تمر علينا هذه الأيام الذكرى السنوية الخامسة لتولي الأمير الشاب محمد بن سلمان ولاية العهد، وفي واقع الأمر يصعب كثيراً الحديث عن الإنجازات التي تحققت خلال هذه الفترة الزمنية في هذا الحيز المحدود، فهذه السنوات برغم قصرها الزمني قد حققت تغيراً ملموساً على كافة المحاور السياسية والاجتماعية والاقتصادية في المملكة، وكانت ثماراً ونتاجاً لحركة إصلاحية عميقة لها رؤيتها ونهجها وأعمدتها، رؤية استشرافية طموحة تعي الواقع بقدر ما تدرك متغيراته، ترنو للمستقبل وهي غير غافلة عن إرثنا التاريخي العريق، خلال هذه الفترة الزمنية نفضت المملكة عنها غبار التطرف وثقل العادات ورهبة التقاليد الموروثة.
لا يمكنني في هذا الحيز المحدود سرد كافة منجزات الأمير الشاب ولي العهد، غير أنني سأركز على نقطة البداية التي انطلق منها فحسب، لأن كل إنجاز تحقق كان أحد روافد هذه القاعدة الصلبة التي انطلق منها لتحقيق رؤيته الطموح، وقد كانت نقطة الانطلاق هي استئصال شأفة التطرف الفكري المتمسك بالكثير من المعتقدات المتوارثة جيلاً بعد جيل، حتى وصل الأمر في بعض الفترات إلى حد تقديس تلك المعتقدات رغم عدم وجود سند شرعي لها، لقد تم استبدال ذلك الفكر بآخر يحتكم للإسلام الوسطي المعتدل البعيد كل البعد عن التطرف الفكري، والذي ولَّد العديد من قضايا الإرهاب الذي تسبب في قتل الكثير من الأبرياء دون وجه حق.
مثلت قضية الإرهاب الذي استمد جذوره العميقة من مبادئ الفكر الصحوي المحور الذي دارت حوله العديد من القضايا، والتي لطالما كانت سبباً مباشراً في وضع العديد من القيود التي أدت لتحجيم الدور الريادي للمملكة ومنعتها من التطور ومواكبة مستجدات العصر الحديث على مدار عقود طويلة، كما كان لها العديد من التداعيات السلبية ولاسيما على الصعيد الاقتصادي، كما أنها مست الجانب الاجتماعي بعمق وسببت العديد من الأزمات بدون مبرر واضح.
الإرهاب في حقيقته جرثومة فكرية تنمو في محيط منغلق متزمت يغذيها الفكر المتشدد، غير أن المتطرفين فكرياً لا يعترفون بأنهم يعتنقون فكراً غريباً مدمراً في كثير من الأحيان، بل يرونه فكراً طبيعياً ويطالبون الجميع باعتناقه، وعلى الرغم من أن فئات محدودة تبنت هذا النوع من التفكير المنغلق والمتشدد لأسباب عديدة، إلا أن الخطورة الحقيقية في هذا الأمر كمنت في سعي تلك الفئة لإجبار الجميع على الإيمان بفكرهم شاؤوا أم أبوا، ومع العنف المرافق لهذا الفكر المتشدد تم فرضه على الجميع ثم تم توارثه جيلاً بعد جيل، حتى غدا راسخاً بعمق ومصطبغاً بصبغة القداسة، والتي حالت بدورها حتى عن مجرد التفكير في مدى صحة تلك الأفكار من عدمها من الأساس.
من النتائج الخطيرة لشيوع هذا الفكر أيضاً هو دفع المتشددين المجتمع باتجاه الانغلاق الشديد، مما رسخ صورة ذهنية سلبية مغلوطة –لعقود- في أذهان الغرب والشرق عن المجتمع السعودي باعتباره مجتمعاً شديد الانغلاق بصورة عامة، واكبه ظهور العديد من المظاهر الاجتماعية السلبية وأهمها على الإطلاق هضم حقوق المرأة وحرمان المجتمع من نصف طاقته العاملة، بالإضافة إلى حرمان المملكة من موارد اقتصادية مهمة تمثلت في ضعف القطاع السياحي وقتذاك.
