لدى الإيرانيين أسلوبهم التفاوضي الخاص، ولو نظرنا تاريخياً كيف تعاملوا مع خصومهم، وكيف أداروا مفاوضاتهم، وكيف توصلوا لنتائج ومكاسب لا يستحقونها، لوجدنا أنهم يستخدمون استراتيجية ثابتة ودائمة، لكن الغرب الكسول يصبح بلا «ذاكرة تفاوضية» عند الوقوف أمام السياسي الإيراني، منبهراً بأكياس الفستق والسجاد الإيراني غالي الثمن الذي يقدم على هامش المفاوضات كهدايا وعطايا.
على سبيل المثال، تبني طهران تفاوضها مع الغرب وأمريكا على وجه الخصوص، باختبار الخصوم وقياس ردود أفعالهم وإلى أي مدى يمكن أن تصل، بالطبع تلك الاعتداءات تتم بأيادي ومقاولين من الباطن مثل حزب الله أو المليشيات العراقية أو الحوثية، كل ذلك لتستفيد من نتائج الاعتداءات دون دفع فواتيرها، ويصبح لديها مساحة من الحركة وقدرة على التملص من عواقب الاعتداءات، إنها معادلة ثابتة لكنها فعّالة جداً مع الغرب الذي ينقاد وراء الاستراتيجية الإيرانية دون وعي.
أمثلة على المعادلة الإيرانية:
خلال فترة الرئيس باراك أوباما جرى التفاوض بين إيران وأمريكا على الملف النووي الأول، وعندما كانت تصل تلك المفاوضات إلى اختناقات أو أزمات متفجرة في الملف الملتهب، تقوم حينها طهران باختلاق أزمات أمنية وسياسية في ملفات وجغرافيات جانبية وبعيدة كل البعد عن ملف التفاوض الأساسي، -على سبيل المثال- في العراق وأفغانستان أو جنوب لبنان للضغط على واشنطن وابتزازها للتنازل في الملف النووي وهذا ما حصل فعلاً.
لقد قامت إيران بتحويل تلك الأزمات إلى أوراق تفاوض وابتزاز قايضت بها الغرب لحل الاختناق الأساسي، الذي لم يكن ليمر دون «أوراق اللعب» التي خلقتها من العدم، ولتمرير أنشطتهم -أقصد الإيرانيين- في سوريا ولبنان واليمن، كانوا يصعّدون مليشيات ويدعمون إرهابها ضد الغرب، لكي تفسح لهم واشنطن بعد ذلك الحركة في الشرق الأوسط مقابل مساعدة طهران لهم وتقليل خسائرهم.
ولعل إثارة موضوع إخراج الحرس الثوري من قوائم الإرهاب مؤخراً، يصب في نفس الاستراتيجية الإيرانية، فهدف طهران أبعد من الحرس الثوري وعينها ليس على تسهيل أعمال جهاز أمنى استخباراتي معقد كالحرس، بل عينها على إخراج الملف النووي من عنق الزجاجة والحصول على أكبر مكاسب لصالحها.
إخراج الحرس الثوري من العقوبات أو الإرهاب، ليس في سلّم الأولويات الإيرانية الحالي، بل يبدو ثانوياً ولا يمثل لإيران أهمية قصوى، فالحرس الثوري لا يتأثر من العقوبات بشكل مباشر كما الدولة الإيرانية، وفي ذات الوقت هو تنظيم غني جداً ولديه موارده الخاصة ولديه أسلوبه الخاص الذي عمل به لتفادي العقوبات طوال عقود، وبلا شك ستتدفق الأموال إليه تلقائياً في حال رفع العقوبات والوصول إلى اتفاق بين الطرفين الأمريكي والإيراني.
إذن لماذا تصر طهران على ذلك؟
إخراج الحرس الثوري من العقوبات وقوائم الإرهاب يشير إلى وجود أزمة في الملف النووي، ولفهم طهران للسلوك التفاوضي الأمريكي والأزمات الداخلية والخارجية المعقدة التي تمر بها واشنطن ورغبتها في الحصول على اتفاق سريع تقدمه للرأي العام الأمريكي والدولي بعد أكثر من سنة على تولي الإدارة الحالية دون أي إنجاز يذكر، فهي تدفع لحافة الهاوية ثم تقوم بإنقاذ واشنطن؟
إيران تريد إنهاك أمريكا وإغراقها في ملفات تفاوضية عديدة، وعندما تجد واشنطن أن إخراج الحرس الثوري مرهق أخلاقياً لها، وقتها تتنازل طهران وتقول لأمريكا: لا مانع لدينا من إبقاء الحرس الثوري تحت بند العقوبات، ولكن مقابل النقاط التفاوضية الأخرى التي تمثل أهمية بالغة لإيران، والمحتمل أن تكون في اليمن وسوريا ولبنان، بل ربما تصل إلى القنبلة النووية، والحصول على تنازلات من واشنطن في ملفات أمنية واستراتيجية تتعلق بالأمن الإقليمي حتى ولو جاءت على حساب شركائها وحلفائها في المنطقة، وهو ما تحذر منه الرياض دائماً.
