«من يملك هذا الفضاء ويديره».. هكذا افتتح الأستاذ الكبير طارق الحميد حلقة «وسائل التواصل الاجتماعي والدور السياسي» من برنامج (الموقف) الذي يعرض على القناة السعودية. وهي حلقة بمثابة محاضرة علمية للمهتمين بالإعلام والتواصل، وكان ضيفه الدكتور خالد البري، نوقش فيها المفهوم الإعلامي الشهير (حراس البوابة). والحقيقة أنني أشعر بالطمأنينة حينما أستمع للحميد فهو من القلة الذين يمارسون الإعلام عن علم ودراية ولديه ضخ معلوماتي مثرٍ وربط وتحليل يفسر للمتلقي بمختلف موقعه الموقف. حراس البوابة/البوابات الإعلامية ببساطة هم مجموعة الصحفيين أو العاملين في الإعلام ومن يقومون بتصفية وفلترة المعلومات قبل نشرها أو تدويرها وقد استخدمت في عام ١٩٢٢ وحتى أبسط المعنى أكثر؛ تأمل في دور من ينقلون أخبار الوفاة لأسرهم كيف يمررون هذا الخبر بصعوبة.
لقد تم وضع العديد من النماذج لها والكتابة حولها، يمكن أن ألخّص أن أهم ما تركز عليه هو لحظة وصول المعلومة وتصنيفها ثم تمريرها وأخيراً إنتاجها وتداولها. أما اليوم أنت لا تعلم من يصنع المعلومة؟ وقد كسرت الأبواب وضاعت المفاتيح وأصبحنا تائهين في ممرات التواصل الاجتماعي؛ حروب مخيفة أستطيع أن أسميها (حرب المحتوى)، نعم العالم الآن تجاوز مرحلة الصناعة وتحولت لحرب معلنة، وقد شاهدنا جميعاً ما حدث في حرب روسيا وأوكرانيا وتقييد تويتر للعديد من الحسابات، وقد أشير لذلك بالفعل بالبرنامج. هي حلقة مخيفة بالفعل ولعلها تستدعي أن نسمع من خبراء التقنية لدينا متى ستكون هناك تطبيقات تواصل اجتماعي خاصة بنا؟ نحن لا نريد أن ننعزل عن العالم، لكن على الأقل أمام هذه الحرب المضللة مهم أن تكون هناك بدائل عاجلة، فالوضع لا يحتمل التأجيل.
كنا نسمع سابقاً وصف (حراس الفضيلة) والذي تم توظيفه لسنوات لخدمة القيم الاجتماعية، اليوم مع هذا الانفجار المعرفي والمعلوماتي لم يصبح من الممكن أن يكون هناك لا حراس بوابة ولا حراس فضيلة؛ الحارس الحقيقي والأول هو الوعي. تفعيل أساسيات المواطنة الرقمية الثلاثة (الاحترام والمشاركة والحماية) ضرورة أمنية قصوى. وأن يستوعب الفرد بأنه بالفعل هو بحد ذاته (حارس بوابة) بيده أن يفتح ويمرر أو أن يوصد بابه أمام طوفان الجهل والحقد وأبواق الكراهية.
أخيراً، فإن سؤال الحميد يستدعي أن تكون هناك خطة عاجلة في التعليم وليس الإعلام فقط، فالتعليم هو المحرك الحقيقي للمجتمعات وأنا أراهن دائماً على نجاح أي مشروع في هذه الفترة؛ لأن العقول التي تدير المرحلة مختلفة وشابة وتمتلك رؤية عالمية وليست مؤدلجة ولا تحاكم الناس على نواياهم ومظهرهم أو تحط من قدرهم، أن تعيش في عهد رؤية ٢٠٣٠ يعني أن تتحرر من الأنماط البائدة وأن تتوقف الخطابات المتطرفة وفوراً. ولعل جميع ما سبق يؤكد أننا لدينا الإمكانيات التي تجعلنا نربح حرب المحتوى متى ما آمنا بأننا قادرون ونحن كذلك.
لقد تم وضع العديد من النماذج لها والكتابة حولها، يمكن أن ألخّص أن أهم ما تركز عليه هو لحظة وصول المعلومة وتصنيفها ثم تمريرها وأخيراً إنتاجها وتداولها. أما اليوم أنت لا تعلم من يصنع المعلومة؟ وقد كسرت الأبواب وضاعت المفاتيح وأصبحنا تائهين في ممرات التواصل الاجتماعي؛ حروب مخيفة أستطيع أن أسميها (حرب المحتوى)، نعم العالم الآن تجاوز مرحلة الصناعة وتحولت لحرب معلنة، وقد شاهدنا جميعاً ما حدث في حرب روسيا وأوكرانيا وتقييد تويتر للعديد من الحسابات، وقد أشير لذلك بالفعل بالبرنامج. هي حلقة مخيفة بالفعل ولعلها تستدعي أن نسمع من خبراء التقنية لدينا متى ستكون هناك تطبيقات تواصل اجتماعي خاصة بنا؟ نحن لا نريد أن ننعزل عن العالم، لكن على الأقل أمام هذه الحرب المضللة مهم أن تكون هناك بدائل عاجلة، فالوضع لا يحتمل التأجيل.
كنا نسمع سابقاً وصف (حراس الفضيلة) والذي تم توظيفه لسنوات لخدمة القيم الاجتماعية، اليوم مع هذا الانفجار المعرفي والمعلوماتي لم يصبح من الممكن أن يكون هناك لا حراس بوابة ولا حراس فضيلة؛ الحارس الحقيقي والأول هو الوعي. تفعيل أساسيات المواطنة الرقمية الثلاثة (الاحترام والمشاركة والحماية) ضرورة أمنية قصوى. وأن يستوعب الفرد بأنه بالفعل هو بحد ذاته (حارس بوابة) بيده أن يفتح ويمرر أو أن يوصد بابه أمام طوفان الجهل والحقد وأبواق الكراهية.
أخيراً، فإن سؤال الحميد يستدعي أن تكون هناك خطة عاجلة في التعليم وليس الإعلام فقط، فالتعليم هو المحرك الحقيقي للمجتمعات وأنا أراهن دائماً على نجاح أي مشروع في هذه الفترة؛ لأن العقول التي تدير المرحلة مختلفة وشابة وتمتلك رؤية عالمية وليست مؤدلجة ولا تحاكم الناس على نواياهم ومظهرهم أو تحط من قدرهم، أن تعيش في عهد رؤية ٢٠٣٠ يعني أن تتحرر من الأنماط البائدة وأن تتوقف الخطابات المتطرفة وفوراً. ولعل جميع ما سبق يؤكد أننا لدينا الإمكانيات التي تجعلنا نربح حرب المحتوى متى ما آمنا بأننا قادرون ونحن كذلك.