على مياه دافئة فإنها مياه لبحارٍ مغلقة، تتحكم في منافذها إلى أعالي البحار دولٌ تقترب من أن تكون معادية وليست بالضرورة صديقة.
وضع روسيا الخطير هذا من الناحية الإستراتيجية، جعلها عرضةً للغزو من قوىً دولية، كاد أن يأتي على نظامها الاتحادي، أكثر من مرة. نابيليون دخل موسكو ١٨١٢، خلال فتوحاته في أوروبا. وهتلر بداية أربعينات القرن الماضي، شارفت جحافل جيوشه أن تدخل موسكو، إن هي أرادت.
أوكرانيا، مثال صارخ على معاناة الدول من ضعف تحصينات إقليمها، في مواجهة عدو تاريخي شرس (روسيا)، يحاصرها من ثلاث جهات مباشرة، لا تقوى على مواجهته، ولا يمكن لها أن تعتمد على حليف أجنبي بعيداً عنها، تحكمه حسابات متناقضة، هو أقرب لخذلانها منه لنصرتها، وقت الحاجة.
الكويت، في منطقتنا، تعاني أيضاً من مشكلة إستراتيجية بسبب موقعها الجغرافي. من أول يوم لاستقلالها طالب بها العراق، وكاد أن يغزوها. وسرعان ما كرر المحاولة صدام حسين فعلياً في الثاني من أغسطس ١٩٩٠، واحتاج الأمر لتدخل دولي حاسم لإخراج العراق من الكويت.
إقليم الدولة، قد يكون نعمة على شعبها، وقد يسبب لها مشاكل إستراتيجية أمنية خطيرة.
إقليم الدولة، أيضاً، يمكن أن يكون سبباً في تقدم الدولة وتطور التكنولوجيا فيها، بل وحتى إمكانات توسعها ونفوذها في النظام الدولي، كما أنه قد يكون عبئاً إستراتيجياً على أمنها، ومصدر قلق دائم على استقرارها وخيارات شعبها.
جميع الدول التي تعاقبت على مكانة الهيمنة الكونية، منذ ظهور الأنظمة الدولية الحديثة، نهاية القرن الخامس عشر، وحتى الآن، كان لإقليمها دور كبير في تشكيل سلوكها على مسرح السياسة الدولية، وكذا تطلعها لمكانة الهيمنة الدولية، أو على الأقل المنافسة عليها. من البرتغال، وحتى الولايات المتحدة، مروراً بإسبانيا وفرنسا وبريطانيا العظمى، كان لموقع هذه القوى العظمى الجغرافي تأثير مباشر لتشكيل سلوكها الاستعماري. جميع هذه الدول، ولا ننسى اليابان، كان لموقعها الجغرافي، في توفر سواحل طويلة وممتدة ودافئة وقابلة للملاحة طوال العام، أثرٌ بليغٌ في تشكيل سلوكها الاستعماري وتبوؤ مكانة الهيمنة الكونية، طوال القرون الخمسة الماضية.
دولٌ لا تملك مثل هذه الخاصية الإستراتيجية المطلة سواحلها على أعالي البحار وتتمتع بتوفر تيارات دافئة تسمح بأن تكون لها موانئ عاملة، طوال العام، عانت تجربتها في المنافسة على مكانة الهيمنة الكونية من تعثر، بل وحتى أنها منيت بهزائم في معارك فاصلة، كان لموقع إقليمها القاري، في معظمه، أثرٌ في عدم قدرتها على مواصلة النزال الكوني، بل وحتى انهزامها المريع في معارك فاصلة، كادت معها أن تزول الدولة، بل وحتى زالت مؤقتاً، كما هو الحال مع ألمانيا، التي هزمت في حربين كونيتين، خلال ثلاثة عقود.
روسيا، أيضاً مثال آخر للدولة، التي بالرغم من غنى إقليمها بالموارد الطبيعية وتقدمها التكنولوجي، كانت تعاني من مشاكل أمنية إستراتيجية، راجعة لموقعها الجغرافي. روسيا رغم أن إقليمها يُعد أكبر مساحة من أي دولة أخرى، إلا أنه لا يطل على أعالي البحار، من خلال موانئ صالحة للملاحة طوال العالم. وإن أطلت على مياه دافئة فإنها مياه لبحارٍ مغلقة، تتحكم في منافذها إلى أعالي البحار دولٌ تقترب من أن تكون معادية وليست بالضرورة صديقة.
وضع روسيا الخطير هذا من الناحية الإستراتيجية، جعلها عرضةً للغزو من قوىً دولية، كاد أن يأتي على نظامها الاتحادي، أكثر من مرة. نابيليون دخل موسكو ١٨١٢، خلال فتوحاته في أوروبا. وهتلر بداية أربعينات القرن الماضي، شارفت جحافل جيوشه أن تدخل موسكو، إن هي أرادت.
أوكرانيا، مثال صارخ على معاناة الدول من ضعف تحصينات إقليمها، في مواجهة عدو تاريخي شرس (روسيا)، يحاصرها من ثلاث جهات مباشرة، لا تقوى على مواجهته، ولا يمكن لها أن تعتمد على حليف أجنبي بعيداً عنها، تحكمه حسابات متناقضة، هو أقرب لخذلانها منه لنصرتها، وقت الحاجة.
الكويت، في منطقتنا، تعاني أيضاً من مشكلة إستراتيجية بسبب موقعها الجغرافي. من أول يوم لاستقلالها طالب بها العراق، وكاد أن يغزوها. وسرعان ما كرر المحاولة صدام حسين فعلياً في الثاني من أغسطس ١٩٩٠، واحتاج الأمر لتدخل دولي حاسم لإخراج العراق من الكويت.
إقليم الدولة، قد يكون نعمة على شعبها، وقد يسبب لها مشاكل إستراتيجية أمنية خطيرة.