حرب روسيا، هذه الأيام، على أوكرانيا مثال غير مسبوق لإمكانية الحرب المحدودة بالأسلحة التقليدية مع وجود الردع النووي الإستراتيجي. هذه الحرب، هي الحرب الوحيدة، التي يجري فيها استخدام «تكتيكات» الحرب التقليدية المحدودة في عصر توازن الرعب النووي يقدم عليها طرف نووي، مع تصور إمكانية الصدام مع طرف نووي آخر، ليس بعيداً عن مسرح العمليات، بمحاولة أحدهما أو كليهما دفع الأمور لحافة الهاوية، بما يعنيه من احتمال نشوب حرب نووية.
في بداية ستينات القرن الماضي اقترب كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي من خطر الصدام بينهما، عندما حبس العالم أنفاسه طوال 13 يوماً من شهر أكتوبر 1962، بسبب ما عُرف حينها بأزمة الصواريخ السوفيتية في كوبا، لكن حينها كانت المواجهة دبلوماسية، ولم تُطلق فيها رصاصة واحدة.
ما يجعل الحرب الروسية الأوكرانية، هذه الأيام تشكل خطورة إستراتيجية، من نوعٍ خاص وغير مسبوق، كون أحد طرفيها قوة نووية ضاربة (روسيا)، ومسرح عملياتها يدور بالقرب من المجال الحيوي للولايات المتحدة، التي تتزعم حلف شمال الأطلسي. الخشية هنا، أن تمتد ألسنة الحرب إلى حدود حلف شمال الأطلسي شرقاً، بما يهدد باحتمال الصدام المباشر بين الحلف وروسيا، ولو عن طريق الخطأ.. أو سوء التقدير في الحسابات، أو بسبب «ميكانية» الحرب الذاتية، التي قد تتولد بعيداً عن إرادة القوتين العظميين.
ضيق مساحة مسرح العمليات قد لا يسمح بالإبقاء على محدودية الحرب، في إطار استخدام الأسلحة التقليدية، بعيداً عن احتمال التصعيد الإستراتيجي ليقترب من محاذير الصدام (النووي) المباشر. موسكو، على أي حال، أعلنت حالة التأهب الإستراتيجي النووي القصوى.
فمن الصعب أن تتحمل روسيا عبء المساعدة العسكرية لحلف شمال الأطلسي لأوكرانيا، مع تفادي الاحتكاك بالحلف، سواء في اعتراض المساعدات العسكرية للجيش الأوكراني، أو تزويد أوكرانيا بأسلحة متقدمة تتحدى السيطرة الروسية على أجواء مسرح العمليات. الحلف يستبعد فرض منطقة حظر جوي في مسرح عمليات الحرب أو جزء منه، تفادياً للانجرار نحو احتمال الاحتكاك بالطيران الروسي. في الوقت الذي يبدو فيه الحلف عاجزاً عن نجدة أوكرانيا، ويبدو أكثر عجزاً في التعامل مع البعد الإنساني للحرب، مع أزمة اللاجئين. بالإضافة لوجود ضغط محلي في مجتمعات (الناتو) للحؤول دون انتصار روسيا في الحرب.
حَذَرُ الطرفين في تفادي الاحتكاك المباشر بينهما قد لا يستمر طويلاً، وقد يدفع ذلك أحدهما، بالذات الجانب الروسي، إلى المجازفة بدفع المواجهة إلى حافة الهاوية، إذا ما طال أمد الحرب مما يتسبب بتفاقم خسائره، مع ازدياد ضغط المقاطعة الاقتصادية عليه، وإجراءات عزله سياسياً، فيكون ليس أمامه سوى التصعيد، إستراتيجياً.
في المقابل: الولايات المتحدة، ومعها حلف شمال الأطلسي، لا تستطيع الرهان على إطالة أمد الحرب، وتضمن في الوقت نفسه، حصرها في مسرح عملياتها الأوكراني، لاستنزاف الروس عسكرياً واقتصادياً، دونما حاجة إلى الاستدراج المباشر لمستنقع الحرب. كما أن الغرب لا يضمن رد فعل الروس، إذا ما تحول مسار الحرب، ليكون خطراً على النظام في موسكو، وليس بالضرورة سقوط كييف.
كلما طال أمد الحرب، دون اقتراب موسكو من إمكانية إنهائها، تحول مسار الحرب من بعدها التقليدي المحدود إلى مستويات إستراتيجية غير تقليدية، وغير مسبوقة. لم يشهد العالم احتمال استخدام السلاح النووي، منذ الهجوم النووي الأمريكي على اليابان نهاية الحرب الكونية الثانية، كما هو عليه الحال الآن.
