لا أحد يعرف حجم تأثير المكان في قراءة وتحليل ظاهرة التسول، فهل يزداد المتسولون ويتكاثرون في الأماكن التي يكثر فيها الغرباء، أكثر منها في الأماكن التي يقل فيها الغرباء؟ وهل هذا يعني أن هناك علاقة بين حجم التسول في مدينةٍ ما، وكثرة أو تنوع الغرباء في المكان؟ وهل نكتفي بهذا المؤشر لتفسير كثرة المتسولين في العواصم والمدن الكبرى مقارنة بالمدن الصغرى والقرى والأرياف ذات التركيبة السكانية المتجانسة ثقافياً، والمترابطة اجتماعياً ونفسياً وحيث العيب الاجتماعي والوصم الاجتماعي والضمير الجمعي لها أثر بالغ، بالرغم من أن نِسب البطالة تكون في المدن الصغرى والقرى والأرياف أعلى منها في العواصم والمدن الكبرى نتيجةً لقلة فرص العمل في الريف نسبةً إلى العواصم والمدن الكبرى؟ فلماذا تبرز الأسباب النفسية والاجتماعية والثقافية محركاً مباشراً لظاهرة التسول أكثر من الحاجات المادية الفعلية والأسباب الاقتصادية؟ أم أن تلك الدوافع النفسية الاجتماعية الثقافية هي تابعةٌ ومكملةٌ للحاجة المادية والدوافع الاقتصادية وراء التسول؟
ثم لماذا تزداد ظاهرة التسول في المواسم والمناسبات، خاصة الدينية والمواسم ذات الطابع المقدس؟ فهل يمكن أن تنتظر حاجة المتسول المادية إلى أن يأتي شهر رمضان أو يوم الجمعة لتدفع صاحبها إلى التسول؟ أم أن تلك المناسبات والمواسم الدينية تابعة ومكملة لحاجات صاحبها حيث يمكن ملاقاة المتصدقين وأهل الخير في منتصف الطريق؟
ما تقدم هو في الحقيقة محاولة لفهم دوافع المتسولين أو بعضهم ومدى حاجتهم الفعلية لما يتسولونه وما إذا كان دافع التسول ناتجاً عن حاجة فعلية للمتسولين أم أنه استغلال لمشاعر المتصدقين ومروءة فاعلي الخير في المناسبات الدينية وأماكن العبادة والمواقف الإنسانية، بالاحتيال عليها واستغلالها استغلالاً غير أخلاقي، ما قد يتسبب بزرع بذرة الشكوك بين من يعطون ونزع الثقة ممن يحتاجون، بجانب ما قد يترتب على هذا الاحتيال تدريجياً من أضرار بليغة تضرب القيم والمبادئ في مجتمع يعطي ويؤمن بالعطاء بدافع إيماني ينشد الأجر والثواب بجانب دوافع اجتماعية تكافلية حضارية.
لعل صدور النظام الجديد لمكافحة التسول مؤخراً عن وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية والمشتمل على ثماني مواد، يعكس أهمية معالجة التسول بوعي وحكمة ودراسة كافة جوانب الظاهرة، فقد جاء النظام على تعريف التسول خاصة مع مستجدات ما أفرزته وسائل التقنية والتواصل الاجتماعية من واقع جديد للتسول الإلكتروني الواسع، ناهيك عن دور الوزارة في مجال إجراء الدراسات للأبعاد الاجتماعية والصحية والنفسية والاقتصادية للمتسولين من المواطنين. بجانب تقديم الدعم والخدمات الاجتماعية والصحية والنفسية والاقتصادية حسب حاجة كل حالة، ورفع وعي المتسولين السعوديين وتوجيههم وإرشادهم للاستفادة من الخدمات التي تقدمها المؤسسات الحكومية والأهلية والخيرية، مع استمرار متابعتهم من خلال قاعدة بيانات للتحقق من ثبوت امتهان حالات التسول.
فربما كانت خارطة الطريق لبعض المتسولين في نهاية المطاف، هو تحويلهم من رواد شوارع إلى رواد أعمال بإسناد ودعم مع الدراسات التي تقوم بها الوزارة إضافة إلى فضاءات التهيئة والتدريب والتمويل. فلنتذكر دائماً أن الخطأ الذي لا يقضي عليك، هو فرصة للقضاء على الخطأ.
ثم لماذا تزداد ظاهرة التسول في المواسم والمناسبات، خاصة الدينية والمواسم ذات الطابع المقدس؟ فهل يمكن أن تنتظر حاجة المتسول المادية إلى أن يأتي شهر رمضان أو يوم الجمعة لتدفع صاحبها إلى التسول؟ أم أن تلك المناسبات والمواسم الدينية تابعة ومكملة لحاجات صاحبها حيث يمكن ملاقاة المتصدقين وأهل الخير في منتصف الطريق؟
ما تقدم هو في الحقيقة محاولة لفهم دوافع المتسولين أو بعضهم ومدى حاجتهم الفعلية لما يتسولونه وما إذا كان دافع التسول ناتجاً عن حاجة فعلية للمتسولين أم أنه استغلال لمشاعر المتصدقين ومروءة فاعلي الخير في المناسبات الدينية وأماكن العبادة والمواقف الإنسانية، بالاحتيال عليها واستغلالها استغلالاً غير أخلاقي، ما قد يتسبب بزرع بذرة الشكوك بين من يعطون ونزع الثقة ممن يحتاجون، بجانب ما قد يترتب على هذا الاحتيال تدريجياً من أضرار بليغة تضرب القيم والمبادئ في مجتمع يعطي ويؤمن بالعطاء بدافع إيماني ينشد الأجر والثواب بجانب دوافع اجتماعية تكافلية حضارية.
لعل صدور النظام الجديد لمكافحة التسول مؤخراً عن وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية والمشتمل على ثماني مواد، يعكس أهمية معالجة التسول بوعي وحكمة ودراسة كافة جوانب الظاهرة، فقد جاء النظام على تعريف التسول خاصة مع مستجدات ما أفرزته وسائل التقنية والتواصل الاجتماعية من واقع جديد للتسول الإلكتروني الواسع، ناهيك عن دور الوزارة في مجال إجراء الدراسات للأبعاد الاجتماعية والصحية والنفسية والاقتصادية للمتسولين من المواطنين. بجانب تقديم الدعم والخدمات الاجتماعية والصحية والنفسية والاقتصادية حسب حاجة كل حالة، ورفع وعي المتسولين السعوديين وتوجيههم وإرشادهم للاستفادة من الخدمات التي تقدمها المؤسسات الحكومية والأهلية والخيرية، مع استمرار متابعتهم من خلال قاعدة بيانات للتحقق من ثبوت امتهان حالات التسول.
فربما كانت خارطة الطريق لبعض المتسولين في نهاية المطاف، هو تحويلهم من رواد شوارع إلى رواد أعمال بإسناد ودعم مع الدراسات التي تقوم بها الوزارة إضافة إلى فضاءات التهيئة والتدريب والتمويل. فلنتذكر دائماً أن الخطأ الذي لا يقضي عليك، هو فرصة للقضاء على الخطأ.