تعودنا في موسمي رمضان والعيد ومنذ النشأة، خاصة أولئك الذين عاشوا في القرى والأحياء الشعبية أو (الحواري) أمثالنا وبعيداً عن تلك المدن المتحضرة وصخبها وأحياء المخططات الحديثة وشققها، أن نعيش طقوساً مميزة وممتعة نستشعر ببساطتنا التغيير الذي يحمله الشهر الكريم رمضان وما يتلوه من فرحة استقبال عيد الفطر من بعده.
رمضان الشهر المبارك ذو الروحانية والطمأنينة يدخل علينا ببهجة وفرحة وتهانٍ مختلفة عما نعيشه الآن، وصحيح أن الشهر هو الشهر لم يتغير ولكن نحن الذين تغيرنا.
لم تكن وسائل ووسائط التواصل متوفرة بهذا الشكل، ولا توجد وسيلة لمعرفة دخول رمضان وثبوت رؤية هلاله سوى التلفاز أو المذياع، «مذياع جدتي» حكاية.
يترقب الناس الخبر، وفور إعلانه تبدأ التهاني والتبريكات والتنبيه على أولئك الجيران الذين ينامون مبكراً بأن رمضان قد حل فاستعدوا وجهزوا سحوركم، وتبادل أطباق الأطعمة. كان الجميع متقارباً متحاباً متسامحاً مع نفسه والآخرين. وكنا كأطفال نفرح بوضع مصباح (لمبة) إضافية أمام منزلنا نجتمع عندها ونلعب بعض الألعاب مع أقراننا، ويبدأ شباب الحي بشد شباك لعبة الطائرة والاجتماع حولها، والكبار حريصون على الاجتماعات والطاعات والأعمال التي تليق بروحانية الشهر الفضيل.
تكثر في رمضان البسطات ويتنافس فيها المعلمون، فمنهم من يقدم البطاطس المقلية والآخر الكبدة والبليلة، وتصبح شهرة ذلك المعلم مقرونة بمدى تميزه في إعداد تلك الوجبة، وهذا المعلم هو إما أخ أو صديق أو جار ومعروف لكننا ننظر إليه في رمضان وخلف بسطته برتبة أخرى وصورة مختلفة.
وإذا اقترب العيد انشغل الجميع بالاستعداد له، الأطفال بالألعاب، والشباب بالملابس، والأمهات بالأكلات الشعبية، والآباء بجلب الحلوى والذبائح، وعندما يعلن مذياع جدتي -رحمها الله- ثبوت رؤية هلال العيد ونسمع أصوات الألعاب النارية تزداد، والتي كانت مستمرة طيلة شهر رمضان، نبدأ أنا وجدتي بفرش غرفتها في منزل عائلتي بفرشها الجديد ونخرج ملابس مراتب غرفتها التي تخبئها ولا تخرجها إلا إذا جاء العيد في كل عام، ونجهز غرفتها وصحن حلواها، ونملأ «مرشها» بماء الورد والكادي، وتجهز ملابسها المحتشمة وثوبها الفتيحي «المسدح» ومسفعها استعداداً لاستقبال المهنئين، وهي تردد أهازيجها الجميلة بصوتها المنخفض المفعم بشقاء السنين وحزن فقد الأبناء وأنسها بابنها الوحيد أبي، ولا أنسى تلك التي تحمل اسمه الذي يسعدني ترديدها معها:
«عاد عيدك يا أم رابح وامتلأ بيتك رجال».
26 عاماً مضت على رحيلها لم تفارقني يوماً -رحمها الله- فقد أحسنت توجيهي وتنشئتي على الفضيلة والدين. حفظ الله والديّ ووالديكم..
العيد جاء فيه تبتسم الحياة
العيد جاء يغْمُرُ القلب سناه
فيْه نرقى نشكُر الله بصمتٍ
فيه عطر الروح فواحٌ شذاه
خواتيم مباركة وعيد سعيد وكل عام والجميع بخير.
رمضان الشهر المبارك ذو الروحانية والطمأنينة يدخل علينا ببهجة وفرحة وتهانٍ مختلفة عما نعيشه الآن، وصحيح أن الشهر هو الشهر لم يتغير ولكن نحن الذين تغيرنا.
لم تكن وسائل ووسائط التواصل متوفرة بهذا الشكل، ولا توجد وسيلة لمعرفة دخول رمضان وثبوت رؤية هلاله سوى التلفاز أو المذياع، «مذياع جدتي» حكاية.
يترقب الناس الخبر، وفور إعلانه تبدأ التهاني والتبريكات والتنبيه على أولئك الجيران الذين ينامون مبكراً بأن رمضان قد حل فاستعدوا وجهزوا سحوركم، وتبادل أطباق الأطعمة. كان الجميع متقارباً متحاباً متسامحاً مع نفسه والآخرين. وكنا كأطفال نفرح بوضع مصباح (لمبة) إضافية أمام منزلنا نجتمع عندها ونلعب بعض الألعاب مع أقراننا، ويبدأ شباب الحي بشد شباك لعبة الطائرة والاجتماع حولها، والكبار حريصون على الاجتماعات والطاعات والأعمال التي تليق بروحانية الشهر الفضيل.
تكثر في رمضان البسطات ويتنافس فيها المعلمون، فمنهم من يقدم البطاطس المقلية والآخر الكبدة والبليلة، وتصبح شهرة ذلك المعلم مقرونة بمدى تميزه في إعداد تلك الوجبة، وهذا المعلم هو إما أخ أو صديق أو جار ومعروف لكننا ننظر إليه في رمضان وخلف بسطته برتبة أخرى وصورة مختلفة.
وإذا اقترب العيد انشغل الجميع بالاستعداد له، الأطفال بالألعاب، والشباب بالملابس، والأمهات بالأكلات الشعبية، والآباء بجلب الحلوى والذبائح، وعندما يعلن مذياع جدتي -رحمها الله- ثبوت رؤية هلال العيد ونسمع أصوات الألعاب النارية تزداد، والتي كانت مستمرة طيلة شهر رمضان، نبدأ أنا وجدتي بفرش غرفتها في منزل عائلتي بفرشها الجديد ونخرج ملابس مراتب غرفتها التي تخبئها ولا تخرجها إلا إذا جاء العيد في كل عام، ونجهز غرفتها وصحن حلواها، ونملأ «مرشها» بماء الورد والكادي، وتجهز ملابسها المحتشمة وثوبها الفتيحي «المسدح» ومسفعها استعداداً لاستقبال المهنئين، وهي تردد أهازيجها الجميلة بصوتها المنخفض المفعم بشقاء السنين وحزن فقد الأبناء وأنسها بابنها الوحيد أبي، ولا أنسى تلك التي تحمل اسمه الذي يسعدني ترديدها معها:
«عاد عيدك يا أم رابح وامتلأ بيتك رجال».
26 عاماً مضت على رحيلها لم تفارقني يوماً -رحمها الله- فقد أحسنت توجيهي وتنشئتي على الفضيلة والدين. حفظ الله والديّ ووالديكم..
العيد جاء فيه تبتسم الحياة
العيد جاء يغْمُرُ القلب سناه
فيْه نرقى نشكُر الله بصمتٍ
فيه عطر الروح فواحٌ شذاه
خواتيم مباركة وعيد سعيد وكل عام والجميع بخير.