كثيراً ما يلاحظ أن نصيب المرأة من الفكر والفلسفة والعلم قليل في تاريخ الإنسانية، وأن الثقافة كانت دوماً من شأن الرجال في كل العصور والحضارات.
من المعروف أن هذه الظاهرة لها علاقة بديهية بالنظام الذكوري الذي كان هو السمة الغالبة على المجتمعات البشرية إلى حدود الحداثة وقيام الحضارة المعاصرة التي جعلت من المساواة بين الجنسين مكسباً جوهرياً من مكاسبها الكبرى.
ومع ذلك، لم يهتم المدونون والمؤرخون كثيرا بكتابات وأفكار النساء رغم أن لبعضهن تأثيراً لا يقل عن تأثير كبار أعلام الفكر الإنساني من الرجال.
في الفلسفة اليونانية، لم يكثر الحديث عن نساء بارزات مارسن أرقى درجات التفكير النظري، منهن «ديوتيما» أستاذة سقراط أب الفلاسفة التي يذكرها افلاطون في كتابه «المأدبة» ويتحدث عن مذهبها في الجمال الذي تبناه سقراط. كما أن ديوجين الكلبي يذكر «هيبارشيا» الفيلسوفة البارزة التي لم تكن أقل قيمة من زوجها كراتيس. وقد ذكرت أسماء فيلسوفات كبيرات من رائدات المذهب الفيثاغوري لم يبلغنا كثير من إنتاجهن.
أحيل هنا إلى كتاب «ماري الين وايت» الموسوعي «تاريخ النساء الفيلسوفات»
History of wemen philosophers
وهو من أربعة مجلدات وقد صدر سنة 1987.
تذكر المؤلفة لائحة مطولة من الفيلسوفات اللواتي كان لهن تأثير كبير في عصور الحداثة والتنوير إلى الحقبة الراهنة التي سمح فيها للمرأة بالتعبير الحر عن فكرها ونشر إنتاجها الثقافي والعلمي.
لنترك جانبا العالم الغربي، ولنتجه إلى تراثنا الثقافي والعلمي العربي الإسلامي. قبل فترة، ذكر لي أحد الباحثين في الإسلاميات ملاحظة غريبة وهي أن كتب السير والتاريخ الإسلامي لا تذكر أبدا اسم أي امرأة منافقة في مقابل عشرات أسماء المنافقين من الرجال، ما يعني صدق إيمان وتجربة المرأة المسلمة في العصر النبوي وما بعده.
وفضلا عن هذه الملاحظة الطريفة، تتعين الإشارة إلى أن الصحابيات وخصوصا أمهات المؤمنين كان لهن دور حاسم في رواية الحديث النبوي والأحكام الشرعية وبصفة خاصة عائشة وأم سلمة وحفصة بنت عمر وزينب بنت جحش...
لا أحتاج إلى ذكر أسماء كبيرات العالمات والفقيهات البارزات في عصور الازدهار الإسلامي مثل حفصة بنت شيرين وخديجة بنت سحنون القيروانية والمحدثة كريمة المروزية...
وفي التصوف الإسلامي، لا أحد يجهل رابعة العدوية التي أسست تقليد «العشق الإلهي» في أدبيات العرفان الإسلامي، وتلاها جيل كامل من كبار الصوفيين.
في الشعر الذي هو ديوان العرب، من يجهل ليلى العامرية محبوبة قيس التي بادلته نظما مشاعر الحب، وسكينة بنت الحسين التي كانت تستقبل في منزلها الشعراء والأدباء، والأميرة الأندلسية الشاعرة ولادة بنت المستكفي...
ليس همنا استقصاء التراث الفكري والأدبي النسوي، ولا التنويه بالثورة الكبرى في الأدب والفكر الفلسفي والاجتماعي الراهنة في السعودية وبقية دول الخليج والعالم العربي في عمومه.
ما نريد استخلاصه هو أن الجديد ليس أهلية المرأة للإبداع الفكري والأدبي، وإنما توفرها لأول مرة على قنوات عامة لنشر مشاعرها وأفكارها. وصدق الشيخ الأكبر ابن عربي في قوله «المكان الذي لا يؤنث لا يعول عليه».