بطبيعة الحال لم يكن التغيير بالمهمة السهلة أبداً، ذلك أن البعض من حراس العهد القديم لم يكونوا ليتزحزحوا عن مواقعهم، وهو ما يفسر الهجوم الشرس تجاه الأمير الشاب في العديد من المنابر المشبوهة، لكن ولي العهد لم يكن ليبالي بتلك الهجمات المسعورة طالما أن جهوده تخدم المجتمع السعودي وتصب في الصالح العام، وقد بدأت رحلة التغيير من خلال اتخاذ العديد من القرارات والمواقف الجريئة والشجاعة، والتي شملت التعديلات الشاملة المتكاملة للحياة في المملكة بأكملها، من سياسة واقتصاد وقضاء وسياحة وترفيه.
اعتمد الأمير الشاب في خطة الانفتاح المدروس والمتوازن على العديد من المحاور، أهمها السعي بحماس لتغيير النمط الفكري السائد الموروث، وفتح أبواب المملكة أمام شعوب الدول الأخرى لإظهار الوجه الحقيقي للمملكة بعيداً عما روج له فكر الصحوة، وهذه الخطوة بدورها فتحت الأبواب أمام فرص الاستثمار الخارجية في المملكة، مما يعني إمكانية تحقيق قفزة اقتصادية نوعية -مستقبلاً- تساهم في خلق العديد من الفرص الوظيفية وتقضي على البطالة بالمجتمع.
بعيداً عن زيف الأبواق الرخيصة التي تريد النيل من إنجازات المملكة خلال السنوات الخمس الماضية، يدرك الشعب السعودي الواعي أن قاطرة التنمية الحقيقية انطلقت على نحو لا رجعة فيه، وهي الانطلاقة التي مست جذور الأزمة من عمقها وقدمت لها حلولاً جوهرية وليس مجرد مسكنات مؤقتة، كما يعلم جيداً أن هذه المسيرة المضيئة الواعدة يقف خلفها قائد ملهم وعد فأنجز وعاهد فأوفى، ولا تزال مسيرته تحلق في سماء الوطن باحثة بكل إيمان وحماس عن كل ما فيه خير لبلاده وشعبه، قائد تمكن ببراعة من أن يحمل الصخرة الجاثمة لعقود على صدر المملكة ويلقي بها بعيداً عن تراب الوطن الغالي ليدشن عهداً جديداً من الإيمان والثقة بالله والعمل المخلص الدؤوب.. إنه «محمد بن سلمان».. وهذا يكفي.
لا يمكنني في هذا الحيز المحدود سرد كافة منجزات الأمير الشاب ولي العهد، غير أنني سأركز على نقطة البداية التي انطلق منها فحسب، لأن كل إنجاز تحقق كان أحد روافد هذه القاعدة الصلبة التي انطلق منها لتحقيق رؤيته الطموح، وقد كانت نقطة الانطلاق هي استئصال شأفة التطرف الفكري المتمسك بالكثير من المعتقدات المتوارثة جيلاً بعد جيل، حتى وصل الأمر في بعض الفترات إلى حد تقديس تلك المعتقدات رغم عدم وجود سند شرعي لها، لقد تم استبدال ذلك الفكر بآخر يحتكم للإسلام الوسطي المعتدل البعيد كل البعد عن التطرف الفكري، والذي ولَّد العديد من قضايا الإرهاب الذي تسبب في قتل الكثير من الأبرياء دون وجه حق.
مثلت قضية الإرهاب الذي استمد جذوره العميقة من مبادئ الفكر الصحوي المحور الذي دارت حوله العديد من القضايا، والتي لطالما كانت سبباً مباشراً في وضع العديد من القيود التي أدت لتحجيم الدور الريادي للمملكة ومنعتها من التطور ومواكبة مستجدات العصر الحديث على مدار عقود طويلة، كما كان لها العديد من التداعيات السلبية ولاسيما على الصعيد الاقتصادي، كما أنها مست الجانب الاجتماعي بعمق وسببت العديد من الأزمات بدون مبرر واضح.
