عندما زار الرئيس جو بايدن وزارة الخارجية كأول مؤسسة سيادية في إدارته، بعد مراسم تنصيبه، ركّز على دور الدبلوماسية كأهم أداة لدى الولايات المتحدة لرسم وتنفيذ ومتابعة السياسة الخارجية للدولة العظمى الأولى في عالم اليوم.
حينها ربما لم يلتفت كثيرون لهذا النهج الجديد غير التقليدي للولايات المتحدة لإدارة سياستها الخارجية، وظنوا أنه امتداد لعزلتها التقليدية، التي ترسّخت عميقاً في عهد سلفه الرئيس دونالد ترمب، تفادياً لأي تورط عسكري محتمل في الخارج. هذا بالإضافة إلى أن الشعب الأمريكي نفسه ميالٌ للعزلة والبعد عن الانخراط في مشاكل العالم القديم، اكتفاء بالامتداد الطبيعي لنفوذ الولايات المتحدة هو في حديقتيها الأمامية (كندا) والخلفية (الأمريكيتين الوسطى والجنوبية).
إدارة الرئيس جو بايدن، في ما يخص إدارة السياسة الخارجية الأمريكية، في تجربة الحرب الدائرة اليوم في أوكرانيا، أثبتت أن الدبلوماسية لها مخالبٌ وأنيابٌ، ربما أمضى ردعاً وأكثر كفاءةً وفاعليةً وأقرب توقعاً بنتائجها من قوىً تقليدية صلبة، كالقوة العسكرية بخلفيتها الاستراتيجية الماضية والرادعة. تصدرت الدبلوماسية الأمريكية، بكل إمكاناتها المؤثرة في التعامل مع أخطر تطور لعدم الاستقرار لأعقد منطقة استراتيجية في العالم، وأكثرها حساسية وهشاشة لسلام العالم وأمنه، حيث كانت فيها أوروبا مصدر عدم الاستقرار الرئيس للأنظمة الدولية المتعاقبة، منذ نهاية القرن السادس عشر.
روسيا بعقليتها القيصرية التقليدية، التي تسيطر عليها عقيدة الأمن والتوسع والقلق التاريخي من أعدائها التقليديين في الغرب، أثبتت بإقدامها على خيارِ الحربِ على أوكرانيا، بأنها ما زالت أسيرةً لاستراتيجية عسكرية تقليدية تقول: إن أفضل الدفاع الهجوم.. وإن الحرب إذا كانت ضد طرفٍ ضعيفٍ، تتكفل بتسوية اختلافاتها معه في وقتٍ قصيرٍ وبتكلفةٍ زهيدة. ودائماً هناك في الخلفية قوتها الاستراتيجية الرادعة.
روسيا ثبت أنها أخطأت في حساباتها بتوقع مدى مقاومة وصمود طرفها المباشر في الحرب (أوكرانيا). الأخطر: أن الرئيس بوتين أخطأ في توقع ردود فعل خصوم روسيا التقليديين غرباً، بالذات الولايات المتحدة. هنا يأتي الاختراق الرئيس لمذهب الرئيس جو بايدن للدبلوماسية الصلبة.
الدبلوماسية الأمريكية حذرت الروس من اتخاذ قرار الحرب، بفرض عقوبات قاسية ومؤلمة، وكان أن أَعملت الدبلوماسية الأمريكية مخالبَها وأنيابَها من أولِ رصاصةٍ أطلقها الروس على أوكرانيا. تم فرض مقاطعة اقتصادية شاملة، أخرجت روسيا من خريطة العالم الاقتصادية. كما فرضت على موسكو مقاطعة ثقافية ورياضية وعلمية شاملة، مع عزلة دبلوماسية خانقة. كما أن روسيا نجحت في إعادة التضامن لحلف شمال الأطلسي، وقد يكون هذا أهم خطأ في الحساب اقترفه الرئيس بوتين، ظناً منه أن الحلف من الضعف، لدرجة عجز الولايات المتحدة إعادة الُلحمة إليه، وأن أوروبا بأسرها خرجت عن بيت الطاعة الأمريكي.
تعاملت الولايات المتحدة مع حرب روسيا على أوكرانيا بأقصى درجات الدبلوماسية الجديدة، مستخدمة أدواتها الصلبة، بعيداً عن أي تهديدٍ أو انجرارٍ لاحتمال اللجوءِ إلى رادعها النووي الفتاك، مع تصميمٍ أمريكيٍ شديدٍ أن الولايات المتحدة لن تتخلى عن التزاماتها تجاه أمن دول حلف شمال الأطلسي، إن امتدت الحرب إلى حدود دول الحلف المتاخمة للاتحاد الروسي.
الدبلوماسية، إن نتجت عن إرادة سياسية ماضية لتتمكن من تلمس مواطن القوة غير التقليدية الصلبة فيها، تحدثُ فرقاً جوهرياً ملموساً في كفاءتها وجدارتها، خدمةً للأهداف السياسية الخارجية للدولة، دون الحاجة للجوء أو التهديد باللجوء للقوة العسكرية الضاربة. مذهب الرئيس بايدن في الدبلوماسيةِ الصلبة، اقترابٌ جديدٌ وإضافةٌ جديدةٌ فعالةٌ لدورِ الدبلوماسية في السياسة الخارجية للدول.
