احتفلت المملكة العربية السعودية لأول مرة منذ قيام الدولة الموحدة في 22 فبراير 1727 بذكرى التأسيس، الذي قرر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الاحتفاء به.
إن هذا الاحتفال يعني تفنيد الأسطورتين اللتين قام عليهما الخطاب السائد حول الدولة والشرعية وهما: أسطورة حلف الحاكم والداعية وأسطورة الدول الثلاث.
ترجع الأسطورة الأولى للمؤرخين اللذين عاصرا أحداث نشأة الدولة وهما حسين بن أبي بكر بن غنام وعثمان بن بشر، وهما فقيهان من اتباع الداعية الإصلاحي محمد بن عبدالوهاب. ولقد ذهبت الدراسات الغربية -إجمالاً- في اتجاه سردية «حلف الدرعية» التي تتلخص في أن الدولة السعودية نشأت من خلال تبني الإمام محمد بن سعود لمشروع محمد بن عبدالوهاب الإصلاحي في مواجهة موجة الشرك الذي استشرى في منطقة نجد، التي تبدو وكأنها رجعت عن الإسلام وانتفت فيها الثقافة الدينية.
يكرر الكثير من الباحثين العرب هذه الأسطورة مثل غسان سلامة وعزيز العظمة ونبيل مولين... والواقع أن مسار الدولة السعودية لم يبدأ مع دعوة محمد بن عبدالوهاب، بل له خلفيات وجذور تاريخية واجتماعية ممتدة على قرون، وهو ما أوضحه المؤرخ البريطاني المعروف «مايكل كوك» في دراسة هامة حول نشأة الدولة السعودية.
The expansion of the first saudi state
فبدلاً من أن ننظر إلى تأسيس الدولة كونه مجرد احتضان سياسي لدعوة دينية هي المحور والرهان، يجب أن نعتبرها محطة اكتمال مشروع سياسي ناضج حمله الإمام محمد بن سعود لتوحيد الجزيرة العربية من مركزها في نجد، ولقد كان فكر ابن عبدالوهاب مظهراً لحيوية وعمق الثقافة الإسلامية في نجد بدلاً من أسطورة شيوع الشرك والخرافة في هذا الإقليم.
من المهم هنا الإشارة إلى محاولة عالم السياسة السعودي خالد الدخيل تفسير نشأة الدولة السعودية من منظور انهيار التركيبة القبلية في نجد وبروز المدن المستقلة التي شكلت مراحل متقدمة من البناء السياسي، الذي اكتمل مع الدولة المركزية التي أسسها الإمام محمد بن سعود على أسس سياسية وإن كان موضوع الشرعية الدينية حاضراً كما هو الشأن في عموم الدول التي تشكلت في المنطقة في الفترة نفسها.
أما أسطورة الدول الثلاث، فتقوم على التمييز بين عهود متمايزة تأخذ بعين الاعتبار الانقطاع التاريخي في مسار الكيان السعودي الموحد. ولقد عكس قرار الملك سلمان الأخير رفض هذه المقاربة التاريخية الزائفة التي قرأناها في المدارس والجامعات وانتشرت في الإعلام والكتابات التاريخية.
والواقع أن منطق الدولة لم يتغير مع الزمن، كما أن تركيبتها العميقة لم تتبدل، وإن كانت الظروف التاريخية المتغيرة تركت أثرها الموضوعي على طبيعة الدولة ونظمها الهيكلية.
كان الملك عبدالعزيز يؤمن أشد الإيمان أنه يبتعث دولة لها مقومات ثابتة وتستجيب لدور تاريخي واستراتيجي يتمثل في حفظ هوية سكان الجزيرة العربية والدفاع عن مصالحهم الحيوية.. ومن هنا يمكن اعتبار الدولة السعودية حالة سياسية واستراتيجية ثابتة وممتدة وليست مجرد أحداث عرضية تطفو على السطح وتختفي.
إن الاحتفال بتأسيس الدولة هو إذن نقطة تحول كبرى في سردية تاريخنا السياسي المعاصر، ومن أهم نتائجه توطيد مفهوم المواطنة والهوية الوطنية بدلاً من اعتبار الدولة مجرد غطاء لدعوة دينية.
