-A +A
حمود أبو طالب
التظاهرة الكبيرة الفخمة التي حدثت في الرياض مساء قبل أمس لاستقبال الوفد الطلابي الذي شارك في المعرض الدولي للعلوم والهندسة «آيسف» بعد فوزه بـ 22 جائزة عالمية كبرى وخاصة تمثل بكل المقاييس والاعتبارات المرحلة السعودية الراهنة وملامح المراحل المستقبلية التي تراهن على التنافسية في العلم واستثمار رأس المال البشري كأهم قوة محركة إلى الأمام.

ومن محاسن الصدف أنه في نفس اليوم تم إعلان ميزانية الربع الأول لهذا العام التي اتضح فيها أن قطاع التعليم ما زال مستحوذاً على النسبة الأكبر منها ليؤكد الوعي بأهميته الجوهرية وضرورة تطويره ليواكب مقتضيات العصر الذي تتدفق فيه العلوم الجديدة والتخصصات العلمية والتقنية الدقيقة التي أصبحت المحرك الأكبر للاقتصادات العالمية. لقد مضى زمن طويل وتعليمنا يعاني الرتابة والتقليدية في كل جوانبه، لم يكن هناك تركيز مؤسسي للكشف عن المواهب المتميزة والعقول المبدعة بين ملايين الطلاب من أجل رعايتها واستثمارها، حتى جاء الوقت الذي تضافرت فيه عوامل عديدة لتغيير أشياء كثيرة كان في مقدمتها التعليم، ومن حسن الطالع أنه تم إنشاء مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة» التي أصبحت حاضنةً مؤسسية للمواهب المبدعة من الطلاب والطالبات تعمل بشكل علمي يستلهم تجارب الدول المتقدمة حتى أصبحت تتفوق على كثير منها كما حدث في المعرض الأخير الذي حصد فيه طلابنا وطالباتنا أكثر وأهم الجوائز.


لقد سنحت لي فرصة مشاهدة نماذج من مبدعينا في المنتدى الذي أقامته مؤسسة موهبة قبل أشهر قليلة في المدينة المنورة، ولم أكن لأصدق أن تلك المشاريع العلمية ابتكرها طلاب وطالبات في مقتبل العمر لولا أني وقفت عليها وشاهدتها وقرأت ملخصات بعضها وناقشتها مع أصحابها، إنهم مشاريع علماء بامتياز سوف يضاف لهم عدد جديد كل عام، لكي تكون لدينا أعظم وأهم ثروة.

مبروك للوطن هذا الإنجاز الكبير المهم.