حينها ربما لم يلتفت كثيرون لهذا النهج الجديد غير التقليدي للولايات المتحدة لإدارة سياستها الخارجية، وظنوا أنه امتداد لعزلتها التقليدية، التي ترسّخت عميقاً في عهد سلفه الرئيس دونالد ترمب، تفادياً لأي تورط عسكري محتمل في الخارج. هذا بالإضافة إلى أن الشعب الأمريكي نفسه ميالٌ للعزلة والبعد عن الانخراط في مشاكل العالم القديم، اكتفاء بالامتداد الطبيعي لنفوذ الولايات المتحدة هو في حديقتيها الأمامية (كندا) والخلفية (الأمريكيتين الوسطى والجنوبية).
إدارة الرئيس جو بايدن، في ما يخص إدارة السياسة الخارجية الأمريكية، في تجربة الحرب الدائرة اليوم في أوكرانيا، أثبتت أن الدبلوماسية لها مخالبٌ وأنيابٌ، ربما أمضى ردعاً وأكثر كفاءةً وفاعليةً وأقرب توقعاً بنتائجها من قوىً تقليدية صلبة، كالقوة العسكرية بخلفيتها الاستراتيجية الماضية والرادعة. تصدرت الدبلوماسية الأمريكية، بكل إمكاناتها المؤثرة في التعامل مع أخطر تطور لعدم الاستقرار لأعقد منطقة استراتيجية في العالم، وأكثرها حساسية وهشاشة لسلام العالم وأمنه، حيث كانت فيها أوروبا مصدر عدم الاستقرار الرئيس للأنظمة الدولية المتعاقبة، منذ نهاية القرن السادس عشر.
روسيا بعقليتها القيصرية التقليدية، التي تسيطر عليها عقيدة الأمن والتوسع والقلق التاريخي من أعدائها التقليديين في الغرب، أثبتت بإقدامها على خيارِ الحربِ على أوكرانيا، بأنها ما زالت أسيرةً لاستراتيجية عسكرية تقليدية تقول: إن أفضل الدفاع الهجوم.. وإن الحرب إذا كانت ضد طرفٍ ضعيفٍ، تتكفل بتسوية اختلافاتها معه في وقتٍ قصيرٍ وبتكلفةٍ زهيدة. ودائماً هناك في الخلفية قوتها الاستراتيجية الرادعة.
روسيا ثبت أنها أخطأت في حساباتها بتوقع مدى مقاومة وصمود طرفها المباشر في الحرب (أوكرانيا). الأخطر: أن الرئيس بوتين أخطأ في توقع ردود فعل خصوم روسيا التقليديين غرباً، بالذات الولايات المتحدة. هنا يأتي الاختراق الرئيس لمذهب الرئيس جو بايدن للدبلوماسية الصلبة.
الدبلوماسية الأمريكية حذرت الروس من اتخاذ قرار الحرب، بفرض عقوبات قاسية ومؤلمة، وكان أن أَعملت الدبلوماسية الأمريكية مخالبَها وأنيابَها من أولِ رصاصةٍ أطلقها الروس على أوكرانيا. تم فرض مقاطعة اقتصادية شاملة، أخرجت روسيا من خريطة العالم الاقتصادية. كما فرضت على موسكو مقاطعة ثقافية ورياضية وعلمية شاملة، مع عزلة دبلوماسية خانقة. كما أن روسيا نجحت في إعادة التضامن لحلف شمال الأطلسي، وقد يكون هذا أهم خطأ في الحساب اقترفه الرئيس بوتين، ظناً منه أن الحلف من الضعف، لدرجة عجز الولايات المتحدة إعادة الُلحمة إليه، وأن أوروبا بأسرها خرجت عن بيت الطاعة الأمريكي.
تعاملت الولايات المتحدة مع حرب روسيا على أوكرانيا بأقصى درجات الدبلوماسية الجديدة، مستخدمة أدواتها الصلبة، بعيداً عن أي تهديدٍ أو انجرارٍ لاحتمال اللجوءِ إلى رادعها النووي الفتاك، مع تصميمٍ أمريكيٍ شديدٍ أن الولايات المتحدة لن تتخلى عن التزاماتها تجاه أمن دول حلف شمال الأطلسي، إن امتدت الحرب إلى حدود دول الحلف المتاخمة للاتحاد الروسي.
الدبلوماسية، إن نتجت عن إرادة سياسية ماضية لتتمكن من تلمس مواطن القوة غير التقليدية الصلبة فيها، تحدثُ فرقاً جوهرياً ملموساً في كفاءتها وجدارتها، خدمةً للأهداف السياسية الخارجية للدولة، دون الحاجة للجوء أو التهديد باللجوء للقوة العسكرية الضاربة. مذهب الرئيس بايدن في الدبلوماسيةِ الصلبة، اقترابٌ جديدٌ وإضافةٌ جديدةٌ فعالةٌ لدورِ الدبلوماسية في السياسة الخارجية للدول.