الإرهاب في حقيقته جرثومة فكرية تنمو في محيط منغلق متزمت يغذيها الفكر المتشدد، غير أن المتطرفين فكرياً لا يعترفون بأنهم يعتنقون فكراً غريباً مدمراً في كثير من الأحيان، بل يرونه فكراً طبيعياً ويطالبون الجميع باعتناقه، وعلى الرغم من أن فئات محدودة تبنت هذا النوع من التفكير المنغلق والمتشدد لأسباب عديدة، إلا أن الخطورة الحقيقية في هذا الأمر كمنت في سعي تلك الفئة لإجبار الجميع على الإيمان بفكرهم شاؤوا أم أبوا، ومع العنف المرافق لهذا الفكر المتشدد تم فرضه على الجميع ثم تم توارثه جيلاً بعد جيل، حتى غدا راسخاً بعمق ومصطبغاً بصبغة القداسة، والتي حالت بدورها حتى عن مجرد التفكير في مدى صحة تلك الأفكار من عدمها من الأساس.
من النتائج الخطيرة لشيوع هذا الفكر أيضاً هو دفع المتشددين المجتمع باتجاه الانغلاق الشديد، مما رسخ صورة ذهنية سلبية مغلوطة –لعقود- في أذهان الغرب والشرق عن المجتمع السعودي باعتباره مجتمعاً شديد الانغلاق بصورة عامة، واكبه ظهور العديد من المظاهر الاجتماعية السلبية وأهمها على الإطلاق هضم حقوق المرأة وحرمان المجتمع من نصف طاقته العاملة، بالإضافة إلى حرمان المملكة من موارد اقتصادية مهمة تمثلت في ضعف القطاع السياحي وقتذاك.
بطبيعة الحال لم يكن التغيير بالمهمة السهلة أبداً، ذلك أن البعض من حراس العهد القديم لم يكونوا ليتزحزحوا عن مواقعهم، وهو ما يفسر الهجوم الشرس تجاه الأمير الشاب في العديد من المنابر المشبوهة، لكن ولي العهد لم يكن ليبالي بتلك الهجمات المسعورة طالما أن جهوده تخدم المجتمع السعودي وتصب في الصالح العام، وقد بدأت رحلة التغيير من خلال اتخاذ العديد من القرارات والمواقف الجريئة والشجاعة، والتي شملت التعديلات الشاملة المتكاملة للحياة في المملكة بأكملها، من سياسة واقتصاد وقضاء وسياحة وترفيه.
اعتمد الأمير الشاب في خطة الانفتاح المدروس والمتوازن على العديد من المحاور، أهمها السعي بحماس لتغيير النمط الفكري السائد الموروث، وفتح أبواب المملكة أمام شعوب الدول الأخرى لإظهار الوجه الحقيقي للمملكة بعيداً عما روج له فكر الصحوة، وهذه الخطوة بدورها فتحت الأبواب أمام فرص الاستثمار الخارجية في المملكة، مما يعني إمكانية تحقيق قفزة اقتصادية نوعية -مستقبلاً- تساهم في خلق العديد من الفرص الوظيفية وتقضي على البطالة بالمجتمع.
بعيداً عن زيف الأبواق الرخيصة التي تريد النيل من إنجازات المملكة خلال السنوات الخمس الماضية، يدرك الشعب السعودي الواعي أن قاطرة التنمية الحقيقية انطلقت على نحو لا رجعة فيه، وهي الانطلاقة التي مست جذور الأزمة من عمقها وقدمت لها حلولاً جوهرية وليس مجرد مسكنات مؤقتة، كما يعلم جيداً أن هذه المسيرة المضيئة الواعدة يقف خلفها قائد ملهم وعد فأنجز وعاهد فأوفى، ولا تزال مسيرته تحلق في سماء الوطن باحثة بكل إيمان وحماس عن كل ما فيه خير لبلاده وشعبه، قائد تمكن ببراعة من أن يحمل الصخرة الجاثمة لعقود على صدر المملكة ويلقي بها بعيداً عن تراب الوطن الغالي ليدشن عهداً جديداً من الإيمان والثقة بالله والعمل المخلص الدؤوب.. إنه «محمد بن سلمان».. وهذا يكفي.