تتطور الأحداث تباعاً وبتسارع مقلق في الساحة الروسية الأوكرانية، أو هكذا نحسبها. فالصراع ليس كما يتراءى لنا كونه مجرد دولة كبرى تريد التهام دولة صغرى كانت جزءاً من نسيجها السلطوي، بل صراع قوى في ميدان اختزل الأطماع والتحديات والرهانات، وهكذا تبدأ الحروب الكبرى، فالحرب العالمية الثانية بدأت شرارتها حين شنت ألمانيا هجومها على بولندا، لتبدأ مرحلة صراع دموي عالمي امتد خلال الفترة 1939-1945م (كمرحلة أولية للصراع) على إثر معاهدة فرساي التي أدانت ألمانيا بعد الحرب العالمية الأولى، الأمر الذي دفع العديد من الدول للانقسام إلى معسكرين للقوى المتحاربة، دول المحور وهي (إيطاليا، وألمانيا، واليابان)، ودول الحلفاء، وهي: (فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد السوفياتي، والصين)، وقد كانت الحرب العالمية الثانية من أكثر النزاعات الدولية تدميراً في التاريخ، حيث أودت بحياة قرابة 60 مليون شخص حول العالم، وكانت أبشع نتائجها على المسرح الآسيوي إلقاء قنبلتين نوويَّتين على مدينتين يابانيتين، الأمر الذي أدى إلى تدميرهما تماماً، وقتل عددٍ كبيرٍ من سكَّانهما، انقسم العالم بعدها إلى قوتين عظميين، هما: الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفياتي؛ حيثُ واجهت القوتان بعضهما البعض في الحرب الباردة فيما بعد، والتي لا نستطيع فصل تبعاتها عن الأحداث الجارية اليوم على الساحة الأوكرانية.
سيناريو الحرب العالمية الثانية قطعاً لن يتكرر اليوم بذات البشاعة والدموية ما لم تتدخل قوى كبرى لتأجيج الصراع بعمليات عسكرية (مباشرة)، وهذا غير وارد في الوقت الحالي وفقاً لعدة أسباب أهمها أن العالم لم يتعافَ بعد جرّاء وباء كورونا، وما خلّفته الأزمة من انهيارات اقتصادية وعسكرية في بعض المنظومات الدولية، فضلاً عن تراجع القوة الأمريكية في ظل الإدارة الحالية، والتغيير الكبير في موازين القوى العالمية، حيث تشهد الساحة العالمية تراجع دول وصعود دول، وانحسار قوى وولادة أخرى، ومن المبكر جداً الحكم على نتائج العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا.
تلوّح روسيا بالتدخل النووي مما يرفع سقف المخاوف العالمية تجاه هذا التصعيد الذي لم يعد يهدد دولة أو إقليماً، بل يهدد الأمن والسلم العالميين، ولا شك أن هذا التطور -في حال حدوثه- فإن منطقة الشرق الأوسط لن تكون بمنأى عن هذا الخطر، بل هي في قلب الصراع، خصوصاً مع تزايد دعم الاتحاد الأوروبي للجانب الأوكراني وإعلانه مراراً أنه سيزودها بالعتاد والأسلحة العسكرية، فضلاً عن تنفيذ بعض الإجراءات المتعلقة بإغلاق المجال الجوي أمام الطيران الروسي لدول الاتحاد، والذي أعلنته المفوضية الأوروبية قبل يومين، وبلا أدنى شك، فإن تغير الموقف الألماني وإعلان المستشار الألماني أولاف شولتس تصدير شحنات عسكرية كبيرة إلى أوكرانيا، ينذر بتصعيد غير مطمئن، ناهيكم عن دعوة رئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي إلى نشر أسلحة نووية في اليابان بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، مما ينبئ عن تطور نوعي كون كلتا الدولتين كانتا في نفس المعسكر وضمن دول المحور في الحرب العالمية الثانية!
الأكيد أن العالم على أعتاب نظام عالمي يتشكل اليوم، وقد تكون الحرب الباردة بنسختها الجديدة جزءاً من هذا النظام الذي سوف يقلب الموازين ويمهد لما هو أسوأ من الحرب العالمية، وهي الحروب الطويلة الأمد، وحروب المصالح والهيمنة على حساب طمس دول أخرى وأفول وجودها!
سيناريو الحرب العالمية الثانية قطعاً لن يتكرر اليوم بذات البشاعة والدموية ما لم تتدخل قوى كبرى لتأجيج الصراع بعمليات عسكرية (مباشرة)، وهذا غير وارد في الوقت الحالي وفقاً لعدة أسباب أهمها أن العالم لم يتعافَ بعد جرّاء وباء كورونا، وما خلّفته الأزمة من انهيارات اقتصادية وعسكرية في بعض المنظومات الدولية، فضلاً عن تراجع القوة الأمريكية في ظل الإدارة الحالية، والتغيير الكبير في موازين القوى العالمية، حيث تشهد الساحة العالمية تراجع دول وصعود دول، وانحسار قوى وولادة أخرى، ومن المبكر جداً الحكم على نتائج العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا.
تلوّح روسيا بالتدخل النووي مما يرفع سقف المخاوف العالمية تجاه هذا التصعيد الذي لم يعد يهدد دولة أو إقليماً، بل يهدد الأمن والسلم العالميين، ولا شك أن هذا التطور -في حال حدوثه- فإن منطقة الشرق الأوسط لن تكون بمنأى عن هذا الخطر، بل هي في قلب الصراع، خصوصاً مع تزايد دعم الاتحاد الأوروبي للجانب الأوكراني وإعلانه مراراً أنه سيزودها بالعتاد والأسلحة العسكرية، فضلاً عن تنفيذ بعض الإجراءات المتعلقة بإغلاق المجال الجوي أمام الطيران الروسي لدول الاتحاد، والذي أعلنته المفوضية الأوروبية قبل يومين، وبلا أدنى شك، فإن تغير الموقف الألماني وإعلان المستشار الألماني أولاف شولتس تصدير شحنات عسكرية كبيرة إلى أوكرانيا، ينذر بتصعيد غير مطمئن، ناهيكم عن دعوة رئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي إلى نشر أسلحة نووية في اليابان بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، مما ينبئ عن تطور نوعي كون كلتا الدولتين كانتا في نفس المعسكر وضمن دول المحور في الحرب العالمية الثانية!
الأكيد أن العالم على أعتاب نظام عالمي يتشكل اليوم، وقد تكون الحرب الباردة بنسختها الجديدة جزءاً من هذا النظام الذي سوف يقلب الموازين ويمهد لما هو أسوأ من الحرب العالمية، وهي الحروب الطويلة الأمد، وحروب المصالح والهيمنة على حساب طمس دول أخرى وأفول وجودها!