-A +A
مي خالد
تنتشر الدعاوي في وسائل التواصل تشجع الناس على ترك وظائفهم ذات الرواتب المتدنية والتوجه للتجارة وبالأخص التجارة الإلكترونية.

وسبب رواج هذه الدعاوي هو الاعتقاد بأن الأغنياء يتمتعون بحياة سعيدة ومرحة.


في أحد الاستطلاعات التي قامت بها جهة بحثية توقع المشاركون في الاستطلاع أن النساء اللائي يكسبن أقل من عشرين ألف دولار سنوياً يقضين 32%؜ من وقتهن في مزاج سيئ أكثر من الأشخاص الذين يكسبون أكثر من مائة ألف دولار سنوياً. لكن في الحياة الواقعية، يقضي الفقراء 12% فقط من الوقت في مزاج سيئ أكثر من الأغنياء. علاوة على ذلك، يتمتع الفقراء بأوقات فراغ أطول من تلك التي يتمتع بها الأغنياء. وفقاً للحكومة الأمريكية، يقضي الرجال الذين يكسبون أكثر من مائة ألف دولار سنوياً 19%؜ من وقتهم في أوقات الفراغ السلبية، مقارنة بـ 34%؜ للرجال الذين يكسبون أقل من عشرين ألف دولار.

لنترك هذه الاستطلاعات والإحصاءات ولنذهب لما وراء الأرقام، في علم الاقتصاد السلوكي يفضل معظم الناس العمل في وظيفة يكسبون فيها ثلاثين ألف دولار بينما زملاء العمل يتقاضون سبعة وعشرين ألف دولار، يفضلون هذه الوظيفة على وظيفة أخرى يكسبون فيها 32 ألف دولار بينما بقية زملاء العمل يتقاضون 35 ألف دولار بالرغم من أنهم سيكسبون ألفي دولار إضافية!

وهذا يعني أننا مستعدون للتخلي عن بعض الثروة المادية لنشعر بالتفوق على أي شخص آخر.

صحيح أن الكثير من المال لا يجعلنا أكثر سعادة، لكن أغلب الأشخاص يستاؤون عندما يرون أشخاصاً يكسبون أموالاً أكثر بكثير مما يكسبونه هم.

بمعنى أن شراء سيارة فاخرة ذات مقاعد جلدية فخمة وماكينة قوية وشكل حديث لا تجعلنا سعداء، لكن حين تتخطى سيارتك سيارة أخرى متواضعة ستشعر بالتفوق والامتياز والعكس بالعكس.

ختاماً:

الاعتقاد بأن الدخل المرتفع يرتبط بالمزاج الجيد منتشر، ولكنه في الغالب اعتقاد خادع، فالأشخاص ذوو الدخل فوق المتوسط راضون نسبياً عن حياتهم، ولكنهم بالكاد أكثر سعادة من الآخرين في التجربة اللحظية، ويميلون إلى أن يكونوا أكثر توتراً، ولا يقضون المزيد من الوقت في أنشطة ممتعة بشكل خاص.