تقول لي صديقة إن هناك مدربين في مجال التنمية والتوعية الحياتية يطلقون برامج تستهدف توعية الإنسان في التعامل مع معطيات الحياة ومتغيراتها وتطويع الظروف لخدمة المستقبل، وتقول إنها شاركت في هذه البرامج لعل وعسى أن تهطل عليها من السماء السعادة وتحقيق الأهداف، وكان من ضمن البرامج ما يخص «الحظ» بمعنى كيف يصبح الإنسان صاحبَ حظٍ وفيرٍ يلازمه أينما يمّم وجهه، وتقوم فكرة اكتساب الحظ في البرنامج تقوم على أن يشتري المتدرب دورة تدريبية أو بمعنى أصح باقة متسلسلة تحمل محاضرات عن الحظ ومفهومه، وقبل هذا يُشترط على المتدرب أن يبدأ بتغيير خلفية شاشة جواله بصورة حددها المدرب، وبهذا يكون المتدرب قد دخل في طاقة الحظ العظيم، ويملك القدرة على ملاحظة حظه واصطياده!
كنت أستمع إلى كلام صديقتي اللا منطقي وأسبر أغواره محاولة أن أصنّف ما تقوله وأعتبره علمًا من العلوم الإنسانية الكونية أو حتى الفلكية، ولكنها فاجأتني بقولها: «بعد أن طبّقتُ البرنامج ومن أول يوم تدريبي وضعتُ فيه صورة الحظ خلفية لجوالي انهالتْ عليَّ المشاكل بدءًا من الوعكة الصحية التي مررتُ بها حتى المشاكل اليومية التي تعرّضتُ لها، بالرغم من أنني طبّقتُ كل ما تعلمته بالبرنامج وأنا في كامل يقظتي الذهنية ووعيي الفكري، ولكن لم يهطل الحظ»! وفي هذا دلالة واضحة على كذب هذه البرامج التي يلهث خلفها العديد من أبنائنا وبناتنا ظنًا منهم بأنها ستدلهم إلى طريق المستقبل وتختصر عليهم عناء الوصول إلى الأهداف والحياة السعيدة.
والذي يؤلمني في هذا الموضوع أن هناك فراغًا كبيرًا على أرض الواقع في مجال علوم التنمية الذاتية والاجتماعية ولا توجد توعية فكرية مستندة على العلم الحقيقي والدلائل والبراهين مما جعل مثل هذه الخزعبلات تسيطر على عقول أبنائنا وبناتنا من خلال استغلال عواطفهم وأحلام طموحاتهم وتقودهم نحو الخدعة.
عني شخصيًا أعترف بوجود الحظ، ولكن ليس بطريقة تجار الوهم الراكضين خلف المال، إنما بطريقة العمل والإنجاز واستثمار الأوقات واصطياد الفرص في تعلم المهارات وتنمية القدرات، نحن مَن نصنع حظوظنا بالصبر والعمل والتفاؤل والنظرة المنصفة لحياتنا وما نملكه للأشياء كلها.
ختامًا.. خلفية شاشة الجوال لن تجمع لك حظك المنثور كالدقيق على الشوك.. قم وواجه الرّيح ولو كنت حافيًا.
كنت أستمع إلى كلام صديقتي اللا منطقي وأسبر أغواره محاولة أن أصنّف ما تقوله وأعتبره علمًا من العلوم الإنسانية الكونية أو حتى الفلكية، ولكنها فاجأتني بقولها: «بعد أن طبّقتُ البرنامج ومن أول يوم تدريبي وضعتُ فيه صورة الحظ خلفية لجوالي انهالتْ عليَّ المشاكل بدءًا من الوعكة الصحية التي مررتُ بها حتى المشاكل اليومية التي تعرّضتُ لها، بالرغم من أنني طبّقتُ كل ما تعلمته بالبرنامج وأنا في كامل يقظتي الذهنية ووعيي الفكري، ولكن لم يهطل الحظ»! وفي هذا دلالة واضحة على كذب هذه البرامج التي يلهث خلفها العديد من أبنائنا وبناتنا ظنًا منهم بأنها ستدلهم إلى طريق المستقبل وتختصر عليهم عناء الوصول إلى الأهداف والحياة السعيدة.
والذي يؤلمني في هذا الموضوع أن هناك فراغًا كبيرًا على أرض الواقع في مجال علوم التنمية الذاتية والاجتماعية ولا توجد توعية فكرية مستندة على العلم الحقيقي والدلائل والبراهين مما جعل مثل هذه الخزعبلات تسيطر على عقول أبنائنا وبناتنا من خلال استغلال عواطفهم وأحلام طموحاتهم وتقودهم نحو الخدعة.
عني شخصيًا أعترف بوجود الحظ، ولكن ليس بطريقة تجار الوهم الراكضين خلف المال، إنما بطريقة العمل والإنجاز واستثمار الأوقات واصطياد الفرص في تعلم المهارات وتنمية القدرات، نحن مَن نصنع حظوظنا بالصبر والعمل والتفاؤل والنظرة المنصفة لحياتنا وما نملكه للأشياء كلها.
ختامًا.. خلفية شاشة الجوال لن تجمع لك حظك المنثور كالدقيق على الشوك.. قم وواجه الرّيح ولو كنت حافيًا.