من المعروف أن هذه الظاهرة لها علاقة بديهية بالنظام الذكوري الذي كان هو السمة الغالبة على المجتمعات البشرية إلى حدود الحداثة وقيام الحضارة المعاصرة التي جعلت من المساواة بين الجنسين مكسباً جوهرياً من مكاسبها الكبرى.
ومع ذلك، لم يهتم المدونون والمؤرخون كثيرا بكتابات وأفكار النساء رغم أن لبعضهن تأثيراً لا يقل عن تأثير كبار أعلام الفكر الإنساني من الرجال.
في الفلسفة اليونانية، لم يكثر الحديث عن نساء بارزات مارسن أرقى درجات التفكير النظري، منهن «ديوتيما» أستاذة سقراط أب الفلاسفة التي يذكرها افلاطون في كتابه «المأدبة» ويتحدث عن مذهبها في الجمال الذي تبناه سقراط. كما أن ديوجين الكلبي يذكر «هيبارشيا» الفيلسوفة البارزة التي لم تكن أقل قيمة من زوجها كراتيس. وقد ذكرت أسماء فيلسوفات كبيرات من رائدات المذهب الفيثاغوري لم يبلغنا كثير من إنتاجهن.
أحيل هنا إلى كتاب «ماري الين وايت» الموسوعي «تاريخ النساء الفيلسوفات»
History of wemen philosophers
وهو من أربعة مجلدات وقد صدر سنة 1987.
تذكر المؤلفة لائحة مطولة من الفيلسوفات اللواتي كان لهن تأثير كبير في عصور الحداثة والتنوير إلى الحقبة الراهنة التي سمح فيها للمرأة بالتعبير الحر عن فكرها ونشر إنتاجها الثقافي والعلمي.
لنترك جانبا العالم الغربي، ولنتجه إلى تراثنا الثقافي والعلمي العربي الإسلامي. قبل فترة، ذكر لي أحد الباحثين في الإسلاميات ملاحظة غريبة وهي أن كتب السير والتاريخ الإسلامي لا تذكر أبدا اسم أي امرأة منافقة في مقابل عشرات أسماء المنافقين من الرجال، ما يعني صدق إيمان وتجربة المرأة المسلمة في العصر النبوي وما بعده.
وفضلا عن هذه الملاحظة الطريفة، تتعين الإشارة إلى أن الصحابيات وخصوصا أمهات المؤمنين كان لهن دور حاسم في رواية الحديث النبوي والأحكام الشرعية وبصفة خاصة عائشة وأم سلمة وحفصة بنت عمر وزينب بنت جحش...
لا أحتاج إلى ذكر أسماء كبيرات العالمات والفقيهات البارزات في عصور الازدهار الإسلامي مثل حفصة بنت شيرين وخديجة بنت سحنون القيروانية والمحدثة كريمة المروزية...
وفي التصوف الإسلامي، لا أحد يجهل رابعة العدوية التي أسست تقليد «العشق الإلهي» في أدبيات العرفان الإسلامي، وتلاها جيل كامل من كبار الصوفيين.
في الشعر الذي هو ديوان العرب، من يجهل ليلى العامرية محبوبة قيس التي بادلته نظما مشاعر الحب، وسكينة بنت الحسين التي كانت تستقبل في منزلها الشعراء والأدباء، والأميرة الأندلسية الشاعرة ولادة بنت المستكفي...
ليس همنا استقصاء التراث الفكري والأدبي النسوي، ولا التنويه بالثورة الكبرى في الأدب والفكر الفلسفي والاجتماعي الراهنة في السعودية وبقية دول الخليج والعالم العربي في عمومه.
ما نريد استخلاصه هو أن الجديد ليس أهلية المرأة للإبداع الفكري والأدبي، وإنما توفرها لأول مرة على قنوات عامة لنشر مشاعرها وأفكارها. وصدق الشيخ الأكبر ابن عربي في قوله «المكان الذي لا يؤنث لا يعول عليه».