على سبيل المثال، تبني طهران تفاوضها مع الغرب وأمريكا على وجه الخصوص، باختبار الخصوم وقياس ردود أفعالهم وإلى أي مدى يمكن أن تصل، بالطبع تلك الاعتداءات تتم بأيادي ومقاولين من الباطن مثل حزب الله أو المليشيات العراقية أو الحوثية، كل ذلك لتستفيد من نتائج الاعتداءات دون دفع فواتيرها، ويصبح لديها مساحة من الحركة وقدرة على التملص من عواقب الاعتداءات، إنها معادلة ثابتة لكنها فعّالة جداً مع الغرب الذي ينقاد وراء الاستراتيجية الإيرانية دون وعي.
أمثلة على المعادلة الإيرانية:
خلال فترة الرئيس باراك أوباما جرى التفاوض بين إيران وأمريكا على الملف النووي الأول، وعندما كانت تصل تلك المفاوضات إلى اختناقات أو أزمات متفجرة في الملف الملتهب، تقوم حينها طهران باختلاق أزمات أمنية وسياسية في ملفات وجغرافيات جانبية وبعيدة كل البعد عن ملف التفاوض الأساسي، -على سبيل المثال- في العراق وأفغانستان أو جنوب لبنان للضغط على واشنطن وابتزازها للتنازل في الملف النووي وهذا ما حصل فعلاً.
لقد قامت إيران بتحويل تلك الأزمات إلى أوراق تفاوض وابتزاز قايضت بها الغرب لحل الاختناق الأساسي، الذي لم يكن ليمر دون «أوراق اللعب» التي خلقتها من العدم، ولتمرير أنشطتهم -أقصد الإيرانيين- في سوريا ولبنان واليمن، كانوا يصعّدون مليشيات ويدعمون إرهابها ضد الغرب، لكي تفسح لهم واشنطن بعد ذلك الحركة في الشرق الأوسط مقابل مساعدة طهران لهم وتقليل خسائرهم.
ولعل إثارة موضوع إخراج الحرس الثوري من قوائم الإرهاب مؤخراً، يصب في نفس الاستراتيجية الإيرانية، فهدف طهران أبعد من الحرس الثوري وعينها ليس على تسهيل أعمال جهاز أمنى استخباراتي معقد كالحرس، بل عينها على إخراج الملف النووي من عنق الزجاجة والحصول على أكبر مكاسب لصالحها.
إخراج الحرس الثوري من العقوبات أو الإرهاب، ليس في سلّم الأولويات الإيرانية الحالي، بل يبدو ثانوياً ولا يمثل لإيران أهمية قصوى، فالحرس الثوري لا يتأثر من العقوبات بشكل مباشر كما الدولة الإيرانية، وفي ذات الوقت هو تنظيم غني جداً ولديه موارده الخاصة ولديه أسلوبه الخاص الذي عمل به لتفادي العقوبات طوال عقود، وبلا شك ستتدفق الأموال إليه تلقائياً في حال رفع العقوبات والوصول إلى اتفاق بين الطرفين الأمريكي والإيراني.
إذن لماذا تصر طهران على ذلك؟
إخراج الحرس الثوري من العقوبات وقوائم الإرهاب يشير إلى وجود أزمة في الملف النووي، ولفهم طهران للسلوك التفاوضي الأمريكي والأزمات الداخلية والخارجية المعقدة التي تمر بها واشنطن ورغبتها في الحصول على اتفاق سريع تقدمه للرأي العام الأمريكي والدولي بعد أكثر من سنة على تولي الإدارة الحالية دون أي إنجاز يذكر، فهي تدفع لحافة الهاوية ثم تقوم بإنقاذ واشنطن؟
إيران تريد إنهاك أمريكا وإغراقها في ملفات تفاوضية عديدة، وعندما تجد واشنطن أن إخراج الحرس الثوري مرهق أخلاقياً لها، وقتها تتنازل طهران وتقول لأمريكا: لا مانع لدينا من إبقاء الحرس الثوري تحت بند العقوبات، ولكن مقابل النقاط التفاوضية الأخرى التي تمثل أهمية بالغة لإيران، والمحتمل أن تكون في اليمن وسوريا ولبنان، بل ربما تصل إلى القنبلة النووية، والحصول على تنازلات من واشنطن في ملفات أمنية واستراتيجية تتعلق بالأمن الإقليمي حتى ولو جاءت على حساب شركائها وحلفائها في المنطقة، وهو ما تحذر منه الرياض دائماً.