إن هذا الاحتفال يعني تفنيد الأسطورتين اللتين قام عليهما الخطاب السائد حول الدولة والشرعية وهما: أسطورة حلف الحاكم والداعية وأسطورة الدول الثلاث.
ترجع الأسطورة الأولى للمؤرخين اللذين عاصرا أحداث نشأة الدولة وهما حسين بن أبي بكر بن غنام وعثمان بن بشر، وهما فقيهان من اتباع الداعية الإصلاحي محمد بن عبدالوهاب. ولقد ذهبت الدراسات الغربية -إجمالاً- في اتجاه سردية «حلف الدرعية» التي تتلخص في أن الدولة السعودية نشأت من خلال تبني الإمام محمد بن سعود لمشروع محمد بن عبدالوهاب الإصلاحي في مواجهة موجة الشرك الذي استشرى في منطقة نجد، التي تبدو وكأنها رجعت عن الإسلام وانتفت فيها الثقافة الدينية.
يكرر الكثير من الباحثين العرب هذه الأسطورة مثل غسان سلامة وعزيز العظمة ونبيل مولين... والواقع أن مسار الدولة السعودية لم يبدأ مع دعوة محمد بن عبدالوهاب، بل له خلفيات وجذور تاريخية واجتماعية ممتدة على قرون، وهو ما أوضحه المؤرخ البريطاني المعروف «مايكل كوك» في دراسة هامة حول نشأة الدولة السعودية.
The expansion of the first saudi state
فبدلاً من أن ننظر إلى تأسيس الدولة كونه مجرد احتضان سياسي لدعوة دينية هي المحور والرهان، يجب أن نعتبرها محطة اكتمال مشروع سياسي ناضج حمله الإمام محمد بن سعود لتوحيد الجزيرة العربية من مركزها في نجد، ولقد كان فكر ابن عبدالوهاب مظهراً لحيوية وعمق الثقافة الإسلامية في نجد بدلاً من أسطورة شيوع الشرك والخرافة في هذا الإقليم.
من المهم هنا الإشارة إلى محاولة عالم السياسة السعودي خالد الدخيل تفسير نشأة الدولة السعودية من منظور انهيار التركيبة القبلية في نجد وبروز المدن المستقلة التي شكلت مراحل متقدمة من البناء السياسي، الذي اكتمل مع الدولة المركزية التي أسسها الإمام محمد بن سعود على أسس سياسية وإن كان موضوع الشرعية الدينية حاضراً كما هو الشأن في عموم الدول التي تشكلت في المنطقة في الفترة نفسها.
أما أسطورة الدول الثلاث، فتقوم على التمييز بين عهود متمايزة تأخذ بعين الاعتبار الانقطاع التاريخي في مسار الكيان السعودي الموحد. ولقد عكس قرار الملك سلمان الأخير رفض هذه المقاربة التاريخية الزائفة التي قرأناها في المدارس والجامعات وانتشرت في الإعلام والكتابات التاريخية.
والواقع أن منطق الدولة لم يتغير مع الزمن، كما أن تركيبتها العميقة لم تتبدل، وإن كانت الظروف التاريخية المتغيرة تركت أثرها الموضوعي على طبيعة الدولة ونظمها الهيكلية.
كان الملك عبدالعزيز يؤمن أشد الإيمان أنه يبتعث دولة لها مقومات ثابتة وتستجيب لدور تاريخي واستراتيجي يتمثل في حفظ هوية سكان الجزيرة العربية والدفاع عن مصالحهم الحيوية.. ومن هنا يمكن اعتبار الدولة السعودية حالة سياسية واستراتيجية ثابتة وممتدة وليست مجرد أحداث عرضية تطفو على السطح وتختفي.
إن الاحتفال بتأسيس الدولة هو إذن نقطة تحول كبرى في سردية تاريخنا السياسي المعاصر، ومن أهم نتائجه توطيد مفهوم المواطنة والهوية الوطنية بدلاً من اعتبار الدولة مجرد غطاء لدعوة دينية.