الحرب في أوكرانيا تحدٍ للعالم بأسره، وليس فقط للمتورطين فيها بصورة مباشرة أو غير مباشرة. إنها أول اختبار فعلي على قدرة العالم الحفاظ على السلام، في عصر توازن الرعب النووي، الذي في حالة اختلاله تكون النتيجة هلاكا كونيا أكيدا.
في بداية ستينات القرن الماضي اقترب كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي من خطر الصدام بينهما، عندما حبس العالم أنفاسه طوال 13 يوماً من شهر أكتوبر 1962، بسبب ما عُرف حينها بأزمة الصواريخ السوفيتية في كوبا، لكن حينها كانت المواجهة دبلوماسية، ولم تُطلق فيها رصاصة واحدة.
ما يجعل الحرب الروسية الأوكرانية، هذه الأيام تشكل خطورة إستراتيجية، من نوعٍ خاص وغير مسبوق، كون أحد طرفيها قوة نووية ضاربة (روسيا)، ومسرح عملياتها يدور بالقرب من المجال الحيوي للولايات المتحدة، التي تتزعم حلف شمال الأطلسي. الخشية هنا، أن تمتد ألسنة الحرب إلى حدود حلف شمال الأطلسي شرقاً، بما يهدد باحتمال الصدام المباشر بين الحلف وروسيا، ولو عن طريق الخطأ.. أو سوء التقدير في الحسابات، أو بسبب «ميكانية» الحرب الذاتية، التي قد تتولد بعيداً عن إرادة القوتين العظميين.
ضيق مساحة مسرح العمليات قد لا يسمح بالإبقاء على محدودية الحرب، في إطار استخدام الأسلحة التقليدية، بعيداً عن احتمال التصعيد الإستراتيجي ليقترب من محاذير الصدام (النووي) المباشر. موسكو، على أي حال، أعلنت حالة التأهب الإستراتيجي النووي القصوى.
فمن الصعب أن تتحمل روسيا عبء المساعدة العسكرية لحلف شمال الأطلسي لأوكرانيا، مع تفادي الاحتكاك بالحلف، سواء في اعتراض المساعدات العسكرية للجيش الأوكراني، أو تزويد أوكرانيا بأسلحة متقدمة تتحدى السيطرة الروسية على أجواء مسرح العمليات. الحلف يستبعد فرض منطقة حظر جوي في مسرح عمليات الحرب أو جزء منه، تفادياً للانجرار نحو احتمال الاحتكاك بالطيران الروسي. في الوقت الذي يبدو فيه الحلف عاجزاً عن نجدة أوكرانيا، ويبدو أكثر عجزاً في التعامل مع البعد الإنساني للحرب، مع أزمة اللاجئين. بالإضافة لوجود ضغط محلي في مجتمعات (الناتو) للحؤول دون انتصار روسيا في الحرب.
حَذَرُ الطرفين في تفادي الاحتكاك المباشر بينهما قد لا يستمر طويلاً، وقد يدفع ذلك أحدهما، بالذات الجانب الروسي، إلى المجازفة بدفع المواجهة إلى حافة الهاوية، إذا ما طال أمد الحرب مما يتسبب بتفاقم خسائره، مع ازدياد ضغط المقاطعة الاقتصادية عليه، وإجراءات عزله سياسياً، فيكون ليس أمامه سوى التصعيد، إستراتيجياً.
في المقابل: الولايات المتحدة، ومعها حلف شمال الأطلسي، لا تستطيع الرهان على إطالة أمد الحرب، وتضمن في الوقت نفسه، حصرها في مسرح عملياتها الأوكراني، لاستنزاف الروس عسكرياً واقتصادياً، دونما حاجة إلى الاستدراج المباشر لمستنقع الحرب. كما أن الغرب لا يضمن رد فعل الروس، إذا ما تحول مسار الحرب، ليكون خطراً على النظام في موسكو، وليس بالضرورة سقوط كييف.
كلما طال أمد الحرب، دون اقتراب موسكو من إمكانية إنهائها، تحول مسار الحرب من بعدها التقليدي المحدود إلى مستويات إستراتيجية غير تقليدية، وغير مسبوقة. لم يشهد العالم احتمال استخدام السلاح النووي، منذ الهجوم النووي الأمريكي على اليابان نهاية الحرب الكونية الثانية، كما هو عليه الحال الآن.
الحرب في أوكرانيا تحدٍ للعالم بأسره، وليس فقط للمتورطين فيها بصورة مباشرة أو غير مباشرة. إنها أول اختبار فعلي على قدرة العالم الحفاظ على السلام، في عصر توازن الرعب النووي، الذي في حالة اختلاله تكون النتيجة هلاكا كونيا أكيدا.