-A +A
خالد السليمان
كالعادة وقف عرب شعارات القومية والممانعة والمقاومة مع الغزو الروسي لأوكرانيا، كما فعلوا من قبل مع العدوان العراقي على الكويت والتركي على شمال سورية والإيراني على سيادة عدة دول عربية، يفعلون ذلك رغم أن المشروعية الوحيدة التي يستمدون منها وجودهم هي قضية تحرير فلسطين ومقاومة الاحتلال الإسرائيلي!

لا يهم أن العدوان العراقي على الكويت فتح أبواب الجحيم على المنطقة لتنتج كل الكوارث التي نشهدها اليوم، ولا يهم أن العدوان الإيراني على أربع دول عربية سبب قتل ودمار وتشريد مئات الآلاف من العرب تحت شعارات عرقية وطائفية، ولا يهم أن دولا مثل العراق ولبنان واليمن وسورية تصنف ضمن الدول الفاشلة العاجزة بسبب التدخلات الخارجية، فالمهم عند هؤلاء هو الانتصار لشعاراتهم الزائفة حتى بعد أن انكشفت بفعل تعرية الزمن وبالطريقة الصعبة المؤلمة المكلفة التي دفعتها الشعوب العربية!


هم ينجذبون للأنظمة الاستبدادية التي تقمع الشعوب وتعتدي على الحريات، ويسحرهم الزعماء المتفردون بالسلطة الذين تقودهم أقدامهم نحو الهاوية، هكذا ولدوا وهكذا ولدت شعاراتهم وهكذا ستنتهي أحلامهم بكوابيس تغذي ملذات غير سوية تكرس شذوذهم عن الفطرة الإنسانية!

بعضهم يتمنى أن تشتعل الحرائق حتى ولو أحرقت المكان الذي يقف عليه، لذلك لا يخفون أمنياتهم بأن تكون أزمة أوكرانيا الشرارة التي تشعل فتائل القنابل النووية العابرة للقارات!

لقد ولدوا من رحم الموت، ورضعوا من ثدي الكراهية، لذلك هم يكرهون الحياة ويمقتون البشرية!

باختصار.. هم يعيشون في بعد آخر نهاره ظلام وحياته موت!